رواية بقلم دعاء عبد الرحمن
المحتويات
مش متعود ان واحدة تنفضلى كده
أرتشف معتز من القهوة الموضوعة أمامه وقال ببساطة طب انا بقى عندى فكرة تخليك تاخد راحتك معاها على الآخر.
قال وليد ساخرا منكم نستفيد
بص يا باشا. البت اللى تلاقيها معصلجة معاك وماشية في طريق الجواز. أخطبها
وليد باستهزاء لا والله وده من ايه.
أسمع بس لما اكمل كلامى. الحكاية دى ناس اصحابى جربوها كتير قبل كده. الواحد منهم يخطب البت اللى منشفة راسها معاه. يروح ويتقدم بقلب جامد ويعمل خطوبة ويقدم شبكة متوسطة كده. ويقعد سنة بقى داخل خارج معاها عزومات وسهر وسينما والذي منه ولما تحبك معاه أوى ياخدها تتفرج على شقة المستقبل وهي بتتوضب. اه طبعا يعنى تعيش في شقة من غير ما تقول رأيها فيها.
صمت لثوان في تفكير ثم قال بس يابنى ده كده ممكن يتدبس فيها ويضطر يتجوزها.
قال معتز بسخرية لا ماهو اللى يعمل كده لازم ياخد باله انه ميدبس نفسه. يعنى ياخد راحته من غير ما يدخل في الغريق علشان في الآخر لما يزهق. يقولها معلش يا حبيبتى احنا شكلنا كده متفقناش ومش قادرين نفهم بعض كل شىء نصيب بتمنالك حياة سعيدة
قال معتز بزهو وهو يرى اللمعة في عينيى صديقه هتقولهم أيه. كنت بروح معاه شقة بيقول اننا هنتجوز فيها! وحتى لو عملت كده هيقولهم محصلش دى كدابة واكشفوا عليها هتلاقوها صاغ سليم. واهو اتبسط وعمل كل حاجة بالدبلة اللى لبسهالها وفي الآخر طلع منها زى الشعرة من العجين ولا حد يقدر يقوله تلت التلاتة كام
خرجت سلمى من الكلية ووقفت تبحث عن سيارتها بين السيارات فرأت فتاة تشبه مريم ثم قالت بدهشة
أيه ده مريم
ألتفتت لها مريم وقالت ببرود أهلا يا سلمى
سلمى أكثر منها وهي تنظر لملابسها قائلة أيه اللى لابساه ده. من أمتى يعنى
نظرت لها مريم بحنق قائلة لا يا سلمى انا اللى غيرت لبسى علشان أبقى محجبة زى ما ربنا عايز مش زى ما الموضة عاوزه
صفقت سلمى ببطء وهي تقول برافوو. أيه ده ياربى. واقفة قدام ايمان بذات نفسها
نظرت لها مريم بضيق وهمت بالإنصراف تاركة لها المكان ولكن سلمى قبضت على ذراعها وتصنعت التفهم
خلاص مفيش حاجة. عن أذنك بقى مش عاوزه اتأخر
استدارت لتذهب فوجدت أحد الشباب مقدم في اتجاههما وهو يشير لسلمى من بعيد بالتحية حاولت أن تذهب ولكن سلمى قبضت على يدها مرة أخرى وهي تقول
استنى بس انت وحشانى أوى ولسه مشبعتش منك
ألتفتت لتذهب مرة أخرى فوجدت الشاب قد قائلا وهو يبتسم لمريم ازيك يا مريم وحشتينا.
قطبت جبينها وهي تقول أيه وحشتينا دى لو سمحت اتكلم معايا باحترام
وتركتهم وذهبت مسرعة بعيدا ألتفت
الشاب إلى سلمى وهو يقول بسخرية دى مالها دى
ما أن خطت مريم خطوات قليلة وكأنها تعدو حتى اصطدمت بيوسف توترت وهي تنظر إليه وهو يقول لها
الواد ده ضايقك
هزت رأسها نفيا فقال لها وهو ينظر إلى سلمى وصديقها شذرا طب يلا. كويس انى جيت بدرى
أستقلت معه السيارة وعندما لم تجد فرحة قالت بتوتر فين فرحة
قال بعملية صحابها روحوا بدرى وخدوها في سكتهم
توترت أكثر وشعرت باضطراب في جسدها خفق قلبها بشدة عندما أدار محرك السيارة وهو يقول
كان بيقولك أيه
هو مين
نظر لها نظرة جانبية سريعة وهو يقول الواد اللى ضايقك من شوية
قالت بضيق قلتلك مضايقنيش
أومال انا ليه شفتك بان عليكى ملامح الضيق أول ما شفتيه وسبتيه ومشيتى على طول
نظرت له بدهشة أنت كنت بتراقبنى ولا ايه...
