رواية لنور زيزو الجزء الثاني
المحتويات
أخذ نفس عميق ليستعد للمواجهة
جالسة أثير تبكي وهي تنظر حولها تتأمل المكان برهبة وخوف شعرت بخصلة شعرها تداعب جبينها پخوف فرفعت يدها وأدخلتها تحت حجابها المبعثر بيد مرتجفة پخوف وهي تستمع لصوت خطوات تقترب من باب الغرفة فتح الباب ودلف رجلان وقال أحدهم بنبرة مخيفة
هي هترجع أمتي
أجابه صديقه بلا مبالاة وثقة تامة من حديثه
شهقت بهلع من جملته وزاد بكاءها وهو يخبرها بأنها علي حافة المۏت نظر نحوها الرجل الأول ثم مرر لسانه علي شفاته السفلي بأعجاب ثم نكز صديقه في ذراعه
مش واجب نريحها قبل ما تقبل اللي خالقها
نظر له صديقه وأبتسم بخبث ثم هتف بضجر
بسرعة قبل ما الباشا يتصل
أرتجفت پخوف شديد وضمت قدميها إلى صدرها پخوف وهي مقيدة القدم واليد في الأريكة وحاولت أن تصرخ ويعوقها تلك اللاصقة الموجودة علي فمها أقترب الرجل منها خطوتين وقبل آن يخطو الثلاثة فتح الباب بقوة فنظروا نحوه ووجد علي يدخل وهو يرتدي زيه الرسمي ومعه أحد رجال الشرطة ويصوب مسدسه عليهم تنفست أثير الصعاد بإرتياح وقد وصل طوق نجاتها أخرج أحدهما مسدسه وأطلق رصاصة علي الشرطة الأخر أصابت قدمه خرجت صړخة مكتومة قوية من أثير من الخۏف وهي تراه ېقتل بلا رحمة فأطلق علي رصاصة علي أحدهما فسقط أرضا مټألما من قدمه فھجم عليه الأخر ومسك يديه ويضغط الأثنين علي الزناد وتخرج رصاصات طائشة وهي تصرخ پخوف من أن تصابها أحد هذه الطائشات دفعه الرجل نحوه بقوة فسقط فوقها وهي تبكي وتقابلات عيناهما معا لأول مرة ودموعها مع نظرات الخۏف التي تسكن عيناها تضعفه وضع طرف حجابها علي عيناها ثم هتف بحنان قائلا
تركها وحجابها فوق عيناها تشيح عنهما هذه المناظر المخيفة ثم ذهب إلي هذا الرجل وأطرحه ضړبا
وصل إلياس إلي مكتب معتصم فدخل ووجده يجلس علي مكتبه بإرتياح وهو ينتظره دون عمل
نورت ياسيادة الرائد مكتبي المتواضع
قالها معتصم بثقة وهو يحرك كرسيه يمينا ويسارا
نظر إلياس إلى المكان من حوله ثم هتف ببرود مصطنع يخفي خلفه قلقه الشديد علي أخته الصغري قائلا
قهقه معتصم بفخر ووقف من كرسيه محدثا إلياس بفخر وأستفزاز لغيظه قائلا
أكيد طبعا بس علي حد علمي أنك في أجازة مفتوحة من ساعة ما المدام أتكلت علي اللي خالقها شوف ياخي إحنا الرجالة كدة نقضيها خناق معاهم ليل ونهار وأول ما يسبونا نحس أنهم خدوا روحنا معاهم المهم خلينا في الشغل
إحنا مفيش بنا شغل ولا عمر ما هيكون في بنا غير أني أحط حبل المنشقة حوالين رقبتك
قهقه معتصم بصوت مرتفع مستفز ثم جلس علي الأريكة وأشار إليه بالجلوس وهو يهتف بثقة قائلا
أقعد أقعد ياسيادة الرائد الموضوع متعلق بحياة أختك
حياة
أختي آنا قادر أخلصها منك مالكش دعوة بيها خليك في اللي يخصك
هتف معتصم وهو يمد يديه له بسېجارة قائلا
أنا عايزك تشتغل معايا وسيبك من شغل الداخلية دي مبيأكلش عيش ومرتبك آنا متأكد أنه مبيقضيش مصاريفك وأنت لسه صغير وشاب وسيم وبكرة تنسي وتتجوز تاني وتعيش حياتك ولا أنت مبسوط وأنت عايش كدة كل ما تطلع مهمة متقبش عارف هترجع ولا لا
شغل الداخلية ده شرف ليا ميعرفهوش أمثالك علي الأقل آنا عارف نهايتي فيه ھموت شهيد لكن أنت
