راية العصيان بقلم منى أحمد حافظ

موقع أيام نيوز

بصوت بدا كمن يتنزع الحياة من أحدهم وقال
_ حدانا فالبلد وفعرفنا اللي زيك مالوش دية ولو ليه فديته ينجطع لسانه اللي سب الحريم وخاض عرضهم بيه وبيندفن حي لجل يكون عبرة لغيره فأحمد ربك إنك أهنة فبلدك ودلوك اخفى من جدامي لأجتلك ومهيهمنيش واصل مين أنت. 
ارتجف رائف پخوف أمام نظرات حمزه المشټعلة وكلماته التي أسكنت بقلبه الړعب ولكنه سرعان ما تذكر بأن ذلك الرجل هو غريب تماما عنهم فأعتدل وقال بسخط ساخر متسلحا بكونه شقيق غزل وصاحب الكلمة الأولى
_ وعلى كدا علموك فبلدك إنك توقف مع حريم غيرك يا أخ بقولك إيه أنا هسيبك تمشي ومش هعمل فيك بلاغ على ضړبك وتهديدك ليا ودا بس علشان الهانم هي اللي غلطانة وأنا مش ناقص فضايح أكتر من كدا من تحت راسها أنما صدقني أنا لو شوفتك قريب منها تاني فمتلومش إلا نفسك من اللي هعمله فيك.
أنهي رائف كلماته وقبض على ساعد غزل وسحبها وسط صراخاتها الرافضة إلى داخل المبنى مرة أخرى وهو يسبها غير مبال بالأذان التي وقفت تتسمع وتشاهد ما يحدث وأمام البناية تفجر ڠضب حمزه مرة أخرى لشعوره بالعجز كونه لم يستطع كف الأڈى عنها.
وبالأعلى دفع رائف بغزل أرضا ما أن ولج بها إلى داخل الشقة لينزع عنه حزام بنطاله وهو يحدق بها بكراهية وأنهال فوقها لاهبا إياها بضرباته القاسېة وحينما حاولت حياة الدفاع عنها ومنعه من البطش بها دفعها پحقد بعيدا عن غزل وقال
_ أنتى من الساعة دي ملكيش قعاد معانا فبيت أبويا فأتفضلي روحي لمي هدومك وأرجعي بيتك وسبيني أربي أختي اللي دايرة على حل شعرها مع كل راجل شوية.
لم تكف حياة عن محاولة ردعه وابعاده عن غزل ولكنه تحكم بغزل من خصلات شعرها ودفعها صوب غرفته موصدا الباب خلفهما ليستكمل رائف بطشه بشقيقته موجها إليها ضربات موجعه نالت منها وتركها بعدما أرتطم رأسها بقوة بحافة فراشه فوقف يحدق بها پحقد وهو يتمنى لو يتخلص منها نهائيا ليغادر الغرفة دون أن يهتم بحالتها أوصد الغرفة ووقف يحدق بوجه حياة بتحدي ليخرج جواله من جيب بنطاله وضغط فوق عدة أزرار وما كاد يزفر ويسب حتى لمعت عيناه بشړ ليصدح صوته وهو يتابع تحديقه بوجه حياة
_ أيوة يا خليل بقولك إيه أنا موافق إنك تكتب كتابك على غزل النهاردة.
...
لم يستطع حمزة الإبتعاد فوقف في مكانه يفكر بوسيله تمكنه من مساعدة غزل ليتفاجيء بحارس البناية يرافق تلك السيدة التي رأها تقف برفقتها وسمعه يقول
_ والله يا ست حياة اللي بيحصل للأنسة غزل دا ميرضيش ربنا أنا مش عارف الأستاذ رائف بيعمل معاها كدا ليه.
أنهمرت دموع حياة وقالت بحزن
_ وقف لي تاكسي يا عم عبد الله خليني ألحق أروح للمحامي وأشوف طريقة أمنع بيها رائف من أنه يجوز غزل ڠصب عنها دا خلاص يا عم عبد الله إتجنن ومعدش حد قادر يوقف قصاده وفاكر نفسه علشان أخوها الكبير إن له الحق يعمل فيها اللي هو عاوزه دا مش مكفيه إنه نهب حقها فالميراث وهي سكتت لا دا كمان عاوز يجوزها لواحد عاطل شبهه علشان يبهدلها معاه.
أخترقت كلمات حياة أذن حمزه فازداد حنقه على ذلك الرائف البغيض ولم ينتبه لصوت حياة وهي تستأذنه ليفسح لها الطريق إلا حين ربتت على كتفه فألتفت إليها وقال ليفاجئها
_ أنا عندي الحل اللي ينقذ غزل.
...
زحفت غزل بضعف وهي الأرض حتى وصلت إلى باب الغرفة فأخذت تطرق فوقه بضعف وتنادي شقيقها برجاء ليخرجها لتصمت فجأة حين وصل إلى سمعها صوت رائف يرحب بشخص ما ويقول
_ أومال فين المأذون يا خليل.
أجابه خليل وهو يفرك كفيه معا
_ طالع ورايا يا رائف.
نظر إليه رائف بحيرة وسئله
_ طالع ليه هو الأسانسير عطلان ولا إيه.
أومأ خليل وقال
_ سيبك من الأسانسير وقولي العروسة فين.
أبتسم رائف بطمع وقال
_ هتشوفها أكيد بس بعد ما تدفع مهرها وتكتب كتابك عليها.
أتسعت إبتسامة خليل ولعق وقال
_ عيوني ليك يا أبو نسب المهم أطولها أنت مش عارف أنا سهرت أحلم باللحظة دي قد إيه.
لكزه رائف ساخرا وقال
_ احمد ربنا بقى إني أتعاركت مع أم العيال ورجعتها بيت أهلها بعيالها وجيت عشت هنا وإلا كان زمانك بتحلم زي ما أنت يا خليل.
أنفجر خليل ضاحكا وقال وعيناه تبحث في أرجاء الشقة عنها
_ يا راجل عاوز تفهمني إنك أتعاركت مع مراتك علشان خاطري جرى إيه يا رائف هو إنت فاكرني داقق عصافير ومش عارف إنك متعارك معاها علشان يخلالك الجو مع العصفورة الجديدة اللي مطيرة النوم من عيونك ومسهراك الليل واللي شرطت عليك إنك لازم تطلق مراتك الأول قبل ما تتجوزها.
عبس رائف بوجه خليل وقال
_ خليل لو الكلام دا قولته تاني أعتبر جوازك من أختي بح مافيش.
أسرع خليل وقال بإضطراب 
_ لأ يا أبو نسب كله إلا أختك دا أنا ھموت
تم نسخ الرابط