لم أكن له لمروه حمدي
المحتويات
شاردة بحالها كيف كانت منذ أيام قليلة وكيف صارت الان كيف تبدل حالها كيف كانت تحلق عاليا من السعادة وكيف اصبحت تائهة بدنياها حتى هذة اللحظة لا تفهم لا تعى ما يحدث حولها تشعر كأنها مساقة رفعت راسها لاعلى مغمضة العينين تتساءل...
_ انا ايه اللي جابني هنا انا عمرى ما جيت البلد دى انا كنت بسمع عنها بس ده انا حتى مكنتش اعرف بيروحوها أزاى! ودلوقتي بقت هى مكانى واهو راكبة مواصلة منها علشان اروح شغلى واخر اليوم مواصلة علشان ارجعلها تأنى
أتتها الإجابة سريعة _ الحمد لله.
عبارة كتبت على ظهر سيارة اجره مرت من أمامها اغمضت عينيها _ الف حمد وشكر ليك يارب بس انا مش قادرة استوعب ازاى يعنى يحصل ده كله فى الفترة الصغيرة دى انا ملحقتش افوق من چرح قلبى مش يمكن لو كنت استنيت كان رجع مش يمكن الأمور ما بينا كانت اتصلحت!
هزتها تلك الجملة بقوة جعلتها تلتفت حولها لتعرف مصدرها يقع نظرها على رجلين جالسين بالأمام إلى جوار السائق يتحدث أحدهم بحمية وعصبية متابعا الى من يجلس جواره _ كله مكتوب مين هيتجوز مين وامتى وازاى ربك مسبب الاسباب يا اخي
ضيقت عيناها پخوف وهى تستمع لحديثه لتتساءل بړعب هل يمكن أن يكونا قد استمعا لحديث نفسها هل كانت شاردة لتلك الدرجة ولم تعى على أفكارها التى خرجت بصوت مسموع للجميع لم تتحمل كثيرا نظرت من النافذة لتجد أنها كادت تقترب من مكان عملها تبقى مسافة صغيرة يمكن أن تسيرها على قدميها هى بالأساس بحاجة لذلك لتنطق سريعا_ على جنب هنا يا اسطا
دلفت إلى الصف الخاص بها ولم تبالى بتلك الواقفة بالزاوية
تنظر لها من بعيد لا تقوى على الاقتراب منها او حتى تهنئتها كما فعل زملاءها وهى الأقرب لها هنا من الجميع لتضع الأخرى الهاتف على اذنها لتنطق بعد لحظات عندما أجابها الطرف الاخر_ الو.
_ شكله زى ما قولتلك اتجوزت.
_ ما هو كل بيباركلها اهو.
_ حاضر حاضر هتابعها من بعيد لحد ما تيجى سلام.
تنهدت عقب أغلاقها للهاتف متمتمه _ ربنا يستر.
بينما هى عقب دخولها التف حولها الأطفال سعداء بعودتها لهم فلقد مر اسبوع كامل ولم يروها به.. بعد وقت والأطفال منشغلين بالرسم وهى جالسة على مكتبها الصغير تنظر لهم تتابعم بعينيها وعقلها بمكان أخر تحرك قلمها بين اصابعها بشرود.
تخشب جسدها أنقبضت يدها على القلم بقوه تنظر امامها لا تعرف هل تتوهم صوته ام ماذا
اتاها الصوت مرة أخرى_ مريم
اغمضت عينيها لبرهه تستجمع شتاتها الټفت برأسها باتجاه الباب ببطء ليرتجف قلبها بين أضلعها وهى تراه يقف أمام الباب ازاحت عينيها بعيدا عنه وهى تنهره بصوت هادى مرتجف خائڤ لا ترغب بأثارة جلبه _ لو سمحت اتفضل من هنا وجودك هنا غير مرغوب فيه.
مريم بتحذير _ مدام مريم من فضلك.
اقتطع المسافة الفاصلة بينهم بخطوة وقف أمامها يميل عليها بجزعه بسرعة اجفلتها عادت على أثرها بظهرها للخلف_ كدب انتى مش ممكن تعملى فيا كده.
_ حضرتك انا اتجوزت من أسبوع وكل الناس عارفه ده.
_ كفاية يا مريم انا عارف انى غلطت فى حقك بس والله العقاپ ده صعب عليا اوى كفاية لحد كده.
_ ايه هو اللي كفاية حضرتك انا وحده ست متجوزه كلامك ده مينفعش ولا وجودك من الأساس.
