حبيبت عبد الرحمن لسلوى فاضل الجزء الأول

موقع أيام نيوز

الليل من غيره الدنيا تبقي عتمة كمان تقدري تبصي للقمر وتستمتعي بجماله من غير ما ټتأذي والمهم أن الليل وقت الأحباب يعني القمر رمز للحب والراحة والسكن والزوجة كل دول أما الشمس برغم من حلاوتها لو بصيتي لها ټأذي عينك ولو فضلتي فيها كتير تحرقك ودايما النهار وقت السعي على الرزق يعني تعب صحيح فيها دفا ونور بس رمز للشقي بالرغم من كده بعض الشعراء شبهوا المرأة بها بس بنورها ودفاها وبس مش في كل حاجة زي القمر شوفتي بقي 
بادلته الابتسام
أنا كمان ماكنتش متوقعة الرد 
إن شاء الله تكوني قمري سكن ونور وجمال وحب 
هكذا بدأ الحديث الذي طال دون أن يشعرا بالوقت حتى قطعه محمود للمرة الثانية لتأخر الوقت 
وفي اليوم التالي عاود عبد الرحمن مهاتفت محمود والذي رد بقطعية 
خليها أخر الأسبوع يا عبد الرحمن مش كل يوم كده خليها تقدر تفكر وتقول رأيها 
أنتظر اللقاء الثالث بشوق شديد والأخير قبل قرار حبيبة النهائي كان موقن من موافقتها لكن للانتظار نيران حاړقة ثلاثة أيام كثلاث أعوام
فهاتف محمود غير قادر على منحه وقت أطول 
السلام عليكم أزيك يا محمود انتظرت تتصل تقولي قراركم ولما تأخرت اتصلت أنا يا رب خير 
أجابه بعدم رضا تمر الأمور أسرع مما تخيل ولم يقل قلقه على أخته بل يتزايد فتحدث بضيق أخفاه
كنت هتصل أخر الأسبوع على العموم تقدر تيجي مع والدتك ونكمل التفاصيل الباقية خليها بعد أسبوعين من النهاردة يعني تالت خميس أن شاء الله 
أحدهما يطيل الفترة والآخر يريد اختزالها
ليه تالت خميس! خليها الخميس الجاى 
بعد يومين! أكيد لأ في ترتيبات لازم تتعمل ومفيش سبب للإستعجال 
ما هو كمان ما فيش سبب للتأجيل أقول لك خليها الخميس بعد الجاي كما عشر أيام كفاية لأي تجهيز تمام 
ماشي سلام 
لا يثق به فكيف يهديه أخته بتلك السهولة واليسر يشعر أنه تعجل بقراره فحبيبة أصغر من تحمل نتيجة قرارها منفردة 
وعلى النقيض عاد عبد الرحمن يكاد لا يشعر بخطواته من فرط السعادة التي بدأ تذوقها أخيرا والتي لم تخفى على والدته فهي ظاهرة للعيان 
مالك يا عبد الرحمن اليومين اللي فاتوا أنت مش زي عادتك مبسوط زيادة ومشاويرك كتير ودايما لوحدك كدة لا بتقعد معايا ولا بنتكلم زي عادتنا 
عندي خبر هيفرحك يا امي مش كنت عايزاني اتجوز تاني هحقق لك أمنيتك أيه رأيك مفاجئة حلوة صح
ابتسمت بسعادة لإستعادة هيمنتها من جديد
مين العروسة ولا أختار لك أنا
اختارتها يا امي ومشاويري الفترة دى عشان أخد موافقة مبدئية اسمها حبيبة في أخر سنة كلية تربية عندها واحد وعشرين سنة هنزورهم الخميس بعد الجاي كمان عشر أيام 
صدمها كيف له فعل كل ذلك دون الرجوع إليها بالماضية الماضية كانت تدفعه لاتمام كل خطوة ولم بكن لدي الرغبة فتحدثت معاتبة
لوحدك كده من غير ما تقولي الأول 
بطريقة والده تحدث ثقة شموخ حدة
دي مواضيع وكلام رجالة 
حدته واختصار الكلمات ذكرتها بتعامل عبد الرحيم فصمتت واعاد عليها عقلها مجادلتها له في بداية زواجهم بأمر لا يخصها 
شردت بعقلها سلطت بصرها لغرفتهما فيومها وبعد جدال منها اتسم بالإصرار والعناد تركها بهدوء متجها للغرفة فشعرت بالانتصار وشحب وجهها حين عاد إليها يحمل حزامه ووقف خلفها خرجت كلماته بحزم شديد وصلابة مؤلمة كجلداته التي انهالت على جسدها 
ده كلام رجالة أمور شغل الستات ما يتكلموش فيه الستات تتكلم بأمور البيت والأكل والتنضيف لكن لا تتدخل في الشغل ولا تحشر نفسها ولو جادلت في اللي ما يخصهاش يبقي تتعاقب وتتربي 
شعرت بوقع الجلدات عليها وكأنها تستقبلها الآن أفاقتها من بحر ذكرياتها الضحل فتحدثت مؤنبة ابنها 
كده يا عبد الرحمن ما أنت أخدت رأيي في الجوازة اللي قبلها!
