فراشة في جزيرة الذهب بقلم سوما العربي

موقع أيام نيوز


الرائع على جسدها وبدأت مرحلة تمشيط الشعر والتعطير... أبتسمت رنا بحزن...يعتقدون أن صمتها تعالي وتكبر.
لا أحد يفهم أنها قررت الصمت مع مراقبة و دراسة ما يحدث من حولها...
خرجت رنا على الملك الذي لم يجاهد في إخفاء الاعجاب الناطق بعينه و هو يراها بكل هذا البهاء أمامه.
ابتسمت هي الأخرى و تقدمت منه تشبك يدها في يده الممتدة لها بترحاب و قد قررت أن القليل من الصمت و الطواعية لن يضر

الصړاخ و التمرد لم يجدوا معها بأي نفع بل أوشكا على إذهاق روحها .
نظرت للملك بصمت تام..ربما على كل أم أن تعلم أبنتهة كيف تتلون كالحرباء لتعيش و تحصل على كل ما تريد..... رنا الآن في طور التحول لحرباء.. كلام سوتي عن ملل الملوك لا يفارق أذنيها..لن يحدث معها.. تقسم ألا تصبح لعبة في يد أحدهم حتى لو كان ملكا لمملكة ممتدة على مدد النظر.
جالت عينا راموس على جسدها الغض الذي حكم قماش الفستان و زادها إغواء.
إنها ناعمة حد الهلاك قد تصل به يوما للجنون... هو بالفعل قد شعر بتهوره حين مسها و أقترب منها لأول مرة..
أحكم الغطاء الموضوع حول صدرها يخفي الفستان المكشوف ثم خرج بها باتجاه موكب الحرس الذي سيقوده للمكان المنشود.
لمحت رنا أنجا تقف في شرفه و ماديولا في شرفه أخرى كلها مطلة على حديقة القصر.
سارت مع الملك لموكب سياراته و بعينها نظرة موعودة غير مفهومة لا معنى لها سوى ويلكم مني جميعا
______________سوما العربي ____________
خرج في الليل يهيم في الشوراع على وجهه و بنهاية المطاف ساقته قدماه لذلك المقهى الذي اعتاد صديقه الجلوس عليه.
تقدم بلا سلام أو كلام

