راية العصيان بقلم منى أحمد حافظ
المحتويات
تجلعك وتملا الدار علينا بالعيال.
تملك الأسف من شافعي كونه يدرك أن كلماته قاسېة ولكنه أب في نهاية الأمر يبحث عن سعادة ابنه ويريد أن يرى احفاده يلعبون حوله بصخب فزفر بحزن وهو يتابع صمت حمزة الغاضب وقال
أغمض حمزة عيناه وهو يكافح ليخفي حزنه بسبب كلماته والده المحجفة لحق غزل وشعر والده بصراع ابنه فربت على كتفه معتذرا.
وتفاجيء حمزة بوجودها لدي مغادرته غرفة والده فخطى بإتجاهها يتبعه والده الذي تجلى حزنه وشفقته لرؤيته إنكسار غزل.
_ أنا هاخد غزل وهرجع على القاهرة وكفايا اللي حصل لحد كدا علشان أنا مش جايب مراتي لبيت العيلة تسمع كل شوية كلام يقلل منها مرة من الضيوف ومرة من والدي اللي مفروض كان يراعيها أكتر من كدا ويكرمها علشان هي مرات ابنه.
_ أنا أول مرة أحس إني عاجز بالشكل دا وللأسف إحساسي بالعجز علشان اللي مكتفني عن أني أغضب وأثور علشان اللي قلل من مراتي هو والدي يبقى الحل الوحيد إني أخدها وأمشي.
بعد نحو الساعة حاولت سعادة أن تثنيه عن قراره بالسفر ولكنه أصر على عودتهم خاصة حين علم أن رائف أكمل خطواته وأتم إيذائه لغزل لينال منها على يد والده.
_ أعذريني يا حياة علشان أنا مرهق من المشوار واسمحي لي أدخل أوضتي أحاول أنام لي ساعة وبعدها هقعد معاكي وأحكي لك على كل حاجة حصلت.
...
جلس رائف يراقب شقة حمزة منذ تابع وصولهما ليعلم إن أتصاله بوالد حمزة حقق هدفه المنشود ليعودا سريعا كما توقع.
سحب رائف جواله وضغط على رقم شقيقته وقد زينت وجهه إبتسامة ساخرة شامته ليأتيه صوتها الناعس فقال متهكما
_ مطولتيش يعني فسفرك يا غزل عموما أنا حابب أقولك إن أنا اللي كشفتك قصاد أهل حمزة وقولت لهم على حقيقتك وحقيقة والدتك اللي ضحكت على أبويا وسړقت فلوسه ومټخافيش أنا كمان قولت لهم على الحاډثة اللي راحت فيها عنيكي واللي كمان أحتمال كبير تكون حرمتك من الخلفة أعذريني يا أختى ما أنا مكنش ينفع أسيب الحج شافعي على عماه دي أمانة يا غزل.
أنهمرت دموع غزل أمام أعتراف شقيقها بأنه السبب الأساسي لكل ما حدث فزفرت لتطرد عنها أحساسها بالهزيمة وشمخت برأسها وهي تقول بتهكم
_ برافوا يا رائف بجد برافو عارف أنا بتمنى تكون سعيد وفرحان وأنت بتتفنن علشان تضايقني وتسبب لي فمشاكل بس تفتكر يا أخويا إن بعد كل اللي بتعمله معايا دا هتقدر تاخد مني مليم واحد ڠصب عني عموما أنا بقولهالك أعمل أكتر من اللي عملته ووريني أزاي هتوصل للي أنت بتحلم بيه.
أحتقن وجه رائف لنيل غزل منه بكلماتها فسبها بكلمات نابية فأنفجرت ضاحكة قائلة
_ متنساش تحلم بفلوسي اللي مش هتطولها سلام.
حدق رائف بشاشه جواله الصامت بعدما أنهت غزل الأتصال پغضب ليتوعدها بمزيد من الإيذاء حتى يسترد منها ماله المزعوم.
أما غزل فتركت جوالها يسقط من يدها وأعتدلت بجلستها تشعر بأنها لم تعد تستطع تحمل المزيد من أفعال شقيقها فمنعت دموعها من الإنهمار نابذة ضعفها وأستسلامها من سيطرتهما عليها وتركت فراشها ووقفت عاقدة لحاجبيها وهي تحث نفسها على التماسك لتفكر بعقلانية كما فعلت حين أستمعت لحديث تلك الفتيات.
رجف قلب غزل بغيرة وهي تتذكر كلمات تلك الفتاة التي تغزلت بحمزة وبعشقه لخطيبته السابقة فوضعت يدها فوق قلبها لتهدأ من حدة ضرباته لتنتبه لصوت طرقات ترادف معها صوت حمزة يستأذنها بالدخول لتزداد وتيرة أنفاسها وتوترها وهي تأذن له تاهت غزل كليا فور دخول حمزة لغرفتها فرائحة عطره أحتلت حواسها فازدردت لعابها وهي تنصت لصوت خطواته نحوها فأجفلتها أنفاسه الدافئة القريبة من وجهها فحبست أنفاسها حين سمعته
متابعة القراءة