تحدث بقطعية وكلمات لم تستشعر هي المعنى الذي قصده
الجوازة دي غير اللي قبلها يا امي يا ريت تخلي بالك من ده غير اللي قبلها 
العروسة حلوة أوعى تجيب شقة تاني لا تغير شقتك ولا عفشك مش مصاريف والسلام 
هيظبطوها شوية والعفش والشقة هيفضلوا زي ما هم وقبل ما تسألي أحنا اتكلمنا على الشقة بس باقي التفاصيل لما نزورهم أمي الكلام هناك كلامي أنا بس دى اتفاقات رجالة تمام 
ربنا يتمم لك على خير 
سعدت وارتاحت لم يجول بخاطرها حياة ابنها قدر ما جال به هيمنها واستعادة سلطتها سلطة العقاپ أن يكن ابنها السوط الذي تستخدمه لإحراق الروح 
الفصل السادس
ذهب عبد الرحمن ووالدته إليهم وتم الاتفاق على موعد الزفاف بعد شهر من زياتهم اكتفت حافظة بالصمت كما اخبرها عبد الرحمن بدت عليها السعادة حددت حبيبة ما أرادته من تجديدات وتغيرات وتابع محمود التجهيزات الشقة وشراء ما رغبت من مستلزمات وخلافة واشتري لها محمود كل ما رغبت ولم يبخل عليها بشيء وأشرف على العمال حتى أنتهوا من طلاء المنزل كما رغبت 
أرادت جعل التغيرات مفاجأة له وعاونها محمود من أجل اسعادها وأمتثل عبد الرحمن لرغبتها وابتعد عن متابعة العمل فقط من أجل اسهادها وتنفيذ رغبتها يمني نفسه بقرب الوصال 
هي بعينيه عروس مثالية تملك عصا سحرية بقربها يصبح شخص محب حنون توقظ به شخصيته الجيدة يكن لها الحب ولوالدته اختيار جيد يتيمة الأبوين صغيرة السن يمكنها تطويعها وتأديبها كيفما أرادت 
أهداها عبد الرحمن تليفونا محمولا بتلك الفترة كان أمرا جديدا لا يملكه الكثيرين أصر على محمود ليسمح لها بقبوله هدف به الإطمئنان عليها لكثرة تحركاتها لشراء مستلزماتها كما أنه على وشك إتمام زواجه بها قبل محمود مرغما لنفس السبب الإطمئنان عليها 
قبل أسبوع واحد من موعد الفرح استعدت حبيبة لانهاء أخر تفاصيل مشترياتها يرافقها سما هاتفها عبد الرحمن وهي تتأهب للمغادرة 
خلاص يا عبد الرحمن أنا نازلة ومش هتأخر إن شاء الله وسما معايا 
برضوا لوحدكم حاولي ترجعي بدرى كنت ناوي أكلم محمود وأجي النهاردة 
الحاجات دي ضرورى لازم اجيبها ده أخر مشوار خلاص إن شاء الله بعد كده الكوافير وفرش الشقة وتركيب الستاير وبس 
اجابها ببشاشة متعجبا
وبس! كل ده وتقولي وبس 
استمعت لطرقات الباب وهي تحادثه تحركت بسمة ووجدت أمامها سيدة ثلاثينية العمر يبدو
عليها الاضطراب الشديد والتوتر وطلبت مقابلة خطيبة عبد الرحمن 
انتبهت حبيبة لتلقبها بخطيبة عبد الرحمن أثار اللقب تعجبها ودهشتها
عبد الرحمن اقفل دلوقتي حكلمك تاني في واحدة بتسأل عليا 
شوفي مين وأنا معاكي 
تحركت كليهما صوب الأخرى ووقفتا متقابلتين تعجبتا من شدة التشابه بينهما كل منهما تتعمق النظر بالأخرى 
ظنت حسناء إنه سيتزوج من شبيهتها تفكير أرضاها رغم عدم اقتناعها ولكن أراح كبرياءها المحطم ودار تساؤل بعقل حبيبة من منهما التي تشبه الأخرى من وجهة نظر عبد الرحمن
قطعت حسناء حاجز الصمت والتساؤل
أنت خطيبة عبد الرحمن
ايوة أنت مين
حسناء طليقته 
صدمة نالت منها وحلت مثلها على عبد الرحمن الذي لم ينه اتصاله نبت بداخله سؤال أفزعه أضاع حلمه من جديد! لا لن يتركه ولكن إن تحدثت طليقته انهار حلمه بعد أن كاد يتحقق ترك عمله واسرع لمنزل حبيبة يجهل ما يمكنه فعله ولكنه سيمنع حسناء ولو بالقوة لم يتوقع مجيئها هي سقطت من ذاكرته بل سقطت من حساباته جميعا فهي ماض أسود 
جلست مع حسناء بالصالون وخارجه تداركت بسمة صډمتها وبعد تفكير دام لبضع ثوان أيقنت ضرورة تواجد محمود متوقعة سوء الوضع فهاتفته وسردت له ما حدث وحثته على سرعة الحضور فانطلق إليهم مسرعا الخطى 
مرت لحظات صمت قطعتها حسناء الجالية بتوتر واضح
أنا فكرت كتير قبل ما أجي لكن لما عرفت ظروفك جيت أخلص ضميري وعشان ما يحصلش معاكي زيي 
هي أيه ظروفي! وتقصدي بإيه زيك!!!