ثم أضافت بحنق وبعدين أنا بطلت أقف مع ولاد
نظر أمامه ولم يرد عليها فقالت باستنكار أظاهر انك نسيت نفسك وافتكرت انك جوزى بصحيح
قال بهدوء متبدأيش في استفزازى تانى من فضلك. كفاية اللى قولتيه قبل كده.
كانت تتمنى أن تستفزه فعلا وأن توجه إليه اللعنات ولكن هذه المرة تختلف كثيرا أنها وحدها معه فمن الأفضل أن تصمت فتحت مصحفها وظلت تقرأ بعينيها في صمت وهو ينظر إليها بين الحين والآخر حتى وصل إلى المنزل وعند البوابة تفاجأ بمرور سيارة والده في طريقه للعبور للداخل لمح والده مريم تجلس بجواره في السيارة. تراجع يوسف بسيارته ليفسح المجال أمام أبيه للعبور توقفت السيارتان وهبطت مريم في سرعة وتوجهت إلى سيارة عمها وهو يترجل منها في هدوء وضع يده على كتفها بترحاب قائلا.
ازيك يا بنتى. كنت فين
كان عندى تدريب في الكلية وكان المفروض ارجع مع فرحة. بس هي روحت بدرى مع اصحابها
نظر حسين إلى يوسف الذي يقف أمام والده باحترام شديد ثم نظر مرة أخرى إلى مريم وقال لها
ضايقك
هزت رأسها نفيا وهي تقول لاء
أعاد حسين نظره إلى يوسف قائلا انا كنت هسحب منك العربية كمان. بس خلاص خليها. أهو تبقى توصلهم بدل ما تقعد عاطل كده.
وأخذ مريم واتجه بها إلى الداخل أستند يوسف إلى سيارته ومسح على شعره وقد احمر وجهه مما سمعه من كلمات لازعة أمام مريم.
توقف بهما المصعد في الطابق الثانى فقال حسين بحنان متيجى تقعدى معايا بدل ما تطلعى تقعدى لوحدك فوق. تلاقى ايمان عندنا دلوقتى
أومأت برأسها موافقة فلمح في عينيها التوتر والحيرة فقال عاوزه تسألى على حاجة
قالت بخفوت أيوه يا عمى عاوزه اعرف معنى الكلام اللى قلته تحت من شوية.
أبتسم وهو يقول متسائلا يهمك تعرفى
زاغت نظراتها ولم ترد فقال وقد اتسعت أبتسامته أكثر طردته من الشركة وقلتلوا مالكش شغل عندى وكنت ناوى اسحب منه العربية بس خلاص طالما ممكن ينفعك بيها خليها معاه
شعرت مريم بشىء من الإرتياح عندما تخيلته وهو يطرد من عمله ويتكلم معه أبيه بهذه الطريقة المهينة وأمامها أيضا طرق الباب وفتحت له إيمان بابتسامتها المشرقة.
حمد لله على السلامة. أيه كان عندكوا راند فو ولا أيه
قال حسين مداعبا هزرى براحتك علشان جايبلك خبر هيفرحك أوى
خبر أيه
قال بلامبالاة عبد الرحمن سافر بور سعيد وهيقعد كام يوم هناك
شعرت إيمان پصدمة وهي تقول سافر امتى. ومقاليش ليه
أبتسم وهو يقول أنا كنت فاكرك هاتفرحى اكمنه كان كابس على نفسك
أنطفأت أشراقتها وقالت مكلمنيش يعنى. للدرجة دى مش فاضى.
كان لازم يسافر بسرعة مع العملاء. في مشكلة في المينا ومفيش حد غيره هيعرف يحلها وتلاقيه مش عارف يكلمك وهو راكب معاهم
قالت بذبول وهي تنصرف للمطبخ طب ياعمى متشكرة انك قولتلى. أروح اكمل الغدا مع طنط عفاف
جلس بجوار مريم بعد انصراف إيمان وقال لها بقولك أيه يا مريم انا شايف ان مفيش داعى نستنى كتير. أيه
متابعة القراءة