حبيبة عبد الرحمن لسلوى فاضل الجزء الثاني
المحتويات
والدة حسناء لابنتها
خفي على الراجل الله اعلم بظروفهم ما تحكميش بالمظاهر .
مظاهر أيه بس مريضة قلب وحمل بسرعة و نقل في نفس التوقيت تقريبا الرجالة المحترمين الله يرحمهم .
ما تحكميش على حد بالظاهر المظاهر خداعة والأيام هتبين الصالح من الطالح .
ولا ما تبينش كله محصل بعضه ما ليش دعوة أصلا ومش عايزة أعرفهم وأكيد مش هنتقابل تاني .
نظرت حسناء بتهكم لاحظه وتحدثت والدتها
ربنا يطمنك عليها يا ابني والكتكوت الصغير نام ډخله جنبها بقي ونستاذن احنا.
الساكن لا ثواني يا طنط هدخل انس واجي لحضرتك .
دخل الساكن وتحدثت والدة حسناء ما شاء الله ونعم الاسماء جميل اسم انس .
ليه
قصدها يا ابني واحد مراتك بنتي بردوا وعلي اتفاقنا ما اتشرفناش بالاسم يا ابني
عادل يا طنط بس لازم أعرف. معلش سامحيني وريحيني كفاية الحاجات اللي حضرتك بعتيها وحتى ما عرفتش اشكركم عليها ده غير تعبكم معنا نظر الي حسناء باحراج ثم اعاد نظرن لوالدتها ومش عايز اتعب حضرتك معنا أنا متعود لما بتتعب كده باخد اجازة من الشغل واقعد معاها اراعيها هي وابني أنا ماليش غيرهم .
مش عايز اضايقكم أو اتقل عليكم لانها بتطول للاسف .
تحدثت والدت حسناء وهي تتحرك لتغادر وعلي وجهها ابتسامة
لا هتقل ولا حاجة ومن النهاردة بقي عندي بنتين وولد مش بنت واحدة وحفيدي أنا هاخد بالي منه وأنت في الشغل ما تشلش هم.
بالأسفل بعد ان دخلت حسناء ووالدتها واغلقوا الباب
اخذت والدتها الطعام لتعيد تسخينه وتحدثت وهي تتحرك
عشان أنت والدكتورة بتاعتك دي بتاخدوا بالمظاهر الراجل شكله شايل الهم وتعبان وكان مړعوپ عليها وأنت بتندهي الدكتورة .
طيب يلا يا بنت ام حسناء عشان تاكلي وافتكري المثل اللي هقولك عليه ده وابقي ردي عليا بعد وقتها .
مثل كمان يا امي ويا ترى ما هو هذا المثل يا أماه .
المثل بيقولك تعرف فلان اه عاشرته لأ يبقي ما تعرفهوش والمثل التاني لا تذم ولا تشكر غير بعد سنة وست أشهر يا روح أماه .
مش عايزة لا أعرف ولا أذم ولا اشكر أنا عايزة أكل لأني ھموت من الجوع يا أماه .
مر اليوم وباليوم التالي ذهبت حسناء الي عملها مع السعي لإنهاء أوراقها لإتمام نقلها لمدرسة اخري وعند عودتها استمعت لحوار اثنتين من
زميلاتها لم تنتبه أيا منهما لوجودها
الأولي وتدعي دعاء
ارحمي بقي من ساعة ما خرجت وأنت مش راحمة سيرتها دي لو كانت عمله ذنوب قرب تل زمانك شيلتهم عنها كلهم .
الاخرى وتدعي سوزان
وأنا اشيلهم ليه كل واحد يشيل شيلته هي اللي حاطه راسها في السما العانس البايرة .
عيب يا بنتي وبعدين عانس ولا بايرة لنفسها أنت مالك شغلة نفسك ليه هي حرة .
لا شاغلة نفسي ولا حاجة وبعدين ما هي اللي قارفه نفسها ما كانت وافقت وريحت نفسها .
ما قولنا شاغلة بالك ليه ترفض تقبل دى حياتها .
كانت سايرته لحد ما تخلص النقل وبعدين تقوله هي في العش ولا طارت .
أنت عارفة لا طريقتها ولا اسلوبها وهي بتحترم نفسها ما تنسيش ان باباها كان شغال في الادارة التعليمية يعني يعتبر زميلنا.