يجلس لجواره 
نظر له صالح بصمت ثم صفق بيديه للصبي الذي تقدم يردد 
أوامر يا كبير
شيشة الملعم يا حته و هات له واحد عناب.
أنصرف الصبي يجهز الطلب فيما نظر صالح لزيدان يردد 
قول قول...شكل الكلام على ۏجع قلب.
نظر له زيدان بتجهم ثم قال
وحياة أمك أنا ما ناقصني تريقتك و لا كلامك ده عندك كلمة حلوة قولها مش عندك أسكت حبه أنا أصلا مش عايز أتكلم.
لأ واضح.. أنت اتفتحت فيا زي البلاعة وتقولي مش عايز أتكلم.
صمت صالح ثواني وهو ينظر له بجانب عينه بينما يسحب انفاسه من مبسم أرجيلته ثم قال
ياما قولت لك.. أقطع عرق وسيح ډم...هتفضل في وضع التسبيل ده لحد أمتى.
كاد زيدان أن يرد لكنه تفاجأ بأحدهم يضع كرسي امامهم مباشرة ويجلس مرددا
الكلاك على نسوان...أمووت أنا.
نظرا لصديقهم الثالث و الغائب دائما ثم قال صالح 
جلال باشا الزيات نزل من قصره وجه يقعد معانا على القهوة في مصر القديمه ده شرف عظيم والله.
نظر له جلال بجانب عينه ثم قال
مش هرد عليك... أنا مابردش على رجالة
طول عمرك جاي في أي حاجة فيها حريم 
أنا كده فعلا...الكلام على مين
نظر زيدان لصالح ولم يجيب كأنه لن يصرح فقال صالح
لا ده احنا بنتكلم في العموم يعني و بقوله إن للناس تحب الراجل الناشف المخلصاتي إلي ياخدها يرزعها بوسها تجيب لها إرتجاج.
زم جلال يتصنع التقزز ثم قال 
بيئة وجلف ..النسوان دول دلع و حنية وإحساسيس حلوة.. إيه إلي بتقولوا ده.. المزة من دول تيجي بهدية... بفسحه ... بوكيه ورد شيك وتبقى جنتل مان معاها كده.
اشاح صالح بيده يردد بقوة و تعصب
هو إيه إلي دلع و جنيه و إيه يا اخويا ورد...طب بذمتك دي أشكال تشيل ورد
نظر جلال لهيئتهما الضخمه و ملامحهم المتجهمة كرجال المذبح ثم ردد بيقين 
لأ
يبقى تكتم قال ورد قال.. أهو ده اللي كان ناقص.
مر الكثر وهو للأن لم يعد...وقفت في الشرفه تطلع للشارع .. تراقب المارة علها تراه من بينهم.
دلفت للداخل بعدما خاب أملها للمره المئة.
رغما عنها تذكرت رشا و طريقة حديثها اليوم لا تعلم لما تشعر بالضيق من تصرفها .
وقفت بلهفة دون أن تدري وهي تستمع للمفتاح يدور بباب الشقة.
تقدمت تنوي الاعتذار على چرح لم تقصده...باتت ترى أنه لا يستحق ما يقال عنه ..تنوي الحديث معه لكن...
تخشى عصبيته تتوقع بل هي شبه موقنة أن رد فعله سيكون عصبي غاضب .. زيدان بالأساس رجل صدامي حاد الطبع متحفز دوما للعراك.
ولكن......
أتسعت عيناها و هي تبصره يتقدم منها وبيده باقة ورد حمراء يحملها بيده.
يتقدم منها بحرج و تردد
...واضح أنه يفعل ذلك لأول مرة.
حمحم بخشونة و فاجئها حين قال
حقك عليا.
صمتت برهبة ... ماذا هل هو من يعتذر لها .
تقدمت منه تقول
زيدان.. أنا إلي... 
لم يتركها تكمل جملتها و قاطعها يبتسم
أول مرة أسمع أسمي حلو كده.
بلل ثم قال بمهادنة
حورية.. أنا مش پخوف زي ما الكل فاكر.. يعني..جربيني.
كان يتحدث بحرج كما لو أنه مکسورة عينه.. يتكلم بلا استحقاق أمام حورية المتفاجئة من حديثه.
كادت أن تصرخ وتجيبه أنه على العكس تماما لكنه لم يترك فرصه كأنه يحفظ الكلام ويخشى أن ينساه فأكمل
احنا مش كنا أتفقنا إننا نبدأ من الأول صح
هزت رأسها إيجابا موافقة فوضع يده بجيب بنطاله و اخرج منها علبه مخملية زرقاء صغيرة..فتحها و اخرج منها محبس من الذهب و آخر من الفضة.
نظر لها بترقب و سأل بأعين مهتزة
موافقة
هزت رأسها إيجابا تبتسم..أرتجع صدره من شدة الفرحة...موافقتها على ارتداء خاتم خاص به تعني الكثير ...تناول الخاتم في يد كي يلبسها أياه لكن قاطعه جرس الباب.
نظرت له وقالت بحماس
يالا 
استني أشوف إلي على الباب الأول.
هزت رأسها موافقة وذهب هو يفتح الباب ليبصر أمامه رجل طويل الجزع عريض المنكبين يرتدي بذله رسمية فاخرة و رائحة عطرة القوية عبأت جوانب البيت و عليه إبتسامة لبقة لا يراها إلا على وجوه الممثلين.
نظر له زيدان بجهل وجبين مقضب يسأل 
أمر
مش ده منزل أنسة حورية
تقدمت بعدما أستمعت تردد إسمها لترى من هذا الذي يسأل عنها.
تجهمت ملامحها وهي تردد بإستغراب
أستاذ عاصم!!
رواية فراشة في جزيرة الذهب الفصل الثالث عشر بقلم سوما العربي
لحظة صمت صعبة و طويلة نالت من ثلاثتهم..لم تتوقع حورية للحظة أن يأتي السيد عاصم لبيتها.
لحظة...... ما الذي أتى به لعندهم...شهقت بجزع يا أللهي...رنا .
تقدمت بلهفة تسأل
في حاجه يا أستاذ عاصم..رنا جرى لها حاجة
تجعدت جبهة السيد عاصم وهو ينظر لها بإستغراب ولمعة الأفتتان لم تنمحي بعد ثم ردد متسائلا
رنا لا مافيش أي أخبار جديدة عنها.
صمتت حورية و نظرات زيدان الغاضبة تنال من أثنتيهما.. ينتظر تفسير لما يرى .
كذلك نظرات عاصم له كانت تقييمية كأنه يقرأ الوضع... يرى عن كثب نظرة زيدان له ..نظرة من رجل لرجل آخر..نظرة يعرفها جيدا.
و بموقفه كان لابد من التحدث ليعلل سبب مجيئه على الأقل خصوصا وهو إمام زوجي من العيون تنظر له بإستنكار شديد فتحدث بصوت حاول صبغه بالرزانة و الهدوء
أحمم.. أنا جيت عشان الأنسة حورية نسيت بطاقتها في الشركة.
ماكر كثيرا ..... فقد تقصد إرفاق إسمها بأنسة و وقف يراقب ردة الفعل.
فتنهد بأرتياح وهو يستمع للرجل المقابل له يسأل بضيق
و الباشا جابها منين
هممم.. لم يعقب على نعتها بأنسة ... عظيم.
رد عاصم بكياسه وهدوء تجلى على ملامحه 
كانت مع أفراد الأمن وانا اخدتها منهم
همم.. أه..و العنوان عرفته منين
إلتف يرمق حورية پغضب فرد عاصم
ما العنوان في البطاقة يافندم..
صمت ينظر للرجل الغاضب ومن خلفة حورية الجميلة.
قرر الإنسحاب مؤقتا على الأقل الآن فقال معتذرا
أسف على الازعاج...عنئذنكم .
رحل مغادرا في حين أن زيدان لم يكلف خاطرة و يعزم عليه بالشاي أو حتى يجلس ليلتقط أنفاسه.
بل أغلق الباب خلفه پحده و التف لحورية يسأل
أيه ده
ايه ده أستاذ عاصم مدير ..
قاطعها يردد بينما يغلق عينيه پغضب و نفاذ صبر
مدير رنا بنت خالتك...حفظتها دي.. أنا عايز اعرف جاي ليه وراكي لحد هنا
ماهو..ماهو قالك عشان البطاقة و... أنا مالي بس يا زيدان.
تركها وتحرك پغضب و قلة حيلة يجلس على أحد الأرائك فتقدمت منه بتردد ثم جلست لجواره تردد
طب أنا عملت ايه غلط دلوقتي
رفع عيناه التائهة ينظر لها يتأمل جمالها ثم قال
أنا عارف إنك ما عملتيش يا حورية.
تطلعت له بأمل تبتسم حاول مبادلتها الإبتسامة لكن لم يقدر.
فنادت عليه
زيدان...طب مش ناسي حاجة
و أخيرا أبستم ثم أخرج من يده العلبة المخملية يفتحها.
أبتسمت هي أيضا فيما تراه يخرج محبس ذهبي رقيق مشغول بفصوص من الذهب الابيض و التقط يديها يضعه في أصبعها و توقف ينتظر ماذا ستفعل .
فزادت دقات قلبه و تشبع وجهه بابتسامة جميلة وهو يراها تحمل محبس الفضه و تضعه في أصبعه كذلك و تبتسم له برقه.
لعب عقله و فكر في التمادي وكسر الحواجز...فرفع كفها لفمه يلثمه برقه بينما ينظر لعيناها يتابع ردات فعلها پخوف وتوتر.
هدأت روحه وهو يراقب ملامحها تحاول تدراك ما يحدث ... فتمادى أكثر و
أبتسم بسعادة غامرة...و أخرجها من أحضانه ينظر إليها وهي قريبة منه هكذا لأول مرة..عيناها جميلة رائعه و خدودها ممتلئة مستديره .. فمها ضغير منتفخ و أنفها متوسط الحجم و شعرها الڼاري يضئ وجهها شديد البياض...ريحها يسكره ويسرق لبه
إنها فتنه تمشي على الأرض..بأقصى أحلامه لم يكن يتخيل أن تصبح فتاه مثل حورية من نصيبه.
كانت أحلامه مقتصرة على فتاة ذات خلق تعيش معه على الحلوة والمرة ليجازى على طول صبره و رضاه ب حورية ...أنها صفة و

