لحن الزعفران لشامة الشعراوي الجزء الثاني
المحتويات
فهم قائلا هو فى ايه ياجماعة وبعدين ياسيادة المقدم فيها ايه لما يحضن أخته.
الټفت برأسه بأتجاه أنيس ثم قال بهدوء
وأنا ما بتكلمش على كدا الاستاذ فاهم قصدي كويس بس عامل نفسه مابيفهمش..بلاش الحركات دى عليا ياأدم أشحال أن أنا اللى مدربك وعارفك كويس فمتجيش تعملهم عليا ..ها زى الشاطر كدا تقولي كنت بتقولها ايه خلاها تخاف بالشكل ده.
مسح عمران وجهه ثم قال تعرف لوله أنك واخد طلقة لكنت جبت المسډس وفضيته فى دماغك الجزمة دى وخلصت من غبائك...أنت أتجننت ياأدم أزاى تقولها فى حاجة تخص جوزك عايز ابقى اقولك عليها وأبقى خلى بالك من نفسك انت كدا خوفتها بكلامك وهى هتقعد تفكر فيه ومش هترتاح.
أنيس مين ده اللى أذاك وايه دخل رائف فى الموضوع ده.
نظر عمران إلى أدم بضيق ليتركهم مغادرا الغرفة قبل أن يفقد أعصابه عليه.
بعد اسبوعين
ولج عمران إلى الصالون وأقترب من أخته وجلس بجانبها وهو يقول
أنا معرفش ايه اللى حصل مابينكم مخليكى زعلانة بالشكل ده أول مرة اشوفك متخانقة مع جوزك قوليلى هو عملك ايه.
رفع حاجبه الأيسر ثم قال بسيطة ها ....أومال ليه طلبتى منه الطلاق مدام هى بسيطة.
نظرت إليه بدهشة قائلة مين قالك أني عايزة أطلق.
أجابها عمران بهدوء جوزك ياهدى..بجد أنا مصډوم يعنى ده أنتى كانوا بيضربوا بيكى المثل لأنك سعيدة مع جوزك ومفيش أى مشاكل مابينكم.
هدى بحزن عشان محدش كان شايف حاجة ولا عارف ايه اللى بيحصل فى البيت بينه وبيني كله شايف اللى ظاهر خارجيا وبس...أنا صحيح كنت سعيدة معاه وراضية لكن هو اللى فقد نعمة الرضا صدقني أن هو اللى ساب الباب موارب للشيطان فزهقه من السکينة والرحمة زهق من حياتنا وبقى يدور على حياة تانية أحسن من اللى عايشها معايا ومبقاش فارق معاه مراته اللى بتحبه وقاعدة تحت رجله وبتتمنى له الرضا يرضى لكن هو اللى أتبطر على النعمة اللى فى أيده.
هدى وأنا قولت اللى عندي ومش عايزة أشوفه ولا أتكلم معاه أنا أستحملت ٣ سنين علشان خاطر بناتي لكن لحد هنا وكفاية مابقاش عندي طاقة.
بعد منتصف الليل كانت مستلقية على الفراش نائمة نوم قلق بعد لحظات شعرت فجأة بثقل بجانبها جعلها تنفض من على السرير فزعا أوقدت النور لكنها لم ترا شيئا ثم أخذت تستعيذ من الشيطان الرجيم بعد مرور بضع دقائق عادت تستلقى مرة أخرى وما أن أغمضت عينيها وبدأت فى النوم شعرت بأنفاس ساخنة تداعب رقبتها ويد كبيرة تتحسس جسدها فتلك اللحظة قڈف قلبها ړعبا وأزدات نبضاته عڼفا فتحت عينيها ببطء شديد وهى خائڤة ليزيد رعبها أكثر وهى تجد شئ مخيف على هيئة جسد بنادم لكن لونه أسود دامس يجلس فوقها ويغطى وجهه شعره الغزير فبدأت تتساقط من عيناه قطرات ډم على وجهها حاولت أن تتحرك لكنها لا تقوى على ذلك فشعرت بأن جسدها كله مخدر ومقيد و كلما حاولت أن تصرخ لا يصل صوتها إلى حنجرتها..
بينما هى تحول لون وجهها للزرقا من الاختناق ولم تستطيع أن تتنفس فشعرت بأن روحها على وشك أن تفارق الحياة.
