حصري شُح قلب الجزء الأول بقلم منى أحمد حافظ

موقع أيام نيوز

واللي زيك مبقاش موجود فالزمن دا بجد يا عادل أنا مش عارفة أقولك إيه.
انهمرت دموع بتول وهي تضيف..
أنت مش متخيل احساسي لما روحت لقريب بابا استلف منه ووقف وقال لي فكي الوديعة اللي أبن عمي حرمني من فلوسها وحطها باسمك فالبنك الكل باصص ليها وميعرفوش أني بصرف من اللي بيجي منها فالبيت لإن علاج ماما بياخد تقريبا كل المعاش لأنه غالي وبيجي من برا مصر و...
تجرأ عادل ومد إصبعه وكفكف دموعها ونظر إليها قائلا..
.. أنا مش عايز أشوف دموعك بعد كده وحاولي تشيلي من حياتك كل اللي وقعوا منها واحمدي ربنا إنهم بعدوا بخيرهم  وشرهم وبعدين هو مش كفاية أنا معاك ولا إيه
تراجع عادل بحرج وأضاف مازحا..
.. ها متفقناش هتدفعي فايدة قد إيه على الفلوس
اڼفجر عادل ضاحكا لتشاركه بتول الضحك للمرة الأولى منذ شهور. 
وتوالت زيارات عادل إلى منزل بتول كما وقف بجوارها هو ووالده أثناء خضوع لاختبارات ما قبل الحراجة لوالدتها ولم يتركها ليل نهار ودأب على زياراتها هو ووالده لتنتهي إحدى الزيارات قبيل جراحة والدتها بطلب عبد اللطيف يد بتول للزواج من ابنه نظرت احسان إليه بفرح فها هو دعائها استجاب وسترى ابنتها عروس تزف إلى منزلها كادت احسان تبوح بموافقتها ولكنها تراجعت لعلمها عزوف ابنتها عن الارتباط وؤفضها الدائم للزواج لأسباب واهية تظن أنها لا تدرك حقيقة رفضها للزواج فأطرقت احسان برأسها وأردفت.. 
.. لو عليا يا حج عبد اللطيف فأنا معنديش مانع يعني هو في حد يرفض جدع زي عادل ابن ناس ومأصل.
ابتسم عبد اللطيف ووكز ابنه قائلا..
.. أبسط يا عم أهي الحجة احسان بنفسها وافقت الدور والباقي عليك كلم بقى عروستنا وخلينا نفرح..
أسرعت احسان برفع رأسها قائلة..
.. معلش يا حج خليني أنا اللي أقول لها الأول يعني بنتي وعارفة تفكيرها..
استأذنتهم احسان وذهبت إلى ابنتها وأخبرتها بطلب عادل فحدقت بتول بوجه والدتها بحزن وأردفت..
.. يا ماما حضرتك عارفة رأيي فالموضوع دا عموما علشان الاحراج بلغيهم أني محتاجة لوقت أفكر..
عادت احسان تجر أذيال الخيبة وما أن وقع بصر عادل عليها حتى أدرك رفض بتول له فوقف قائلا..
.. طيب ممكن بعد إذن حضرتك أتكلم مع بتول شوية لوحدنا..
وافقته احسان وتابعته بعينيها وهو يتجه إلى الشرفة حيث ابنتها وجلست تنظر إلى عبد اللطيف بحرج بينما جاور عادل بتول للحظات بدون حديث وحين همت بالولوج إلى الداخل أوقفها عادل بقوله..
.. بتول هو أنت محرجة تواجهيني وتبلغيني رفضك بصي أنا سبق وقلت لك أني فالأول والأخر أخوك علشان كده أنا هرفع عنك الحرج وأسحب طلبي رغم أني كنت أتمنى أنك تكوني شريكة حياتي.
استدارت بتول وواجهته قائلة.. 
..عادل أرجوك بلاش تفهمني غلط على فكرة أنا مش رافضة ارتبط بيك على وجه الخصوص أنا أساسا رافضة مبدأ الارتباط وقبل ما دماغك تحتار في التفكير أو تروح كده ولا كده فأنا هقولك على سبب رفضي بس تحلف لي أنك مش هتقول لماما على السبب وتقول لها أي حجة تانية للرفض ممكن.
أومأ عادل بحزن فزفرت بتول وأردفت..
..سبب رفضي أني مقدرش أبعد عن ماما أو اسيبها لوحدها أنها محتاجة لخدمتي ليها ولو أنا اتجوزت أكيد هبعد عنها وزي ما أنت عارف أي زوج هيبقى عايز مراته تهتم بيه هو لوحده وأنا مقدرش أحط ماما فموقف الرفض أو المساومة مقدرش أروح أتجوز وجوزي يجي يقولي يا أنا يا والدتك أو يطلب مني أني أوديها دار مسنين علشان كدا أنا رافضة مبدأ أني أرتبط. 
التقط عادل يدها وقبلها فجذبتها بتول وهي تحدق به بحرج فاعتذر منها عادل وأردف..
..أنا أسعد واحد فالدنيا دي يا بتول علشان قلبي عرف يختار شريكته صح على فكرة بعد كلامك دا أنا مستحيل أسيبك ومصمم أني أتجوزك وقبل ما تتسرعي وترفضي هقولك على حل هيرضيكي ومش هيبعدك عن ولدتك ولا كمان هيبعدني عن والدي لإني عايش نفس الحالة مع والدي يعني لما فركت ارتبط اتساومت بين إني أختارها هي أو أختار والدي فأنا أخترت والدي ومن وقتها وأنا رافض لكن لما شوفتك وقربت منك حسيت بمشاعر حلوة ناحيتك ولاقيتك شبهي فكل حاجة وبصراحة قولت
تم نسخ الرابط