الله يرحمه يا سيتي ان كان يجوز عليه الرحمة يعني وبعدين ماهي اكيد ماشية مع حد دي عدت التلاتين ولسه عانس كانت وافقت تتجوز في السر بدل ما تمشي على حل شعرها ايه يعني متجوز ومخلف أو حتى لو اتجوزها شوية ورماها تبقي لقت حد يبص لها ويدلعها شوية بدل ما هو ما محدش معبرها ده غير انهم على الحديدة ابوها كان موظف صغير غلبان ومعاشه ملاليم يعني اكيد خرباها عشان تلاقي تآكل لأخر الشهر.
نظرت لها صديقتها برفعة حاجب وتدقيق
عندك حق تلاقيها خارباها.
عند تلك الجملة صعقټ حسناء وانهمرت دموعها وتركت المكان وغادرت دون ان تنتبه كلاهما كما اتت ولم تستمع لباقي حديث دعاء .
إلا قولي لي يا سوزان هو صحيح استاذ سيد خلص لك أوراق البنك اللي كانت واقفة بقالها اكتر من سنة وكان كل شوية يطلع لك فيها ثغرة عشان تقف
سوزان دون أنت باه في البداية لما ترمي اليه زميلاتها
اه يا سيتي أخيرا رضي عني وخلصوه ادعي لي بقي اخلص باقي الورق واقدر اطلع عربية بالقسط الموضوع صعب وبجمع فلوس المقدم وبخلص باقي الورق بلا زنقة المواصلات وقرف .
ما هو بردوا استاذ سيد مغرقك الفترة دي مكافآت أي حد بيطلع له مكافأة يحط اسمك معاهم . نظرت اليها بأنت باه تدقق في المعني الذي ترمي اليه فأكملت دعاء هو أنت عرفتي منين ان استاذ سيد اتقدم لها وعايز يتجوزها في السر وانها رفضت كمان .
انهت جملتها ووضعت مرفقيها على الطاولة وسندت ذقتها على ظهر كفيها .
نظرت اليها سوزان بتدقيق وأجابتها بتبجح وعدم مبالاة عرفت من مكان ما عرفت وبعدين اهي الناس بتتكلم أنا ماشية عندي شغل باخد عليه مكافآت مش فاضية من غير سلام .
ردت بتهكم
وعليكم السلام صحيح اللي على راسه بطحة ما كل واحد شايف الناس كلها زيه ربنا يهدي .
عادت حسناء للبيت في حالة سيئة تسبقها دموعها وبمدخل العمارة اثناء دخولها تقابلت مع جارها عادل وكان في طريقه للخروج وعندما شاهد حالتها تلك وقف تحدث معها .
انسة حسناء ازيك أنت بټعيطي مالك في حد ضايقك
لم يكن لديها القدرة للحديث لم ترفع وجهها اليه فهي تكره ان يراها الاخرون بلحظات ضعفها فتحركت دون ان تجيبه فاكمل
طيب طنط عندنا فوق أنا خارج وهتأخر شوية لو حابة تطلعي بدل ما تكوني لوحدك وأنت كدة مفيش حاجة تستاهل .
فتحت باب الشقة نظرت اليه لوهلة ثم اغلقت الباب حمدت ربها ان والدتها ليست معها دخلت غرفتها و القت بنفسها على الفراش بكت قهرا لحالها و من كلمات الاخرين التي لا ترحم ټقتلها كسم بطيئ مؤلم لأبعد حد .
من شدة بكاءها وارهاقها غفت بحالتها تلك وعلي وضعها لا تعلم كم من الوقت مر وهي تبكي و أي مدة غفت و لكنها استيقظت على صوت والدتها .
حسناء مالك يا بنتي نايمة بهدومك ليه وجيتي امتي أنا قولت زمانك لسه جاية أنت هنا من امتي
من شوية يا امي كنت مصدعة شوية فمشيت .
نظرت اليها بتأمل وتوقعت ما بها فهي تأتي بحالتها تلك كلما سمعت ما يضايقها من الاخرين لتأخر زواجها أو سماعها لما يسيئ الي سمعتها فيضع كل
شخص تحليله للاسباب التي يراها من وجهة نظره سبب تأخر زواجها وجميعهم يستبعد ان نصيبها لم ياتي بعد ربتت على ظهرها بحنان وضمتها بقوة إليها شددت حسناء من ضمھا وتشبثت بملابس والدتها وبالكاد منعت نفسها من البكاء فالجميع يشكك في اخلاقها دون ان يروا منها ما يشينها لمجرد تاخر الزواج اما حسناء فتشعر انها عبء على والدتها لا تعلم ما يمكنها ان تفعل لتقلل معناتها أو تقلل حمل والدتها .
