رواية بقلم دعاء عبد الرحمن
المحتويات
ونتجوز بالكتير بعد أسبوعين وقلت لبابا وهو وافق
نهض عبد الرحمن بحدة قائلا
متعرفيش وليد ممكن يروح فين بعد ما مشى من البيت يا وفاء
وقفت إيمان بقلق وصوبت والتفتت نحوه وقالت بلهفة
عبد الرحمن أرجوك .. ملكش دعوه بيه
أعاد سؤاله مرة أخرى على وفاء وكأنه لم يسمعها فلمعت عيناها بالدمع قائلة
أرجوك يا عبد الرحمن انا ماليش غيرك...
لا معرفش
نظرت إليه والدته قائلة
أسمع كلام مراتك يا عبد الرحمن .. وبعدين الحكاية خلصت وابوه طرده
قال بجدية
وانت فاكره انه هيسكت يا ماما
قالت
خلاص ناخد بالنا وخلاص .. لكن مش نروحله احنا لحد عنده يابنى
هتف قائلا بانفعال
اللى حصل ده مش حل يا ماما.. كده الموضوع هيفضل متعلق ..لازم نحسمه علشان نخلص .. وبعدين يعنى انتوا شايفنى هروح اقتله
أرجوك اسمع كلامنا ..
نظر إلى عينيها فوجدها ترجوه بشدة فربت على وجنتها بحب قائلا
مټخافيش يا حبيبتى.. انت عارفة انى مش متسرع.. وبعدين انا معرفش مكانه لحد دلوقتى
قالت وقد أفلتت دمعة من عينيها
طب على الأقل استنى لما النفوس تهدى وبعدين ابقى دور عليه .. بلاش دلوقتى علشان خاطرى
أفلت ذراعه التى كانت متعلقة بها و قائلا
مر الأسبوعين وأضطرت فاطمة إلى العودة للمنزل لحضور حفل زفاف ابنتها فى هذه الفترة كانت مريم لا ترى يوسف تقريبا كان يخرج باكرا جدا ولا يعود قبل منتصف الليل فيدخل غرفته ولا يخرج منها إلا وقت أذان الفجر لم تكن تسمع صوته إلا مرة واحدة عندما يطرق باب غرفتها قائلا
ولم تكن تراه إلا حين عودته من صلاة الفجر وهو يلقى عليها السلام ذاهبا إلى غرفته مرة أخرى حتى أيام العطلات لم يكن ليبقى فى المنزل حتى لا يضايقها بل كان يتطوع مكان عبد الرحمن ليسافر فى عمليات التخليص الجمركى
كان حفل الزفاف فى أضيق الحدود لم يحضرها سوى المقربين فقط من العائلتين واضطر حسين إلى الضغط على أولاده وأزواجهم لحضور الحفل من أجل وفاء ووالدها فقط جلست فاطمة ابنتها ولم تتحرك إلا لمصافحة المدعوين ببرود.
انت مش هتبطل تبصله بقى.. الراجل مش عارف يودى وشه منك فين.. شيله من دماغك بقى
ألتفت إليها وقال بجدية
وهو يهمك فى حاجة يا هانم
أبتسمت بحب قائلة
اه يهمنى .. يهمنى انك تعرف انى بحبك انت وبس
لانت ملامحه كثيرا وقال بخفوت
من ساعة ما شفته بيبصلك أول مرة لما اخوه جه يتقدم لوفاء وانا بكرهه لله فى لله ومبطيقهوش
بس انا بقى بتبسط لما بشوفه
ضغط على يدها بقوة وقطب جبينه قائلا
نعم بتتبسطى لما بتشوفيه
أبتسمت پألم وهمست تشاغبه قائلة
أصله بصراحة لى عليا فضل كبير أوى.. من ساعة ما شوفته بيبصلى وانت بقيت تغير عليا وتحبنى
نظر لها بتأمل وعمق يتفرس فى ملامحها عن وقال
لا انا كنت بحبك من قبلها بكتير بس انا مكنتش عارف
أسندت رأسها إلى قبضتها برقة قائلة
وأيه بقى اللى خلاك تاخد بالك
تنهد بارتياح وقال بثقة
ربنا..