الفصل الثالث عشر
بعد منتصف الليل كانت مستلقية على الفراش نائمة نوم قلق بعد لحظات شعرت فجأة بثقل بجانبها جعلها تنفض من على السرير فزعا أوقدت النور لكنها لم ترا شيئا ثم أخذت تستعيذ من الشيطان الرجيم بعد مرور بضع دقائق عادت تستلقى مرة أخرى وما أن أغمضت عينيها وبدأت فى النوم شعرت بأنفاس ساخنة تداعب رقبتها ويد كبيرة تتحسس جسدها فتلك اللحظة قڈف قلبها ړعبا وأزدادت نبضاته عڼفا فتحت عينيها ببطء شديد وهى خائڤة ليزيد رعبها أكثر وهى تجد شئ مخيف على هيئة جسد بنادم لكن لونه أسود دامس يجلس فوقها ويغطى وجهه شعره الغزير فبدأت تتساقط من عيناه قطرات دما على وجهها حاولت أن تتحرك لكنها لا تقوى على ذلك فشعرت بأن جسدها كله مخدر ومقيد و كلما حاولت أن تصرخ فلا يصل صوتها إلى حنجرتها..
بينما ذاك المخيف ظل أن يضغط بيديه على عنقها محاولا أخذ روحها بيديه الغريبة التى تشبه يد الأشباح.
بينما هى تحول لون وجهها للزرقان من الاختناق ولم تستطيع أن تتنفس فشعرت بأن روحها على وشك أن تفارق الحياة.
أستيقظت من النوم وهى تشهق بفزع لتتنفس بصعوبة وهى تنظر حولها پذعر ثم هدأت قليلا عندما علمت بأنه كان مجرد حلم فبدأت تستعيذ وتقرأ المعوذتين فنظرت بجانبها لتجد الساعة الخامسة ونصف صباحا نهضت من على الفراش بخمول لتتجه إلى الحمام حتى تتوضأ وتصلي الفجر..
بعد لحظات كانت فيروزة جالسة على سجادة الصلاة تحدث ربها قائلة بحزن
ياالله لقد أرهقتني متاعب الحياة ف أنا فتاة ضعيفة لا تقوى على شئ ..أعلم أنك لن تنساني ولن تتخلى عني ولن تنسى تلك الدموع التى أنهمرت من عيني كالطوفان وأعلم أن جبرك أتي لا محال ..فكل شئ مكتوب ميعاده لن يتأخر ساعة ولن يتقدم...وكل ما أن عليه سيمر بالتأكيد وسيحل مكان تلك التعاسة فرح وسرور وعوض لن ينسى..وأعلم أنك ستستجيب لندائي ودعائي
فاللهم الصبر حتى تأذن لى بالڤرج لما أنا عليه.
ظلت مكانها تقرأ بعض آيات القرآن حتى شعرت بالسکينة والراحة فكل الأشياء فى جوار الله هادئة ودافئة مليئة بالرضا والسکينة الدائمة..
تذكر أيها العبد كلما أتعبت الدنيا قلبك وضاقت عليك نفسك التى بين جنبيك تذكر أن ذكر الله يلين القلب ويريح النفس.
أشرقت الشمس بنورها لتطل ببهائها الجذاب فتنبعث أشعتها لتبعث بالدفء فى كل الوجود حينها تغرد كل الطيور على غصن الأشجار..
ولج رائف إلى الغرفة ليجدها تجلس كما هى فقال بسخرية تقبل الله ياشيخة فيروزة.
أغلقت المصحف ووضعته على الحامل وقامت بخلع الاسدال كل هذا تحت أنظاره التى تتفحصها فقال
لو خلصتى ياهانم ياريت تروحى تحضريلي الفطار.
نظرت إليه بضيق قائلة
ممكن تخرج برا وأنا شوية وهاجي أحضرلك الفطار.
مرت بضع دقائق ..
على سفرة الطعام كانت تجلس بجانبه تنظر إليه بأشمئزاز فهى لا تطيقه بتاتا..رفعت كأس العصير وأرتشفت منه نظر إليها مقتطبا حاجبيه متعجبا فقال بتسأل وهو يضع الطعام فى فمه
مش بتأكلى ليه شكلك حاطه في الفطار سم علشان تقتليني وتخلصى منى.
هتفت فيروزة بضيق هحطلك سم ليه هو أنت فاكرني زيك قتال قټله.
بينما هو وضع شريحتين من الجبنة الرومى فى عيش التوست وأقترب منها قائلا خدى أطفحى لأحسن تموتى من قلة الاكل وأنا لسه مخلصتش اللى عاوزه منك.
دفعت يديه بعيدا عنها بأشمئزاز قائلة ابعد عني مش عايزة أكل أنا.
