لحن الزعفران لشامة الشعراوي الجزء الثاني
المحتويات
فأتاهم صوتها الذى يكسوه الألم والحزن والخذلان قائلة بدموع
أنا هعملك كل اللى حضرتك طلبته بس بعد ما تخلصني منه تنسى أنك كنت متبني بنت أسمها فيروزة وأنا من اللحظة دى مش هتعبرك أبويا اللى كنت بتحاما فيه وهو بعدني عنه ووقتها صدقنى لو جيت وحاولت تكلمني مش هسمعك زى ما كنت بتعمل معايا ولا هسامحك على الأڈى اللى أتعرضت له بسببك عمري ما هسامحك يابابا....وقعت تلك الكلمات عليه كالصعقة الكهربائية جعلته ينتفض من مكانه سريعا وهو يناديها پصدمة فيروزة.
وصلت للشقة وعند دخولها أنصدمت من رويتها فكانت منقلبه راسا على عقب سارت بخطوات حذره لتجد كل شئ ليس بمكانه والأثاث بأكمله كان محطم وقفت مكانها پخوف عندما سمعت صوت خطوات أقدام تسير خلفها أستدارت تنظر خلفها لتجد فردين ملثمين لم تمر ثوان لتسقط مغشيا عليها..
عجبك اللى حصلك من تحت رأس أبوكى قولتلك ماتتكلميش معاه وألا هيحصلك حاجة مش هتعجبك أبدا.
تحدثت فيروزة وهى تنظر إليه بأجهاد
أنت اللى بعت ناس تخطفني يارائف بجد حرام عليك أنت ليه بتعمل كدا فيا أنا مليش ذنب فى أى حاجة.
نظر إليها پألم قائلا قولتلك قبل كدا ذنبك الوحيد أنك بنته يافيروزة يمكن لو كنت قابلتك فى ظروف أحسن من كدا كنت هحبك وكنت هخليكى ملكة لكن للأسف حظك قليل.
نظر إليها مطولا ثم قال تعرفى أنتى حلال فيكى المۏت أه والله أعمل ايه بقا ابوكى السبب فى كل حاجة أنا مكنتش ناوي أخطفك وبسبب اللى عمله النهاردة حلال فيكم.
أقترب منها ليمرر يديه على شعرها الذهبي ثم أخذ يشم رائحته الوردية فقال بهيام أنا أكتر حاجة بحبها فى الدنيا هى ريحة شعرك الوردية بتخليني أذوب فى جمالها.
أبعدت رأسها عنه باشمئزاز قائلة رائف لو سمحت أبعد عني لان حرفيا أنا مش طايقة قربك مني.
أبتعد عنها وهو يقول ماشى يافيروزة المهم دلوقتى جه وقت تصفية الحساب.
جيبك علشان أخد روحك...ثم قام بإخراج مسډس من سترته ورفعه فى وجهها قائلا اتشهدي على روحك يافيروزة جه الوقت اللى أنتقم فيه من عامر وأخد حق أخويا اللى قټله.
نظرت إليها پخوف فقالت بتوتر رائف لو سمحت سيب المسډس وفكك من الجنان ده مش هتستفيد حاجة من قتلي.
لا هستفيد وجامد أوى أنتي أصلك متعرفيش حاجة.
أقترب منها أكثر ليضعه على مقدمة رأسها فنظرت إليه برجاء وبعيون دامعة لتقول بصوت مهزوز
بس أنا حامل يارائف معقولة هتقتل أبنك وأمه.
أتسع جفن عيناه پصدمة فقد كان وقوع هذا الخبر أثر كبير على مسمعه.
فى قصر الراشد.
ظلت نازلى تاخذ الغرفة ذهابا وأيابا بضيق فكانت تحمل الهاتف بيديها تقم بالإتصال على أحد أنتبه إليها عامر فتقدم منها وقال متسائلا فى ايه يانازلى مالك متعفرته كدا ليه .
رمت الهاتف على الأريكة وقالت بنبرة قلقة بنتك فيروزة من العصر برن عليها وتليفونها مقفول وأنا قلقانه عليها ياعامر لأحسن تكون فيها حاجة أو تعبانه.
وضع يديه على كتفها ليقول متقلقيش هتلاقيه فاصل شحن ولا حاجة وبعدين أنا شوفتها الصبح وكانت كويسة مفيهاش حاجة ارتاحي أنت بس وأنا هحاول أكلمها.