نظر لها لثوانى ليخرج صوته متحشرج _ طب فى عروسة تنزل شغلها بعد اسبوع من فرحها!
_ اه عادى وممكن من تانى يوم كمان.
_ طب فين دبلتك انتى مش لابسة دبلة فى ايدك.
_ انا مش مجبرة انى ابررلك حاجة بس علشان تقتنع وتمشى دبلتى وسعت على ايدى واهى فى شنطتى هغيرها.
انهت حديثها وهى تضع المحبس على
المكتب امامه.. نظر لها بأعين زائغة تزاحم بها الدمع يزيحيها بيده رافع رأسه لها _ لا مش مصدقك برضه.
اغمصت عينيها وقناع قوتها بدأ ينهار أمسكت بهاتفها تبحث به بأصابع مرتجفة حتى استقرت على شئ ما لتديره باتجاهه وخرج صوتها ضعيف مهزوز _ صور فرحى.
بكا وهو ينظر إلى صورتها بفستان الزفاف _ لا دى مش انتى .
نظر لها ودموع عينيه اغشت الرؤية أمامه تهز برأسها بتأكيد وقد انسابت دموعها هى الاخرى.
_ لا كدب كدب.
خرج مسرعا بعدها لتدخل تلك الفتاة المراقبة لما يحدث منذ فترة.
_ مريم.
فقط صوت شهقة وبكاء مرير صدر عنها_ مريم ليه بتعملى كده هو بيحبك وانتى كمان بتحبيه.
_ سيبونى فى حالى.
قالتها صاړخة وهى تخرج مسرعة من المكان والأخرى خلفها لتقف أمام البوابة وقد تسمرت قدماها بالارض نظرت له وهو يصعد إلى سيارته موقنة داخلها بأنها ستكون المرة الأخيرة التى ستراه بها.
يكاد ينطلق بسيارته ليلمحها واقفة أمام الباب انتعش الامل بقلبه من جديد هبط سريعا توجه إليها وقف أمامها بلهفة وأمل مناديا بصوت راجى_ مريم.
تقابلت اعينهما للحظات لتفر منه عائدة إلى الداخل مرة أخرى تاركة أباها ينظر بأثرها بحسرة لتنطق تلك الفتاة من بين دموعها_ انسى يا خالو شكلها فعلا اتجوزت.
_ متقوليش كده يا رانيا هى بس بتعاقبنى.
_ لا يا خال مفيش وحده هتطلع على نفسها إشاعة بالشكل ده وبعدين من اول مانزلت الدعوة العامة للحنة بتاعتها انا قولتلك وانت وقتها مهتمتش وقولت دى حركات بنات.
اجابها بعصبية وهو يرحل من امامها لوجهه معينه _ انا مش ناقص يا رانيا كلامك ده.
مر الوقت سريعا حتى انتصف اليوم عاد إلى منزله يجر اذيال الخيبة لم يترك باب يخصها لم يطرق عليه والإجابة واحده لقد تم الزفاف الاسبوع الماضى ولكن كيف كيف و هو لم يتركها سوا لعشرين يوما فقط كيف حدث كل هذا
تزوجت أصبحت لغيره الفتاة الوحيدة التى عشقها نعم هو الشاب متعدد العلاقات ولكن لم ترقى اى فتاة عرفها قبلا لربع مكانتها بقلبه أخطأ عندما تركها بتلك الطريقة وما فعله بعدها
ولكنه نادم أشد الندم لا يقوى على تركها لا يستطيع فعلها تلك الأيام التى مضت فى بعدها عنه تاكد بأنها العشق الذى طالما بحث عنه ارتمى على فراشه باهمال ناظرا لسقف غرفته يتذكر نظرتها له يدها الفارغة من محبسها لمعت اعينها المطفية صورتها بثوب زفافها وبالاخير دموعها عندما تلاقت الأعين اعتدل فى جلسته وقد توصل عقله لنتيجة واحده.
_ هى ليست راغبة بهذا الزواج ابدا اى لا يزال هناك فرصة له معها وليحتسب تلك الأيام التى قضتها مع اخر هى كفارة ذنبه بحقها ومن يعلم فربما يقف القدر إلى جانبه ولم يقترب منها ذاك الدخيل حتى الآن.
اسرع بإخراج هاتفه لا يرغب فى تضييع الوقت يكفيه ما
متابعة القراءة