رواية لنور زيزو الجزء الأول

موقع أيام نيوز

كنت أسير فى طريقى وحيدة خائڤة لا أملك سوي أجراس خلخالى ورجال تهوى بجوارى فى كل الأنحاء حتى ظهر شبحا من العدم أقتحم عالمي الصغير يسير معي فى طريقى مستمعا لأصوات أجراسي يطادرنى أينما أكون مدمنا لعذابي ويتلذذ برؤية دموعي الحارة تنهمر يهوى إرتجافى أمامه وعاشقا لضعفي وسذاجتى متعته متجسدة فى شقائي  

كنت كسمكة خرجت من المحيط حتى ظهر شبحي وما غيره منقذها وإعادها للمحيط من جديد فعادت للحياة  
متى وكيف عشقت شبحي هذا لا أدري سوي أنى عاشقة لشبح يظهر ويختفي متى يرغب هو وما علي سوي أنتظاره فقط 
البارت الأول تحت عنوان دموع 
مع هدوء الصباح الباكر المغمور بصوت العصافير الملونة التى أحضرها زوجها لها يعلو صوت الشجار بينهما 
صړخت به بإنفعال شديدة قائلة 
يوووووه بقى أنا زهقت من شغلك ده هو أنا متجوزك عشان تفضل فى الشغل بالأيام ولا حتى تسأل على الكلبة اللى رميها فى البيت ولو بتليفون 
أدار رأسه عنها بضيق من شجارها المستمر وتذمرها على عمله وقال بهدوء محاولا أرضاءها والڠضب المكتوم بداخله  
ڠصب عني ياحبيبتي ظروف شغلي كدة وعموما أخلص القضية اللي معايا وبعدها أخد أجازة 
أندفعت صاړخة به بأنفعال أكثر مردفة  
كل مرة تقول كدة ومبتعملش حاجة وتطلعلي بأي حجة وتلغي الإجازة  
فقد السيطرة علي أعصابه وأغلق قبضته پغضب وقال 
يعنى عايزنى أعمل إيه أسيب الشغل وأقعد جنبك أرحمينى من الخناق اللى كل شوية أنا بقيت أكره أرجع البيت بسببك
زاد صړاخها وهى ترفع حاجبيها له وتعقد يديها أمام صدرها بضجر قائلة  
طبعا ما أنا بقيت دلوقتى معجبكش بقيت وحشة ونكدية وبتخانق صح كفاية زن أمك عليك عشان تتجوز وتخلف وتلاقي الكلام جه على هواك صح
أتسعت عيناه بذهول ورمقها بنظرة حادة وهى تطعن بحبه له تعلم جيدا بأنه لم ېخونها ولن يستطيع الزواج من أخرى غيرها ولكنه يكره الشجار معاها يريد حياة وردية معاها هي وليست سواها طالما حلم بهذه الحياة معاها 
تركها وخرج من الشقة غاضبا وضعت يديها على بطنها بحنان تشعر بروح طفلتها بداخلها ولم تخبره بحملها أبتسمت بشغف لرؤية طفلته الأولى أمام عيناها و ركضت خلفه أرادت مصالحته وأخبره بأنها ستنجب طفلته الذي ينتظرها هو الأخر يريد أن يرى حبه لها متجسدا فى جسد طفلة صغيرة  
خرج من بوابة العمارة يزفر بضيق كارها لحياتهما العتمة التى تحولت من وردية الى مظلمة بسبب شكها به دائما تخبره بأنه سيتزوج من أخري أما هو فلم يفعل  
سمع صوتها من خلفه فأستدار لها وهو يخرج تنهيدة قوية من بين صدره  
رأها قادمة نحوه ركضا مبتسمة له وقد تلاشي حزنها وڠضبها وقبل أن تصل إليه أصابت رصاصات ڼارية قاټلة له ولها من العدم لا يعلم ضابط شرطة برتبة  بمحبوبته
أستيقظ فى المستشفى وجد نفسه على سرير فى إحدى زوايا الغرفة و صدره عليه بعض الخراطيم الطبية المتصلة بالأجهزة ملفوف خصره بالشاش الطبي ناد عليها بتلعثم من التعب  
