حصري شُح قلب الجزء الأول بقلم منى أحمد حافظ
المحتويات
بس مش حضرتك الآنسة بتول الحسيني.
تطلعت بتول نحوه بحيرة وسألته بريبة قائلة..
.. وحضرتك بتسأل ليه
خفض بصره عنها وأجابها بحرج..
..أنا بعتذر علشان وقفت حضرتك وعلى فكرة إذا كنت أتجرأت وسألت فدا مش لفضول أو معاكسة لأ أنا كنت حابب أتأكد إن كنت بنت عم حسيني اللي كان ساكن فالضاهر من كام سنة ونقل ويعني لو تفتكري الأستاذ عبد اللطيف جاركم اللي كان فالدور الأول اللي كان زارع شجرة الجوافة أهو أنا ابقى عادل ابنه تعرفي أننا نقلنا احنا كمان بعدكم بسنة المهم قوليلي عم حسيني عامل أيه وأخباره أيه تصدقي أن والدي هيفرح لما أقوله أني قابلتك.
..بابا الله يرحمه اټوفي من سنة يا أستاذ عادل.
تجهم وجه عادل وأطرق برأسه وهتف بصوت حزين..
..لا إله إلا الله معقول عم حسيني ماټ لا حول ولا قوة إلا بالله البقاء لله يا أنسة بتول وربنا يجعلها آخر الأحزان طيب متلزمش أي خدمة أقدر أقدمها لك متتحرجيش أنا زي أخوكي بردوا.
.. إلا قوليلي أنت جاية هنا ليه
زمت بتول شفتيها وأستدارت نحو المبنى الحكومي ونظرت إليه بكراهية بعدما فاض بها الكيل من تعنت الموظفين وتذرعهم بأسباب واهية لمنعها عن حقها وأجابته بضيق..
..كنت جاية اسأل أمته هيصرفوا لي معاش بابا اللي اتوقف من شهرين فالموظف المسئول بص لي وقالي أن جت لهم أخبارية أني اتجوزت وأني مبلغتش فقطعوا المعاش عني وبيطلبوني برد الفلوس اللي أخدتها من وقت ما أتجوزت ولما قولت له أني متجوزتش رد عليا بكل برود وقالي أثبتي ويا ريته سكت لحد كده لا دا قال لي أني لو مسددتش الفلوس هيتخذوا ضدي أجراءاتهم القانونية وهيخصموا من نصيب ماما فالمعاش المبلغ المطلوب مني سداده واللي الموظف المحترم بيقول لي أنه مش هيقل عن عشرين ألف جنية دا غير الغرامة.
.. هو الموظف اللي بتتكلمي عنه يبقى مسعود الحلوجي.
رفعت بتول رأسها ونظرت له بتردد وأومأت برأسها قائلة
.. لا مش مسعود الحلوجي الموظف اللي اتكلم معايا أنا معرفش اسمه بس هو تخين شوية وبدقن ومش عايز يفهمني أي حاجة ولا يقولي الخطوات اللي المفروض اعملها علشان أثبت لهم أني متجوزتش كل اللي عليه مش أنت قدمتي الورق يبقى لما التحريات تكمل هنبقى نبعت لك.
.. بس حضرتك ليه سألتني عن مسعود بالذات
زفر عادل مجيبا..
.. أصل مسعود دا تخصص مشاكل وعقبات خصوصا لما يعرف إن اللي بتاخد معاش ملهاش أي حد يساعدها ويقف جنبها علشان كده سألتك إن كان هو أو اتعاملتي معاه.
أجابته بتول بوجه مخضب بالحمرة
أوقفها سباب عادل عن إكمال قولها فنظرت له بحيرة ليجيبها بسخط..
.. كده أنا فهمت يبقى مسعود هو اللي ورا اللي حصل معاك وبيعاقبك علشان رفضتي ابن أخته عموما تعالي معايا وأنا هتصرف ومتقلقيش أنا مش همشي من هنا إلا وأنت واخدة مستحقاتك كاملة.
.. استنى يا أستاذ عادل أنا مش فاهمة حاجة يعني أيه هو السبب وبيعاقبني وبعدين حضرتك هتقدر تعمل إيه وأنا تقريبا باجي كل يوم هنا ويقوليلي لسه عدي علينا بكرة..
أومأ عادل متفهما قولها وأردف..
.. أنا عارف هما بيعملوا إيه لأني شوفت منهم كتير قبل كده بس كمان عارف مداخلهم والسكك اللي بتوصل لكل واحد فيهم بصي أنا عايزك تجمدي قلبك وسيبي كل حاجة عليا وإن مكنتش أخليهم يتأسفوا لك مبقاش عادل عبد اللطيف.
شكرته بتول بحرج وتبعت خطواته إلى الداخل مرة آخرى وطلب منها عادل أن تجلس بأحد المكاتب حتى ينتهي فجلست وهي تشعر بفضول وبعد مرور نصف
متابعة القراءة