نظرت له بعينين حائرتين فتابع قائلا
ربنا رزقنى حبك يا إيمان وأنا مكنتش لاقى تفسير لده .. لحد ما وعرفت انت قد أيه قريبة من ربنا وانك بتلجأى له سبحانه وتعالى فى كل شىء كبير أو صغير ومبتشتكيش لحد غيره .. وساعتها عرفت معنى الحديث اللى بيقولمن كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله وأتته الدنيا وهي راغمة
ساعتها بس عرفت ليه ربنا طوعلك قلبى وبقيت احس بيكى فى دمى وان ربنا حط حبك
فى قلبى ومن غير مقدمات لقيت نفسى بعشقك ومبقتش اقدر استغنى عنك زى ما اكون بحبك من سنين
كانت ايمان تستمع إليه وعيونها تنطق بالحب والهيام تعلقت عينيهما ببعضهما البعض لفترة طويلة وهما تبوحان بالكثير قطع صمتهم المتحدث هذا زفرته القوية وهو مازال يتفحصها وقال بعذوبة
هو مش احنا حضرنا وعملنا الواجب ماتيجى نمشى بقى
ضحكت وقال برقة
أحنا لحقنا !
قال بنظرة تعرفها جيدا
أنا بقول نروح بقى.. أصل احنا مخلصناش موضوع السياحة بتاعنا
أبتسمت وقد احمرت وجنتاها وقالت
هو الموضوع ده مش هيخلص ولا ايه دى مكانتش كلمة دى
وقال
لا طبعا مبيخلصش .. أنا راجل بحب الأتقان و الشفافية !
فجأه وبدون سابق أنذار شعرت مريم بالتوعك الشديد وهى تجلس إلى مائدتها هى ويوسف أمسك يوسف كتفيها وقال بقلق
مالك يا مريم
ظهرت علامات الألم على وجهها وقالت بصوت متقطع
مغص بيقطع فى بطنى يا يوسف الحقنى
وأسندها إليه برفق وهو يحاول أن لا يلاحظ أحد ما يحدث وبمجرد أن خرجت إلى الهواء استنشقته بقوة شديدة ثم بدأت فى التقيأ إلى أن أفرغت ما فى معدتها حتى شعرت بالإعياء الشديد وخارت قواها كانت متشبثة به وهى تسير بجواره حتى وصلا إلى السيارة ثم سقطت مغشيا عليها.
هتف بها يوسف يحاول أن يعيدها إلى وعيها ولكنها لم تستجب له أزداد قلقه عليها ووقف حائرا هل يدخل لينادى أختها أو والدته أم يذهب بها إلى أى مشفى قريبة وأخيرا قرر أن يأخذها إلى أقرب مشفى منهم
وأدخلها برفق فى المقعد الخلفى وانطلق بها وقلبه ينتفض خوفا عليها ظل يبحث بعينيه وهو يقود سيارته عن مشفى يمينا ويسارا تارة وينظر إليها فى مرأته تارة أخرى وكلما ابتعد ولم يجد شيئا ضړب المقود بقوة وأخيرا لاحت له من بعيد لوحة مضاءة كتب عليها اسم طبيبة لم ينتظر حتى يعرف تخصصها وإنما أوقف سيارته فى سرعة وخرج منها فتح الباب الخلفى وأخرجها بحذر حتى لا تصطدم رأسها وأغلق الباب بقدمه بأهمال وصعد بها بمجرد أن خرج من المصعد ووقع بصر بعض النساء اللآتى كن يجلسن بجوار باب العيادة حتى أسرعن إليه بتلقائية وأسندوها حتى غرفة الكشف الداخلية ألقت الطبيبة نظرة عليها وقالت بشك
حصلها أيه
قال بقلق
أحنا كنا معزومين فى فرح قريب من هنا وفجأة بطنها وجعتها أوى وبعدين بدأت ترجع جامد وأغمى عليها
فتحت الطبيبة جفنيها ونظرت فيهما وشرعت فى فحصها ثم التفتت إلى يوسف قائلة
هو حضرتك تبقلها ايه
تلعثم فهل يقول زوجها أم طليقها فحسم الأمر قائلا
أنا جوزها
أرتباكه لفت نظرها فنظرت له بريبة وقالت ببطء
طب اتفضل حضرتك استنى بره لحد ما اكشف عليها
خرج مسرعا وأغلق الباب خلفه أستند برأسه إلى الحائط والقلق ينهش قلبه نهشا أخرج هاتفه واتصل على والده وأخبره بالأمر وبعد دقائق وجد حسين يخرج من المصعد ويقبل عليه بلهفة قائلا
خير يابنى
قال يوسف بلوعة
لسه الدكتورة بتفوقها
نظر حسين إلى اللوحة على باب العيادة وقال بدهشة
وجايبها عند دكتورة نسا ليه.. مودتهاش مستشفى ليه
نظر يوسف إلى اللوحة ثم عاد بنظره إلى والده وقال بضيق
هو انا لقيت حتة تانية يابابا ومودتهاش .. ده انا كل ما اسأل حد يقعد يبصلى ويبص عليها وهى نايمة ورا وبعدين يقولى معرفش.. وبعدين أكيد يعنى هتعرف مالها ماهى دكتورة برضة
وبعد دقائق أخرى خرجت
متابعة القراءة