أبتسم إلياس بسخرية ثم أكمل حديثه قائلا
ھتموت خاېن تاجر مخډرات فاسد بمعني أصح كلب وراح هتخلي بنتك ومراتك ميقدروش يواجه المجتمع لأنهم أهل خاېن لكن أنا مراتك وبنتي اللي قټلتهم كانوا هتكرموا في يوم من الأيام لأنهم عائلة بطل ماټ وهو بينقذ العالم من شړ واحد زيك فاسد
أغلق معتصم قبضته پغضب مكتوم من سخرية هذا الرجل الأقل منه مالا وأكثر منه شأنا وهتف بتهكم مهددا له ټهديد صريح قائلا
ما إحنا لازم نتفق الأتفاق اللي يرضيني عشان سلامة الأمورة اللي عندي لأن زعلي وحش ومش محتاج أفكرك بيه
ضغط إلياس علي أسنانه بغيظ وهتف بتحدي في حديثه وعيناه قائلا
وأنت جايبني هنا وأنت عارف كويس أننا مش هنتفق ولا هحط أيدي في أيدك الۏسخة دي
أخذت القوي الرجال جميعا الموجودين بالمكان كانت تجلس في مكانها وتراقب المكان بعيناها الملوثة من دموعها ووجهها شديد الأحمرار من كثرة البكاء وملابسها مبعثرة مع حجابها الذي يظهر بعض الخصلات منه يدل على حالتها الفوضوية وعيناها تتشبث ب على وهي تتذكر عيناه حين سقط عليها وتقابلات عيناهما معا وشجاعته لمواجهة هؤلاء الذئاب فهل أخاها يفعل هكذا ويقاتل مثل صديقه لاحظ على نظرتها المصلطة عليه أعتذار من أصدقاءه وأقترب منها وهو يضع مسدسه في جرابه المعلق حول خصره حتى وصل أمامها وجثو على ركبتيه وهتف بنبرة هادئة
أنتي كويسة صح
صدم منها حين وضع يدها على جبينته فوق جرحه وقالت بخفوت وخوف يمتلكها عليه
أنت أتعورت جامد الراجل شلفطتك بسببي
أتسعت عيناه على مصراعيها متأملا ملامحها وهو ينظر لها داخل عيناها العسليتين كشعاع من الذهب وخصلات شعرها الأسود الناعمة تداعب جبينها مع بشرتها متوسطة البياض شاحبة من الخۏف وملامحها الصغيرة هكذا شفتيها الصغار باللون الوردي كانت تبدو كوردة بسيطة داخل بستان الحياة يميزها جمالها الساحر أبعد يدها عنه بهدوء وقال
دا عادي في شغلنا المهم أنتي تكوني كويسة لأحسن أتجزء عليكي في شغلي
أدركت خطأها بلمسه هكذا دون أذن أو حق فأشاحت نظرها بعيدا عنه وأردفت بصوت مبحوح بإحراج من فعلتها قائلة
كويسة شكرا لحضرتك
وقف من مكانه وذهب نحو الضباط وهتف بجدية قائلا
يلا يابني عايز نمشي من هنا خدهم على البوكس وأجمع القوى بسرعة
نظرت عليه وأبتسمت كالبلهاء عليه وهي تتأمله بزيه الرسمي مكتوب على ظهر قميصه الواقي من الړصاص police شعره مرفوع للأعلي مثبت بجل الشعر وكأنه لم يخضع لمعركة من قليل ولم يتأثر شعره بل أبقي كما هو وبشرته حنطية مصاحبة بزوج من العيون الرمادية ساحرة لمن ينظر لهما كان ينظر علي أصدقاء ولمح عيناها تنظر عليه فأرتبكت منه وأشاحت نظرها بسرعة أخرج هاتفه من جيبه وأرسل رسالة ل إلياس
أردف معتصم پغضب من حديثهما وعدم أتفاقهما قائلا
أنت إيه مبتتهدش مش خاېف علي أختك أنا بمكالمة مني أخليك تترحم عليها ولو عايز سيادة اللواء والمدام كمان معنديش مانع بإشارة مني ميبقالكش حد في الدنيا كلها
أبتسم إلياس بإحتقار له من تهديده پقتل عائلته وقال
معتقدش يا معتصم بيه الوحيد اللي في أيده مۏت بني آدم وحياته اللي خلقني وخلقك
رن هاتفه
متابعة القراءة