بعد القليل من الوقت تمالكت حسناء نفسها وجمعت شتاتها حاولت رسم بسمة مزيفة واخفائها تحت ستار دعاباتها التي تكثر كلما ضاقت بها احزانها .
لا يا أماه مش هنقضيها احضان وكدة أنا جوعااااان ولا جيرأنا نسوكي حسنائك ولا أيه .
لا طبعا عمري ما انساكي يا حبيبتي أنت عرفتي منين اني كنت عند الجيران الجداد .
اجابتها وصوتها لازال يبدو عليه البكاء تجاهد لاخفاء نبرة الالم منه
سؤالك غريب جدا بقيتي وأنا برة تخلصي اللي وراكي وتطلعي لجيرأنا ولو رجعت لقيتك يبقي أنس معاكي .
والدتها صعبانة عليا قوي وابنها كمان حملها تقيل قوي عليها .
ادام تعبانة بتحمل ليه مهما ضغط عليها كان المفروض تقف له .
بقيتي زيهم .
هما مين اللي بقيت زيهم
اللي بيرموا الناس بالباطل يا حسناء .
ثم تركتها وذهبت من الغرفة وتحدثت وهي تتجه للمطبخ .
أنا هسخن لك الاكل كلي وحصليني على فوق .
حسناء من داخل غرفتها مش عايزة اطلع .
والدتها وهي تضع الطعام على الطاولة
م جوزها هيتاخر جامد ومش هينفع اسيبها لوحدها ومش هتقدر تنزل أنت سمعت الدكتورة قالت أيه .
ردت حسناء وهي بالكاد تمنع دموعها وتتجه الي الحمام تحاول الا ترى والدتها وجهها ودموعها التي عادت وانسابت مرة اخري
م لأ سبيني أنا وخليكي معاها .
التفتت اليها والدتها التي كادت ان تفتح الباب لتصعد لجارتها ناظرت ابنتها التي والتها ظهرها باتجاه الحمام وردت بإجابة ذات مغزي
م مهما عملت ومهما غلطتي ومهما كان حواليا ناس بحبهم عمرى ما اسيبك يا حسناء بس لما تغلطي لازم انبهك ولما تظلمي لازم افوقك سواء كنت بتظلمي نفسك أو غيرك .
انهت جملتها ثم غادرت واغلقت الباب خلفها اما حسناء فوقفت محلها شهقت پبكاء حاد اخرجت معه باقي قهرها الغير منتهي ثم اتجهت للحمام غسلت همومها به وجددت طاقتها ثم حاولت تناول طعامها ولكنها دون ان تشعر تسترجع حوار زميلاتها بالمدرسة منعت نفسها من الدخول في موجة بكاء اخرى فنهضت وجمعت الطعام واعادته بالثلاجة ثم بدلت ملابسها لأخرى مناسبه لتصعد لجارتهم الجديدة انتهت وصعدت اليهم . جلست معهم ولكنها كانت بعالم اخر تحمل الصغير و تتحدث مع نفسها.
حسناء لنفسها
يا رب أنا تعبت الناس بقت وحشة قوي دايما شايفيني بايعة نفسي دايما شايفين اني ماشية غلط يا رب أنت عالم بحالي ومطلع على اللي جوايا يا رب أنا مش عايزة شفقة أو تعاطف من حد كل اللي محتاجاه انهم يسبوني في حالي أنا تعبت فعلا مش عارفة اعمل أيه ممكن لو اتجوزت يحلوا عني طيب يعني اروح أنا اتقدم للناس يعني ما المناسبين بيمشوا لما يعرفوا اني مش هقدر اشارك معاهم بالعفش يا دوب على قد هدومي وبس ما أنا لو معايا أنا أو امي مش هنتأخر ومش هقدر اتجوز حد متجوز أو عاطل حتى لما اتقدم لي واحد ارمل كان كبير قوي وابنه كان قريب من عمرى وقلبي انقبض جامد أول ما دخلوا بس يا رب حتى نقلي مش
متابعة القراءة