روحي تُعاني بقلم آيه شاكر

موقع أيام نيوز

الخطى لمكتب سجى بس ملقيتهاش على مكتبها ولا حسام جوزها على مكتبه! الاتنين مش موجودين! اتحرجت أسأل الموظفين الرجاله فرجعت أركب الأسانسير متجهة لمكتب ريهام! إلي برده كانت لابسه إسود!
.. هو فيه إيه إنت كمان لابسه إسود!
قالت بملامح حزينة
.. ما إنت بقالك فتره مش بتيجي ومش عارفه إلي حصل!
.. إيه إلي حصل حد في الشركه اتوفى ولا إيه!
.. للأسف أيوه... مش عارفه تعرفيهم ولا إيه! 
.. أعرفهم! ليه هو أكتر من واحد ولا إيه
هزت راسها لأسفل عدة مرات وقالت بحزن
.. عارفه مدام سجى إلي مكتبها جنب مكتب هيثم
قلبي اتقبض وقولت بسرعه
.. اه طبعا عارفه سجى...
شهقت وبدأت أربط أساور الموضوع عشان كده مبتردش عليا! قولت بدهشة
.. حد من قرايبها اتوفى ولا إيه
تنهدت ريهام وقالت بأسى
.. لأ مش قرايبها... هي وجوزها وأولادها اتوفوا في حاډثه من يومين
قولت پصدمة وبنبرة مرتفعة
.. إيه!
ريهام بنبرة حزينة
.. يا حبايبي كلهم راحوا في نفس اليوم وفي نفس الساعه... واضح إنهم كانوا بيحبوا بعض أوي
.. ريهام إنت بتقولي إيه!! يعني سجى م اتت!!
هزت ريهام رأسها بالإيجاب وكانت هتكمل كلام بس دخل موظف للمكتب فخرجت من عندها مصدومه وكلامها بيتردد في أذني! سجى ماټت!!
تقريبا ريهام مأخدتش بالها من حالتي والصدمة إلي أنا فيها رجعت مكتب سجى تاني ووقفت قدام الباب أتخيلها قاعده على مكتبها وأتخيل كلامها وابتسامتها ونظراتها لزوجها إلي كنت بلاحظ من خلالها أد إيه هي بتحبه! تذكرت أخلاقها وإحترامها إلي مستحيل ألاقيهم في صديقة تانيه سجى كانت طيبه قوي ومكانها مينفعش يكون في الدنيا! أنا أصلا كنت مستغربه إن الدنيا فيها حد بالأخلاق دي! هي أكيد دخلت الجنه صح!!
بحثت في شنطتي عن خاتم التسبيح إلي اديتهولي ولبسته في إيدي هو ده إلي باقيلي منها هو ده الذكري الملموسه إلي بقيالي من صديقتي سجى!  أما الذكريات غير الملموسه فكتير قوي جوه عقلي وفي قلبي سجى هي إلي أخدت بإيدي عشان أصلي هي إلي علمتني إن الحياة مش هتبقى أحلى إلا مع ربنا وبرضا ربنا! هي إلي فهمتني إن ربنا هو إلي خلقنا وعالم بكل إلي قلبنا محتاجه بدءا من الخمس صلوات إلي مينفعش ينقص عددهم بل المفروض نزود عليهم سنن ورواتب والصوم إلي جسمنا محتاجه إلى ما لا نهاية من العبادات...
لما لقيت الموظفين إلي في المكتب بدؤا يبصوا عليا وأنا واقفه مشيت.. دخلت مكتب هيثم وكان السكرتير قاعد على مكتبه تجاهلته وفتحت باب مكتب هيثم ودخلت وبعدين قفلته.
مش عارفه ليه اختارت هيثم مع إني كنت ممكن أروح لمراد أو بابا أو عمي! يمكن قلبي عارف إن محدش هيعالج الچرح ده إلا هيثم! كان هيثم بيبصلي وهو مضيق جفونه بيتأملني باستفهام. 
وقفت قدامه للحظات ومازلت تحت تأثير الصدمة قلت
.. سجى ماټت! يعني خلاص كده سجى مبقتش موجوده
وكأنه استوعب إني مصدومه قام من على مكتبه بسرعه ووقف قصادي مسك إيدي الاتنين وقال بحنو
.. هي... هي أكيد في مكان أحسن 
وقف يبصلي زي ما يكون مستنيني أبكي! بس أنا لسه مصدومه ومش عارفه أبكي! في الوقت ده حسيت إنه مش عارف يقول إيه! سألته پخوف
.. هما ډفنوها مع زوجها وأولادها صح!
هز رأسه مؤكدا فكرت للحظه الحمد لله  يعني مش لوحدها!
قولت بحزن وأنا باصه للأرض
.. كانت دائما تقولي نفسي أموت مع زوجي في نفس اليوم عشان مكونش لوحدي في القپر لأني بخاف من الوحده أمنيتها اتحققت!
بصيت لهيثم وقلت
.. ممكن توصلني البيت أنا عايزه أنام
.. ح... حاضر 
رجع ياخد المفاتيح من على المكتب ورجعلي مسك إيدي وقال بحنو
.. يلا يا حبيبتي
بصيتله بشرود للحظه! هو قال حبيبتي ولا ده من تأثير الصدمه!
مشيت جنبه ولما وصلنا قدام مكتب سجى وقفت لثانيه أبص على مكانها الفارغ إلي مش هتقعد فيه تاني أبدا! 
ضغطت على إيد هيثم فطبطب على ظهري بإيده وقال
.. كلنا لله وكلنا إليه راجعون.. البقاء والدوام لله رب العالمين.
بصيتله پصدمه وأنا بقلب كلامه في دماغي البقاء والدوام لله!
سحبني بحنو عشان نمشي وهو باين في عنيه نظرة الشفقة والرأفة بحالتي! 
.. مالها يا هيثم!! أنا خاېفه عليها اوي دي بقالها ساعتين متواصلين مبطلتش عياط 
.. ما أنا قولتلك يا وفاء صاحبتها وجوزها وعيالها اتوفوا وهي مصدومه... أنا مش عارف أعمل إيه أجيب دكتور
هيثم كان متوتر ومش عارف يعمل إيه كان بيتحرك يمين وشمال بارتباك...
وفاء بشفقة
.. لا حول ولا قوة الا بالله أنا أول مره أشوف همسه في الحالة دي أنا حاسه إنها داخله على انه يار عصبي! 
لما رجعت من الشركه مطلعتش شقتي قعدت في الجنينه بعيط وكلهم حوليا وماما حضناني.
قالت ماما بقلق
.. يا بنتي كفايه عياط والله لو العياط بيرجع إلي ماټ مكناش بطلنا يا همسه
شيماء
.. قومي يا همسه اتوضي وصلي وادعيلهم..
والدة هيثم
.. طيب قومي اطلعي شقتك مع جوزك 
تجاهلت كل كلامهم وقلت بهسترية
.. كانت بتطول في
تم نسخ الرابط