لهيب الروح لهدير دودو
كان سيدلف إلى غرفته مباشرة ليطمئن عليها ويطفئ من اشتياقه لها لكنه وجد والدته تنتظره تمتمت بهدوء
لو فاضي يا حبيبي ممكن اتكلم معاك.
احتضنها بحنان متمتما بتعقل هادئ
اه طبعا ولو مش فاضي أفضالك ياست الكل هو أنا عندي اغلى منك.
ابتسمت بفخر لحنانه الدائم وحبه لها وجلست تتحدث معه بجدية وعتاب
تنهد بجدية مجيبا اياها بعدم رضا هو الآخر
لا طبعا مينفعش بس هو غلط رنيم دلوقتي مراتي كرامتها من كرامتي يعني لازم احافظ عليها أنتي اللي معلماني كدة هو غلط فيها وقال في حقها كلام مينفعش ومحترمش وجودي.
حاولت أن تشرح به الامر كما يرى فاروق بطريقة اهدأ ليحاول فهم ما يريده بهدوء
التقط أنفاسه بصعداء مغمغما بجدية
يا أمي المهم عنده المفروض تبقى سعادتي وكلكم عارفين أن سعادتي معاها.
ردت عليه معترضة بعدم رضا محاول أن تجعله يرى الامر كاملا ليحكم بعقله بدلا من عاطفته المسيطرة عليه
صمتت لوهلة بأعين باكية وأضافت معقبة بحزن
أنا من زمان وأنا نفسي اشيل عيالك بحلم باليوم دة جواد وانت عاوز دلوقتي تحرمني منه.
يا أمي والله انا عارف كل دة بس لو جبت مية عيل مش من رنيم عمري ما هفرح سعادة ابنك معاها مش مع غيرها مش بايدي والله بس كل حاجة جوايا عاوزاها هي مش عاوزة غيرها.
لا تجد الرد المناسب لترد به عليه كانت خائڤة من رد فعل فاروق بعدما رأت اصرار ابنها الكبير عليها اقترحت حل أحمق عالمة بمدى استحالته لكنها تحاول
أجابها برفض تام نافيا حديثها الغير مقنع
كنت نسيتها وهي متجوزة هنساها دلوقتي كدة هبقى بظلم نفسي وبظلم اللي هتجوزها أنا عمري ماهحب حد غيرها.
لا تجد ما تتفوه به فدعت له بحب متمنية من ربها أن يحقق ما تطلبه
ربنا يسعدك ياحبيبي ويحققلك لللي بتتمناه.
وجدها جالسة بشرود صامتة لم تبدي رد فعل فاقترب يحتضنها بعشق وشاكسها بمرح هادئ
ايه ساكتة ليه مفيش اي كلمة حلوة لجوزك حبيبك دة انا راجع بسرعة عشانك.
ظلت متصنمة كما هي بجمود لم تشاركه عناقه الدافئ فقطب جبينه متعجبا لطريقتها فغمغم متسائلا بقلق واهتمام
في إيه مالك حصل حاجة زعلتك وانا برة!
لم تجيب على سؤاله بل نهضت تقف قبالته بملامح باردة خالية من المشاعر وغمغمت ببرود حاد
طلقني ياجواد... طلقني وكفاية اوي لغاية كدة انا اصلا مكنتش عاوزاك ووافقت على جوازي منك ڠصب عني فطلقني أحسن.
لم يفهم معنى حديثها فطالعها بذهول متعجبا مما تتفوهه ومتسائلا مرة أخرى بعدم تصديق
ايه اللي بتقوليه دة
لم تهتم لنظراته المصوبة نحوها بل أجابته بلا مبالاه مؤكدة حديثها مرة أخرى
بقول للحقيقة أنا مش عاوزاك وعاوزة اتطلق طلقني بقى صعبة دي.
رواية لهيب الروح بقلم هدير دودو
رواية لهيب الروح بقلم هدير دودو
رواية لهيب الروح بقلم هدير دودو
استمع جواد إلى حديثها پصدمة وقد ازدادت ملامحه حدة وڠضب لكنه تنهد بصوت مرتفع محاولا السيطرة على ذاته أمامها ظل يطالعها بعدم تصديق عالما سبب تفوهها بذلك الحديث لكنه لازال غاضبا لا يعلم كيف استطاعت التفوه بتلك الكلمات القاسېة الناهية لعشقهما..
سار من أمامها بخطوات واسعة غاضبة يود الفرار من أمامها بدلا من لهفته لرؤيتها محاولا أن يسيطر على غضبه العارم من حديثها.
أسرعت تحاول ملاحقته ومنعه من الذهاب بخطوات شبه راكضة مغمغمة باسمه بحزن
ج... جواد... ج... جواد استنى طيب.
لم يلتفت نحوها ولم يبالي بهتافها باسمه بل استكمل طريقه بخطوات سريعة يفر من أمامها حتى لا ينفجر بها بعد طلبها في الإبتعاد عنه.
وقفت باكية پعنف والحزن يملأ قلبها لما يحدث بينهما اقتربت جليلة منها التي رأتها محتضنة أياها بهدوء عندما رأت هيئتها الباكية مغمغمة بهدوء
اهدي ياحبيبتي متعيطيش محصلش حاجة.
تمتمت بنبرة حزينة ضعيفة خرجت من بين شفتيها مهزوزة بقلق
س... سابني ومشي.