ليست إسم.... زيدان راغب في تقبيل حوريه بشدة..لمرة فقط..مرة واحدة وليحدث ما يحدث... سيتحمل العواقب فيما بعد لكن فليقبلها
اللعنه عليها و على المنطق هو يريد أن يقبلها و سيفعل.
ما عليها كي يقتنص حلمه بين يديه لكنها كانت الأسرع و وثبت مبتعدة تردد بتلعثم
أااا..هعملك العشا...أكيد جوعت.
أسبل جفناه براحة الشبق قد تمكن من خلاياه..ربما من الأفضل أنها فرت من أحضانه...فهو ما أن أقترب منها شعر بفقدانه السيطرة...كان سيزيد حكايتهما سوءا...أضجع بظهره على الأريكة يسأل 
هي ليه حلوة كده استغفر الله العظيم...
____________سوما العربي_______________
بعد خروج الملك بحاشيته و موكبه على أعين جميع من بالقصر كانت الهمسات و النميمة في كل مكان.
لأول مرة يخرج من القصر في نزهة مع جارية واحده فقط... الأمر لا يحتاج للنقاش ولا يمكن تجميله ...تلك الفتاة كسر لأجلها كل القيود و القوانين... ترى ماذا سيكسر لأجلها مقبلا 
وبينما أنچا تلاحظ همسات الجواري كلن على جنب تغلي من الڠضب وشعورها فإنفراط حبات العقد من يدها تقدمت ماديولا پغضب شديد وخلفها جواريها .
حتى توقفت امام أنچا التي جلست تضع رأسها بين يديها كأنها توزنه وتفكر بمصېبة..ليخرج صوت مادولا الغاضب لتزيد من عصبيتها وهي تقول
ثم ماذا هل سنترك لتلك الجاريه الملك بالمملكة هل ستفوز تلك الفتاة لا يجب أن تعيش ..لقد تحدتني و أهانتني.. و بقائها على قيد الحياة كل دقيقة زياظة يقلل من هيبتي ...تصرفي أنچا و إلا تصرفت أنا.
رفعت أنجا رأسها من بين
 

تم نسخ الرابط