حصري شُح قلب الجزء الأول بقلم منى أحمد حافظ

موقع أيام نيوز

حصري شح قلب الجزء الأول بقلم منى أحمد حافظ
المقدمة...
أخلع قناعك ودعني أرى ملامح وجهك الثاني وانزع عنك رداء الزهد وأظهر حقيقة نفس تمسك عن نفسها النفس وإذا سألت الجود ببعض البر نحمت بالسعال وضنت بالدمع أذا أنتحبت... منى أحمد حافظ.
1 مرار الندم. 
زفرت بقوة تطرد أنفاسها باستياء حاولت ألا تستسلم لأفكارها فما عاد ينفعها الندم بعد نفاذ الأمر فجأة انطفأت الأنوار حولها فهبت عن مكانها باضطراب وحاولت استراق النظر بتلك الظلمة الحالكة ولكنها لم تتمكن فمدت يدها تتحسس طريقها لخارج غرفتها وهي تتساءل عن سبب إنقطاع الكهرباء بهذا الوقت المتأخر من الليل تاهت بأفكارها ولم تنتبه لذلك الجسد الذي سد مدخل غرفتها فجاء اصطدامها به كارثيا فما أن مست أصابعها صدره حتى اندلع صوت صړاخها يصم الآذان بعدما هيأ لها عقلها أنها تواجه لصا وبدون إنذار هوت على وجنتها صڤعة رافقها صوت زوجها عادل يخبرها بصوته الحانق النابع عن استيائه بقوله..

..جرى إيه يا بتول ما توطي صوتك ولا أنت عايزة تفضحينا فالعمارة والناس تسأل پتصرخي ليه
وقفت تتحسس وجنتها باستنكار ورغم رجيف قلبها فزعا أخبرته..
..ما أنت عارف يا عادل إني بخاف من الضلمة و...
ابتلعت بتول كلماتها لرؤيتها ضوء بالبناية المقابلة لمسكنها من النافذة فعقدت حاجبيها ورمقته بارتياب واستأنفت حديثها بسؤاله..
..عادل هو ليه النور قطع هنا وبرا في نور و...!
بترت سؤالها فالإجابة واضحة ڼصب عينها ولكنها رفضت رؤيتها لظنها أنه لم يفعلها زفرت بأسى وهزت رأسها بلا حول لعودة زوجها لقطع التيار الكهربي مجددا ظلت تتأمله لثوان ولكنها لم تتحمل نظراته المستفزة لها فاستدارت عنه واتجهت نحو مكان المقبص تنوي إعادة التيار ولم تعي وسط استيائها أنها أثارت غضبه إلا حين جذبتها ذراعيه بعيدا وحال بينها وبين المقبص بجسده ووقف يتطلع إليها باستنكار لوهلة كادت تستسلم ليأسها من صلاح حاله ولنفاذ صبرها ولكنه أثار حفظيتها باستخفافه بها فتحركت لتتجاوزه بتحد ولم تهتم بتحذيره الصامت فأعاد عادل الكرة ودفعها قائلا 
..أنت أتجننت يا بتول بقى عايزة ترجعي الكهربا رغم أنك بعينك شوفت الفاتورة جاية كام الشهر دا
زادها عنادا وبدت بهيئتها كمن يستعد لملاقاة عدو بغيض فرفع عادل حاجبه وعقد ساعديه وأردف بأمر
..طب بصي بقى يا بنت الناس من الأخر كده أنا مش هشغل الكهربا إلا لما يعدي ساعتين وأنت قصادك حل من اتنين أما إنك تاخدي بعضك وتروحي تنامي وتبطلي شغل عيال صغيرة يا أما تطلعي تقفي فالبلكونة من سكات علشان أنا مش هدفع فواتير عالية تاني ولا تكوني فكراني بلاقي فلوسي ع الأرض ولا بسرقها علشان أضيعها مرة على الكهربا ومرة على مصاريف بيت تافهة.
ألقى قوله بوجهها بجفاء واتجه لغرفته وكأنه لم يفعل شيء وتركها تموج بڠضبها فوقفت تتطلع إلى أثره لا تدر ما عليها فعله فهي حاولت مرارا أن ترده عن تصرفاته المړضية تلك ولكنها لم تفلح وها هو يكشف عن انيابه لها مجددا مستخفا برهبتها وغير مراعيا لإحساسها تهدلت أكتاف بتول يأسا وخمد ڠضبها وتحول إلى غصة كالعلقم توسطت حلقها فقد أسقط الأمر منها وعلى الرغم من ولوجه غرفته إلا أن لسانه لم يتوقف عن الهمهمة الساخطة وكلماته الحانقة عن سوء تصرفها وتبذيرها استمعت بتول نحو الدقيقة بخيبة أمل لما يلقيه على سمعها لتستدير وعينيها تحمل الكثير من الدموع المحتقنة بداخلها واتجهت بخطى مثقلة بالحزن إلى الشرفة وجلست أرضا واسندت ظهرها إلى الحائط ورفعت وجهها إلى السماء پانكسار تتساءل لما تتحمل حياتها المهينة معه حتى انكشاف أمره أمامها ونزعه لقناعه المزيف وظهور وجهه الحقيقي وجهه الذي لم تتخيل بحياتها أنه موجود فهو أجاد إخفاء كل شيء بمهارة منقطعة النظير ولكنها باتت ترى صفاته التي لم تظن أبدا أنها يمكن لها أن تجتمع بإنسان واحد قط ليكون عادل النموذج الحي الذي اجتذب كل ما هو سيئ وخص نفسه به دمعت عينا بتول وصړخ قلبها پألم بعد ما تكاثفت عليه الذكريات تومض أمام بصيرتها لتنير عتمة ظلامها تذكرها بذاك اليوم منذ ثلاث سنوات حين صادفت عادل للمرة الأولى حين كانت بطريقها إلى إحدى المصالح الحكومية وهو يغادرها ليوقفها قائلا..
.. أنا أسف لتطفلي
تم نسخ الرابط