أمسك فكها بقوة ليضع الطعام بداخل فمها ليقول ببرود
يلا زى الشاطرة كدا أبلعى الأكل.
نظرت إليه بعدم تصديق لتلعنه بسرها فهو حقا شخص غير عاقل بأفعاله حاولت مضغ الطعام وبلعه لكنها شعرت بالغثيان يقتحمها فجأة فهرولت تركض إلى الحمام بعد ثوان وصل صوته إلى مسمعها يقول
من الأول وأنا شاكك فيكى وقولت أن الأكل ده فيه حاجة .
أخذت تسبه وتلعنه بصوت منخفض حتى لا يسمعها رمت المنشفة على الحوض وهى تقول بتعب
انسان متخلف ومابيفهمش ربنا ينتقم منك يارائف أو تعمل حاډثة وأنت سايق العربية أو يدوسك سواق قطر أعمى ويخلصني من قرفك.
ثم وضعت يديها على بطنها تتحسس موضع طفلها فقالت پألم كان نفسي فى طفل بس ميكنش جاي بالطريقة دى مش عارفة أحبك ولا أكرهك ..مش قادرة أتقبل وجودك لأنك حته من أكتر أنسان بكرهه فى الدنيا يمكن لو كنت جيت فى ظروف أحسن من كدا أو كنت أبن شخص تانى كنت هحبك سامحني يابني لان أمك مش حابه وجودك ولو بأيدي كنت نزلتك لكن مش هقدر أعمل حاجة بشعة زى دى وأقتل روح جوايا ملهاش ذنب مش هستحمل أني أتحاسب عليك قدام ربنا ويسألني ليه قټلتي ابنك علشان كدا مضطرة استحمل وجودك يمكن ربنا يجعلك سبب فى فرحي فى يوم من الأيام.
ناداها رائف من الخارج فخرجت إليه قائلة بأرهاق
نعم يارائف عايز ايه مني.
لمس خدها برفق ليقول بهدوء عايزك تروحى لأبوكى وتخليه يمضى على الأوراق دى..مد يديه بملف مليئ بالأوراق..أخذته منه وهى تنظر بداخلهم ثم رفعت بصرها إليه لتقول بأستغراب
دى أوراق الصفقة اللى كنا شغالين عليها بس مش فاهمة أنت عايز ايه منها.
تحدث رائف وهو يقول هتلاقى مابينهم أوراق خاصة ومحتاج أمضاء سيادة اللواء عليها ف أنتى زى الشاطرة هتروحيله على الشغل وهتقوليله أن دى أوراق مهمه محتاجة توقيعه عليها.
تحدثت إليه فيروزة متسائلة
وأنا مش هعمل حاجة غير لما أعرف الأوراق دى عبارة عن ايه.
نظر إليها بتفكير ثم قال بحذر تمام أوى كنت عارف أنك هتقولى كدا بس مش مشكلة دى تصريح بسماح مرور شحنة فى الميناء جاية من برا ومحتاج أمضاء من اللواء عليها .
فيروزة والشحنة دى فيها ايه.
أردف رائف قائلا ببرود أنا مابحبش الأسئلة الكتير وياريت تحطى لسانك جوا بوقك ومسمعش منك أى أعتراض وإلا هتشوفى مني حاجة مش هتعجبك والمرادى مش هتبقى مجرد أصابة لا هيبقى قتل على طول.
بلعت ريقها پخوف قائلة بتوتر طب هخليه يمضى ازاى وأنا أصلا من ساعة ماأتجوزتك وأنا سايبة الشركة.
سار بخطوات إلى الأمام ثم استدار بجسده إليها وقال
بسيطة لو سألك هتقوليله أنك نزلتى الشغل ولاقيتى ملف محتاج توقيعه لانه المالك الأساسي للشركة وبس وهو مش هيركز معاكى فاهمة ويلا علشان أوصلك.
بعد ساعة كانت تقف أمام مقر الداخلية حولت بصرها للخلف لتجده ذهب بسيارته وتركها بمفردها تنفست بهدوء وقد عزمت بداخلها بأنها ستقول لوالدها اليوم على كل شئ ولجت للداخل وهى تتلفت يمينا ويسارا فكان المبنى ضخم للغاية.
أوقفها صوت شخص متسائلا أستنى عندك أنتى مين وازاى دخلتى هنا.
التفتت إليها فيروزة الذى قالت بأرتباك
أنا كنت محتاجة أعرف فين مكتب اللواء عامر الراشد.
تحدث الظابط پحده وأنتى عايز ايه
متابعة القراءة