لم تفهم جليلة سبب ماحدث بينهما لكنها حاولت تهدئتها بتعقل وحنان
لا يارنيم هو دايما كدة لما بيتعصب بيمشي حتى لما بزعل أنا وهو متزعليش انتي بس واهدي ياحبيتي بلاش عياط هو هيهدا وهيرجع زي ما بيعمل على طول.
ساعدتها بحنان حتى تدلف غرفتها وظلت معها تحاول تهدئتها لكنها لازالت مستمرة في البكاء بضعف غمغمت بحنان مربتة فوق ظهرها
خلاص بقى عشان خاطري متعيطيش طب هو مزعلك في ايه وازعلهولك أنا لما يرجع وبلاش عياط كفاية.
اجابتها نافية بحزن متلعثمة من بين دموعها التي لم تتوقف للآن
أ... انا اللي مزعلاه ه... هو سابني عشان أنا زعلته.
ابتسمت جليلة بهدوء مردفة بمرح
دة بيهدا على طول مش هيكمل حاجة وهتلاقيه رجع وهو اللي بيصالحك جواد مفيش حد أطيب ولا أحن منه والله اهدي بقى وبلاش عياط بقى.
اومأت لها برأسها أماما بهدوء محاولة منع دموعها لكنها فشلت واجهشت في دوامة مريرة من البكاء بلا توقف حاولت جليلة تهدئتها إلا أنها استمعت الى صوت فاروق الجهوري الذي يردف باسمها متسائلا عنها بعض احدى العاملات في المنزل التي دلفت وأخبرتها باحترام
فاروق بيه عاوز حضرتك.
نهضت لتذهب إليه مسرعة متمتمة لرنيم بهدوء
هروح عشان اشوفه يا حبيبتي ارتاحي انتي شوية واهدي والله هتلاقي جواد جاي هادي ومفيش حاجة هو مش بيزعل من اللي بيحبهم.
همهمت تجيبها بخفوت هادئ متمنية أن يكون حديثها صحيحا ويعود جواد سريعا لاعنة ذاتها على حديثها القاسې معه وفكرة الأنفصال التي اكدتها لكنها تفعل كل ذلك عنوة عنها لا تريد أن تتسبب في ظلمه معها وتحرمه من أن يكون أب كما كان يريد استمعت الى حديث والدته الغير راضية عما فعل على الرغم من أنها وقفت بجانبها الآن بحنان وهدوء لكنها تعلم شعورها الحقيقي هي ستتسبب حرمانه وظلمه هي عالمة جيدا بصعوبة شعور الحرمان الذي يعاني منه قلبها منذ أن كانت صغيرة كانت تحلم باليوم التي ستصبح مسؤولة عن طفلها وتعتني بكل ما يريده وعندما آتى اليوم المنتظر منذ سنوات طويلة افتقدته بأبشع طريقة يتخيلها عقلها فشلت عن حمايته من ظلم وقسۏة زوجها وافتقدت معه أمومتها للأبد.
ظلت كما هي تبكي وتتذكر تلك الذكري الأليمة المتواجدة في عقلها التي لم تمحى إلى الآن وقد شرد عقلها في بعض الذكريات المؤلمة عندما كانت تهان بأبشع الطرق الجسدية والنفسية لكنها الآن تعيش حياة سعيدة معه عالمة جيدا أن سعادتها لن تدوم.
لا تعلم كم مر عليها وهي لازالت حالتها هكذا تبكي وعقلها يخيل لها العديد من الذكريات المؤلمة حتى تفاجأت بجواد الذي ولج الغرفة للتو ألقى نظرة سريعة عليها متفحصا هيئتها راى دموعها التي تسيل بلا توقف وعينيها البنيتان المتورمان من فرط البكاء كان سيذهب يحتضنها بحنان لكنه قرر أن يقسى عليها قليلا حتى تتعلم لتنهي تلك الفكرة من عقلها لذلك تجاهل هيئتها تماما كأنه لم يراها.
أسرعت مقتربة منه بلهفة تطالعه بعدم تصديق ملتقطة أنفاسها بصعداء لعودته مرة أخرى وتمتمت بضعف خاڤت
ج.... جواد أنت جيت بجد.
جاهد بصعوبة بالغة حتى لا يرد عليها مغمغما ببرود حاد ساخرا
انتي شايفة إيه!
ابتلعت ريقها بتوتر وأجابته بضعف متلعثمة بقلق محاولة إنهاء غضبه منها
أ.... أنا مكنش قصدي ح... حاجة.
لم يبالي بحديثها بل سألها بحدة مشددا فوق كل كلمة يتفوهها
انتي قولتي إيه قبل ما امشي عيدي كلامك كدة
طالعته پخوف من تنفيذ حديثها متخيلة فكرة ابتعاده عنها كم هي قاسېة لها ولقلبها ستعود مرة أخرى إلى بئر ظلماتها القاسې عليها ظلت صامتة كما هي لم تتفوه بأي شي تطالعه ببنيتيها بصمت تام.
فأعاد حديثه عليها مرة أخرى بنبرة مشددة حادة
سألتك قولتي إيه قبل ما امشي ردي عليا وقولي كلامك تاني.
تنهدت بصوت مرتفع ملتقطة انفاسها بصعداء وأجابته بتوتر تعيد حديثها مرة