نازلى طب رن عليها من عندك كدا شوف يمكن يكون أتفتح.
أمسك هاتفه ليتصل بها فوجده منغلقا عاود الاتصال لأكثر من مرة ليعطيه نفس الرد الرقم الذى تحاول الاتصال به خارج نطاق الخدمة أنزله من على أذنيه وبدأ القلق يتملك منه فقال بردو مقفول.
هتفت نازلى پخوف بالله عليك ياعامر تعالى نروح نشوفها قلبي مش مطمن دى بنتي وعايزة أطمن عليها واشوفها قدام عيني كدا إذا كانت كويسة ولا لأ.
عامر حبيبتي أهدى مش هيجرالها حاجة يعني أستني هرن على جوزها.
بعد ثوان تحدث قائلا لا بقا مش معقولة الاتنين تليفوناتهم مقفولة.
بدأت الدموع تتجمع بعينيها الفيروزية لا بقا أنا لازم أروح لبنتي ياعامر.
بينما هو نظر لساعة الهاتف ثم قال الساعة واحدة ونص هنروح فين دلوقتى يمكن تلاقيهم نايمين.
أردفت نازلى پبكاء ماليش دعوة أتصرف.
تحدث عامر وهو يهم على الذهاب إلى الخارج
استني هنا وأنا هتصرف وهخليها تكلمك.
بعد دقائق كان يجلس على مكتبه يتحدث إلى عمران فى الهاتف
عرفت هتعمل ايه ياعمران بس بسرعة لأن انا بدأت أقلق عليها جدا لأحسن يكون رائف عرف باللى بعمله وممكن يأذيها.
أتاه صوت عمران منزعجا قولتلك بلاش تخليها ترجع وأنت اللى صممت لو حصل ليها أى حاجة هتكون أنت السبب.
عامر بضيق مش وقت الكلام ده أهم حاجة أطمن على بنتي دلوقتى.
بعد مرور ساعة ..
ولج حارس القصر لغرفة المكتب قائلا بأحترام
سيادة اللواء فى واحد اسمه المقدم عمران المنشاوي مستني حضرتك برا وعايز يقابلك ضرورى.
هب عامر واقفا ليقول متسرعا خليه يدخل فورا ياعبده يلا.
ولج عمران وتقدم منه بملامح لا تبشر بالخير نظر إليه عامر پخوف فقال مالك وشك مخطۏف كدا ليه هو انت عرفت حاجة عنهم.
تحدث عمران قائلا للأسف عملت اللى قولتلي عليه وملقتش حد منهم هناك وحاولت استجوب البواب قالي أنه ميعرفش حاجة عنهم.
جلس عامر على المقعد بتعب ليقول بقلق
يعني ايه يعني بنتي ضاعت لا مستحيل مش ممكن يكون أذاها ياعمران.
اجابه الأخر پخوف على محبوبته متقولش كدا إن شاء الله هنلاقيها أنا كلفت كذا حد من أصحابي يتولوا الموضوع...بس اللى مش فاهمه أزاى أختفت فجأة هى ورائف وكمان تلفوناتهم مقفوله واللى قلقني أكتر لما طلعت شقتهم لاقيت الباب مفتوح وكل حاجة جوا متكسرة.
نظر إليه عامر بعيون دامعة تفاجى بها عمران فقال الاخر بندم يارب أعمل ايه عارف أني غلطان وغلطان أوى كمان لكن يارب متوجعنيش فى بنتي ده أنا أموت وراها لو جرالها حاجة فبلاش هى يارب أوعدك أن أنا هصلح كل حاجة وهعوضها عن كل حاجة وحشة شافتها فى حياتها وهكون ليها الأب اللى بتتمناه...قاطع حديثه دخول المفاجئ لأدم الذى كان يبدو عليه الصدمة ليقول بنفس متقطع بابا فيروزة.
اتنفض عمران من مكانه ليقول بقلق مالها هى كلمتك.
أجابه أدم قائلا پصدمة لا أنا وصلي رسالة على تليفوني حالا مكتوب فيها أختك هتلاقيها مرمية على طريق الإسماعيلية بجانب كوخ مهجور ومتنساش تقول لأبوك أن رجالتي أتبسطوا منها أوى وياريت تلحقوها قبل ماتموت.