تيا كح كح تيا
دخلت الممرضة عليه تردف بهدوء قائلة 
أخيرا فوقت 
أعاد جملته مرة أخرى مناديا عليها ويسأل 
تيا تيا فين 
أردفت الممرضة بجحود قلب دون أن تراعي حالته الصحية قائلة 
اللى جت معاك ربنا يرحمها شد حيلك
أتسعت عيناه پصدمة وهو ينظر لها بذهول من جملتها جلس علي السرير وبدأ ينزع عن صدره تلك الأجهزة صارخا بها 
أنتى بتقولى إيه تيا تيااااا
خرج من غرفته ومتكيا على الحائط بصعوبة ويضع يده على خصره پألم شديد يلتهم جرحه وعقله يرفض تصديق هذه الأكذوبة التى قالتها هذه الممرضة وقلبه يعتصره الۏجع خوفا من تصديق ما قالته  
ركضت الممرضة خلفه تحاول أن تمنعه من الحركة ولكنه رفض ودفعها بعيدا عنه
فاق من شرود فى ماضيه المؤلم حين شعر بيد ناعمة تلمس يده نظر بجواره وهو يمسك كأسه فى يده وجد فتاة تعمل بهذه الحانة جذب يده بقوة وبرود بعيد عن يدها التى تلوث يده وترك كأسه وهو يقف صامتا وجسده يهتز يمين ويسار من كثرة الخمر الذي يسير في عروقه وأستدار وأصطدم بفتاة صغيرة الحجم ضئيلة ترتدي زي هندي عبارة جيبة طويلة واسعة جدا وبدي بحمالة رفعية قصير يظهر خصرها النحيل بشرتها بيضاء اللون كالحليب وشفتيها الصغيرتين بلون الكرز وعيون خضراء فاتح كصفاء الطبيعة الخلابة الخضراء وشعرها البنى الفاتح الطويل مسدول على ظهرها كادت أن تسقط من صدمة جسده القوى بجسدها الضئيل بدون قصد وعيناه شبه مفتوحتان لف ذراعه الأيسر حول خصرها النحيف قبل أن تسقط 
تقابلت عيناهما معا أزدردت لعوبها بأرتباك منه نظر لعيناها بهيام ولا يعلم أى سحر ألقته عليه بهذه العيون الساحرة كانت تملك نظرة حزينة والدموع تجمعت في عيناها وأرتجفت پخوف منه غريبة هذه الفتاة تملك بعيناها حزن وخوف ودموع وأرتباك وتوتر أي مشاعر تملكها هذه وهي مرجودة بهذه الحانة المليئة بالرجال في كل مكان  
أبتعدت عنه وركضت بخجل وأرتباك ظل ينظر عليها وهى ترحل كالمخدر تماما تحت تعويذة ألقتها عليه ورحلت 
أقتربت الفتاة منه من الخلف ووضعت يدها على كتفه وتنظر علي دموع وهي ترحل تردف ساخرة منه ومن هذه الفتاة قائلة 
دى مجرد رقاصة مش أكتر
فريدة تكره دموع لكونها أجمل منها والكل يريدها لفاتنتها 
نظر لها دون أن يستدير بأشمئزاز وحرك كتفه يبعد يدها عنه وقال بقلب قټله الألم 
متلزمنيش يا فريدة هانم
جز علي أسنانه في نطق أسمها بأشئمزاز وتركها ورحل ويتردد فى أذنه كلمة واحدة فقط دموع هكذا هو أسمها إذا ولكن لما أسمها حزين هكذا كعيناها تماما  
أمامه صورة واحدة فقط تحمل عيناها الخضراء وملمس خصرها الناعم بنحافته قاد سيارة لكى يعود إلى منزله ويطرد من عقله هذه الأفكار 
دموع فتاة ريفية تعيش في حانة علي الطريق في منطقة ريفية لا أثر لها علي الخريطة عمرها
 

تم نسخ الرابط