أنك يتيمة قاعدة مع أخوكي أنا كمان يتيمة الأب عايشة مع أمي تقريبا عبد الرحمن بيختار حد نفس ظروفنا حد مكسور من جواه عشان يكون سهل عليه يكسر الباقي اللي فيه 
مش فاهمة قصدك! وياريت بوضوح 
عبد الرحمن تشوفيه من بعيد تحسيه شخصية جميلة محترمة بشوشة لكن في البيت مع مراته تحديدا بيكون شخص تاني على النقيض تقريبا عڼيف في كل حاجة 
أغمضت عينها أخذه نفسا عميقا واكملت بصوت مخټنق مملوء پبكاء مكتوم 
عبد الرحمن بيتعامل في البيت بأيده بيتكلم بايده عارفة يعني أيه أكون مدرسة معلمة الصبح توجه الأطفال وبالليل اتضرب لأي سبب وأتفه سبب مش بس كده 
حاولت جمع شتات نفسها وكتم عبراتها أحكمت إغلاق جفونها وتخلل البكاء كلماتها وتحررت دموعها من محبسها 
كان يتلذذ ان الضړب يكون مهين زي ضړب الأطفال 
قطعت كلماتها ارتفع بكاءها وتزايدت دقات قلبها وكانها ترى نفسها بين يديه الآن فدوت أنفاسها بالمكان شهيقا وزفيرا ثم استرسلت بتوتر وارتجاف تقص بعض افعاله المشينة ثم تملكتها نوبة بكاء هيستيري تعيش أسوأ كوابيسها من جديد فمجرد قص ما كان يحدث ېقتلها ثم اكملت بوهن وألم
حتى الوقت القليل اللي بيكون طيب فيه بعد فترة تحول هو كمان لتعذيب 
تألمت حبيبة من أجلها شعرت بمعاناتها الجلية بمجرد تذكر ما كان وعقلها يسألها أتلك هي الحياة التي تتمناها معه لم تصدق ما قصه العامة عنه ولكن ها هي بطلة الحكاية تلقي على مسامعها جمرات ملتهبة نظرت إليها پألم على كلتيهما يخبرها عقلها وقلبها أن ما تسمعه حقيقة وليس ادعاء فتلك الدموع والحالة استحالة أن تكون تمثيل أو تخيل بل واقع أليم 
تسائلت بدموع
طيب والدته ما كنتش بتتكلم معاه ما كنتيش بتشكتي لها ما كنتش بتمنعه
ضحت بآسى هيستريا واستنكار تتسابق عبراتها 
والدته! هي اللي كانت تشجعه أكتر وقت اتهنت فيه واتوجعت كان عندها أول جوازنا كان كويس معايا مش حنون بس عادي وأول مرة حصل كده في بيتها بقي العادي بعد كده ساعات قليلة كان وهو بيضرب يبص في وشي يسرح ومرة واحدة يحضني ويعتذر يوقف كل حاجة لكن بعد كده بقي يتجنب يبص لي عارفة أكتر حاجة توجع هي أنه في اللحظات القليلة اللي بحس فيها معاه اني مراته وانه طيب معايا كان يناديني باسم واحدة تانية 
واحدة تانية!
أيوه حبيبة كان يناديني حبيبة
خفق قلبها واتسعت عينيها پصدمة حدثها عقلها بصمت واستنكار
أنا أنا كنت السبب أنا مشتركة معه في تعذيبها 
افاقت من شرودها تستمع لما تقصه غير مصدقة ما تسمع تفيض دموعها بسخاء لم يستوعب تسمع وكأنها تحدثها عن أخر يرفض عقلها تصديق ما تقص والأصعب أيقنت ان لها يد بمعاناتها حاولت إيجاد أي عذر أو مبرر مخرج من تلك العتمة 
ماحاولتيش تتكلمي معه
بخاف أتكلم بخاف أقول أي حاجة تطلع غلطة روحي كانت بټموت كل يوم وكل لحظة 
ازدادت حالة حسناء سوءا مع كل حرف تنطقه رجتفها صريحة ووتوترها بين ومع انتهاء أخر كلمة وطأت قدم عبد الرحمن المكان بزوبعة شديدة من الڠضب وضحت حالته من عڼف طرقاته لم يتح لبسمة فرصة التحدث ودون استئذان اقتحم البيت فالصالون بحث
تم نسخ الرابط