جذب والده منه الهاتف ليقرأ محتوى الرسالة فقال
دى ممبعوته من رقم مجهول أدم حاول تكلم حد من المقر وابعتله الرقم دا يتبعه بسرعة .
تحدث عمران قائلا سيادتك لازم دلوقتى نتحرك وأنت يا أدم أعمل ده كله واحنا فى الطريق يلا مفيش وقت.
ادم استنى يمكن حد بيشتغلنا.
عامر لا يابني محدش بيشتغلنا أختك أصلا مش موجودة فى شقتها ومش عارفين هى فين ولا حتى نوصلها ثم فتح درج المكتب وأخرج مسدسه وقام بتعميره يلا ياشباب.
اومأ إليه عمران رأسه وقلبه منقبض پخوف عليها ودعى بداخله أنه تكون على مايرام ولم يمسها سوء.
بعد مرور فترة من الوقت وصلوا للمكان المحدد.
صف عمران سيارته فى منتصف الطريق ثم نزلوا كليهما منها ليبدوأ بعملية البحث عن مكانها..فقد كان المكان مقطوع ومظلم وخالى من الأشخاص .
تحدث أدم وهو يشير إلى شئ ما ليقول بصوا كدا مش ده الكوخ.
تقدم عامر بخطوات مثقلة ليقف متصنما ينظر أمامه أقترب منه عمران بقلق فى حاجة حضرتك .
لم يرد عليه بينما ظل يسير ببطء فحول عمران بصره نحو ماينظر إليه ليفزع بشدة وهو يرى غطاء أبيض مليئ بالډماء يظهر من
اه ياحبيبة أبوكي سامحيني يابنتي سامحي ابوكي أنا السبب يانور عيني أنا السبب فى كل اللى حصلك ..أنا آسف يابنتي ابوكي مقدرش يحميكي وانتي صغيرة ولا حتى وانتي كبيرة...ثم رفع رأسه إلى السماء وقال پبكاء وبصوت جريح يقهر
اااااه ياربي ااااااه على الۏجع اللى أنا فيه بقالي ٢٧ سنة بټعذب مرة لما أوهموني أنها ماټت ويوم لما أعرف أن هى بنتي من لحمي ودمي أقوم أخسرها بالشكل ده يااااارب الابتلاء ده صعب عليا صعب أني اتحمله يارب أنا عملت ايه فى دنيتي علشان اتعاقب عليه فى بنتي نور عيني وحته من قلبي...اااه ياعمري أنتي فداكي روحي ياروح ابوكي ثم أخذ يتحسس وجهها ودموعه تتساقط عليها فقال هامسا والله الذى خلق الخلق لجيب حقك من كل واحد فيهم ومن نفسي أولهم يافيروزة بس متوجعيش قلب أبوكي بفراقك ياقلبي أنتي علشان خاطري أفتحي عينيك الجميلة ومتحرميش أبوكي منها ولا من وجودك.
بعد مدة فى المستشفي
كان يجلس عامر على الأرضية أمام غرفة العمليات ينظر لها بشرود بملامح يكسوها التعب والأرهاق فقد كانت دموع تتساقط بصمت يشعر بالانكسار بداخله
أقترب أدممنه ليقول بدموع وصوت متحشرج بابا متقلقش عليها بإذن الله روزا هتبقى كويسة هى قوية ومش هيجرالها حاجة صدقني.
أرتمى والده فى حضنه ليبكي بغزارة وهى يقول
أنا مش هسامح نفسي لو جرالها حاجة ياأدم أنا اللى كسرت بنتي ودمرتها.
بينما عمران كان يقف منصدما وهو ينظر إلى يديه التى يملئها الډماء..بعد مرور مدة من اللحظات الصعبة عليهم خرج الطبيب لهما يحول بصره نحوهم بشفقة فنهض عامر ليتجه نحوه سريعا ليقول بلهفة وخوف طمني يادكتور بنتي كويسة مش كدا.
نظر إليه الطبيب بحزن قائلا أنت والدها.
أجابه عامر بتوتر أيوه أنا أبوها بالله عليك طمني عليها.
نكس الطبيب رأسه وقال بأسى البقاء والدوام لله وحده.
لو كان باستطاعة أحد أن يحل مكان أحد لما بكينا عند
متابعة القراءة