رواية بقلم دعاء عبد الرحمن

موقع أيام نيوز


مشروع جديد
والټفت إلى إيمان التى تقف خلفه وغمز لها قائلا
مبقالوش يومين
ثم استدار إليهما مرة أخرى وهو يتابع
يعنى يدوب قصينا الشريط
كانت فرحة تحاول استيعاب ما يقول حين قال إيهاب
هو انتوا هتدخلوا نشاط السياحة فى الشركة بتاعتكوا
استدارت إيمان تجاه البحر وهى تحاول كتمان ضحكاتها واستمرعبد الرحمن فى الشرح
هو الموضوع كبير لما نرجع مصر هبقى اشرحلك

أشار لهما وهو يضع يده على كتف إيمان
يالا بقى كفاية عليكوا كده سلام
بمجرد أن ابتعدوا قليلا ضړبته على كتفه وهى تقول 
ماشى يا عبد الرحمن
قال وكأنه لم يفهم 
ليه هو انا عملت حاجة .. ده انا كنت بشرح لهم بس
ر وهو يقول
بس ايه رأيك مش انا بشرح كويس
أتسعت عيناها وهى تنظر له وقد تلونت وجنتاها احمرارا فقال بسرعة
لالا متفهمنيش صح.. أنا قصدى انى كنت بشرحلهم كويس يعنى
استبقته بخطوات واسعه فلحقها  أفلتت يدها منه وأسرعت تجرى فأسرع خلفها يناديها 
أستنى بس.. يا إيمان.. أستنى.. ده انا يدوب شرحت المميزات.. لسه هناخد الأهداف.. هدف ..هدف
كانت مريم تقف فى الشرفة تتابع أصوات البحر المختلطة بحفيف النخيل وقد جلس يوسف يشاهد التلفاز ويلقى عليها نظرة من حين للآخر حتى سمع طرقات خفيفة على الباب أستدارت مريم فى مكانها واتجهت للداخل فى سعادة وهى تسمع صوت إيهاب وفرحة التى أقبلت وعانقتها وقبلتها على وجنتها وهى تقول
وحشتينى أوى يا مريم بقالى يومين مشوفتكيش.
ثم همست لها 
ها أخبار الجواز ايه
أرتبكت مريم ثم قالت
تعالى لما اشوف إيهاب لحسن واحشنى اوى
خرجت إلي اخيها وعانقته واستكانت بين ذراعيه فلقد شعرت بالأمان بمجرد أن استمعت لصوته رفع رأسها وقال 
ألف مبروك يا حبيبتى.. بصى جبتلك ايه
نظرت مريم إلى العقد المجمع من القواقع البحرية مختلفة الألوان وقالت بانبهار
ده جميل أوى جبته منين ده
قالت فرحة
نزلنا نتسوق شوية وجبنا الحاجات دى من هناك.. إيهاب اول ما شاف العقد قال هيعجب مريم أوى
اخذت تتأمله بين يديها بإعجاب وتقول
ده حلو اوى أوى.. متشكره اوى يا إيهاب
تدخل يوسف قائلا وهو يمسك بالهاتف 
ها بسرعة تشربوا ايه
تقدم إيهاب نحوه وهو يقول
لالا مفيش داعى احنا ماشين على طول
طلب يوسف بعض العصائر وأغلق الهاتف وقال لإيهاب
اقعدوا معانا شوية
مالت فرحة على اذن مريم قائلة بخفوت
أيه ده يا بنتى فى عروسة تلبس عباية بعد يومين من فرحها
توترت مريم ورسمت ابتسامة على شفتيها قائلة
أصلى كنت واقفة فى البلكون زى ما شوفتينى كده ويوسف بيزعل لما بقف فيها بهدوم خفيفة
وانت بقى يا معزة أخبارك أيه
مش هتبطل تقولى يا معزة ماشى يا يوسف
أنتصر لها إيهاب قائلا
متزعليش يا حبيبتى هو يقصد المعزة اللى قعدة جنبه
صاح به يوسف 
نعم يا خويا .. انا مراتى دى قمر منور الدنيا كلها.. انا أصلا مش عارف انت اخوها ازاى
تدخلت فرحة
بقى كده ..عموما إيهاب أحلى من مريم بكتير
ونظرت إلى إيهاب قائلة
مش كده يا هوبة
أومأ برأسه ممازحا 
طبعا يا حياتى
نسيت مريم أمر يوسف وهى تقاطع فرحة وهى تقول بمشاغبة
ياسلام بقى إيهاب أحلى مني.. تصدقى فعلا انت معزة
ضحك يوسف مريم وهو يقول
أيوا كده يا حبيبتى قطعيها
طرق الباب ونهض يوسف متوجها إليه لا تعلم مريم لماذا شعرت بالفراغ بعد أن أرسلها يوسف من ولا تعلم لماذا تولد هذا الشعور لديها بمجرد أن فارقها وأنها كانت تود لو أنه بقى أنزعجت كثيرا من هذا الشعور ونفضته سريعا من عقلها ولكن بعد أن عاد بأكواب العصير كانت تتبعه بنظرها وتتوقع أن يعود إلى جلسته الأولى وخفقات قلبها تسابق خطواته ولكنه لم يفعل جلس بعيدا عنها ولكن على نفس الأريكة كادت أن تشعر بخيبة أمل ولكن قطبت جبينها وهى تحث نفسها على ترك تلك الأفكار الغريبة تناول إيهاب العصير فى سرعة ونهض واقفا وفرحة قائلا
يالا بقى كفاية كده.. اخوكى خلاص قرب يطردنا
هتف يوسف مداعبا
بصراحة اه .. ولااقولك أعتبرنى طردتك خلاص
بعد أن خرجا وأغلق الباب خلفهما واستدار إليها وجدها مازالت جالسة فى مكانها وشاردة فى أفكارها المتصارعة وفجأة هبت العاصفة وقفت مريم فى اضطراب وانفعال وقالت بارتباك
أنت ازاى كده .. هه ازاى.. أنت بتستغل انهم قاعدين يعنى وعارف انى مش هقدر اتكلم
حاول أن يتحدث قائلا
أنا مكنش قصدى حاجة ..
قاطعته وهى تصيح به 
لا انت كان قصدك .. لازم تعرف انى مش طايقاك
وتلعثمت أكثر وهى تهتف
مش طايقاك انت فاهم ولا لاء
مريم.. أفتحى
صاحت من الداخل 
مش هفتح أبعد عنى
قال مهدئا للموقف
طب خلاص أهدى شوية بس وحاولى تنامى
صاحت مرة أخرى 
ملكش دعوة بيا.. مفيش كلام بينا
أصلا
طب انا آسف طيب لو كنت ضايقتك
لم ترد عليه ودخلت فراشها وضمت ساقيها بيديها وأرخت رأسها عليهما وهى تقول بهمس
فوقى يا مريم فوقى متنسيش هو عمل فيكى أيه
ما هذا الشعور الغريب الذى يدور بين الكره والحنين !
جلست علا أمام وليد فى مكتبه وهى تقول 
ياحبيبى ما انا أثبتلك انى بثق فيك عاوز ايه تانى
قال باستنكار
بأمارة أيه.. بأمارة ما جبتى معاكى أختك وامك
مطت شفتيها وهى تقول
طب وانا اعمل ايه.. هند هى اللى شبطت فينا وبعدين راحت قالت لماما
قال بلامبالاة
خلاص تعالى معايا النهاردة
قالت على الفور
ليه مش انا شفتها خلاص .. وبعدين يا حبيبى ذوقك عاجبنى.. أعمل فيها اللى انت عاوزه وانا موافقة
ألتفت إليها بحنق قائلا
شفتى بقى .. شفتى خاېفة مني ازاى
نهضت علا باضطراب وقد شعرت بأنه وضعها بين المطرقة والسندان وقالت
انت عاوز ايه مني بالظبط .. قلتلى تعالى شوفى الشقة علشان تقولى رأيك وافقت وشفتها خلاص وأى تعديل هتعمله انا موافقة عليه ..عاوز ايه تانى
شعر وليد بالضيق فهو أصلا لايحبها وإنما خطبها لهدف معين فى رأسه وهى لا تعطيه فرصة لتحقيق هذا الهدف فنظر لها وقال بجمود
خلاص براحتك وكويس انى عرفت اننا مش متفقين من دلوقتى بدل ما كنا نتجوز وبعدين نطلق
أستدارت له بجسدها كله وحاولت تدارك الموقف قائلة
وليد انت عارف معنى كلامك ده ايه
نظر لها وهو محتفظ بنظرته الباردة وقال
أسمى وليد بيه.. واعتبرى الخطوبة اتفسخت
تجمدت مكانها فهى لم تهزم طيلة حياتها فلقد كانت الأذكى دائما الشعور بالهزيمة مؤلم فلم تجد مفر من
 

تم نسخ الرابط