راية العصيان بقلم منى أحمد حافظ

موقع أيام نيوز

تجلعك وتملا الدار علينا بالعيال.
تملك الأسف من شافعي كونه يدرك أن كلماته قاسېة ولكنه أب في نهاية الأمر يبحث عن سعادة ابنه ويريد أن يرى احفاده يلعبون حوله بصخب فزفر بحزن وهو يتابع صمت حمزة الغاضب وقال
_ أنا خابر يا ولدي إن حديتي واعر عليك وخابر عجلك بيجولك إيه دلوك عن حديتي بس يا ولدي بكرة لما يجيك ولاد وتتملي دارك بعزوتك هتعرف إن جسوتي عليك حب ليك لأني رايدك تكون أحسن الناس.
أغمض حمزة عيناه وهو يكافح ليخفي حزنه بسبب كلماته والده المحجفة لحق غزل وشعر والده بصراع ابنه فربت على كتفه معتذرا.
وبالخارج أكتسي وجه سعادة بالحرج حين لمحت غزل بوجهها الباكي تقف أسفل السلم وهي تضع يدها فوق فعلمت بأنها سمعت كلمات زوجها كما سمعتها هي الأخرى. 
وتفاجيء حمزة بوجودها لدي مغادرته غرفة والده فخطى بإتجاهها يتبعه والده الذي تجلى حزنه وشفقته لرؤيته إنكسار غزل. 
في حين أحتقن وجه حمزة لتبينه حالة غزل وجعلت نظراته القاتمة قلب سعادة يسقط بين ساقيها حين شهقت غزل لمعرفتها برؤيتهم لها بتلك الحالة لټنفجر بكاءا لشعورها بعدم تحمل المزيد حمزة رغما عنها إياها بين ذراعيه وأستدار ليواجه والده وهو إلى صدره ليقول
_ أنا هاخد غزل وهرجع على القاهرة وكفايا اللي حصل لحد كدا علشان أنا مش جايب مراتي لبيت العيلة تسمع كل شوية كلام يقلل منها مرة من الضيوف ومرة من والدي اللي مفروض كان يراعيها أكتر من كدا ويكرمها علشان هي مرات ابنه.
تنهد حمزة بحزن وهو يهز رأسه بأسف وأشاح بوجهه بعيدا عن نظرات والدته المنكسرة ليضيف
_ أنا أول مرة أحس إني عاجز بالشكل دا وللأسف إحساسي بالعجز علشان اللي مكتفني عن أني أغضب وأثور علشان اللي قلل من مراتي هو والدي يبقى الحل الوحيد إني أخدها وأمشي.
وفاجأهم حمزة بحمله لغزل ليصعد بها إلى غرفته تاركا والديه غارقان بصمت وإحساس بالخزي بهم.
بعد نحو الساعة حاولت سعادة أن تثنيه عن قراره بالسفر ولكنه أصر على عودتهم خاصة حين علم أن رائف أكمل خطواته وأتم إيذائه لغزل لينال منها على يد والده. 
وعادا سويا يغلفهما صمت بعدما حرصت غزل على الأبتعاد عنه بجلوسها بالمقعد الخلفي وما أن ولجوا إلى شقته حتى أسرعت إلى غرفتها تحتمي بين جدرانها وتابع حمزة فرارها واتجه بثقل إلى حياة التي وقفت فارغة الفاه لعودتهم المفاجأة وسألته بعينيها عما حدث تنهد حمزة بيأس قائلا
_ أعذريني يا حياة علشان أنا مرهق من المشوار واسمحي لي أدخل أوضتي أحاول أنام لي ساعة وبعدها هقعد معاكي وأحكي لك على كل حاجة حصلت.
...
جلس رائف يراقب شقة حمزة منذ تابع وصولهما ليعلم إن أتصاله بوالد حمزة حقق هدفه المنشود ليعودا سريعا كما توقع.
سحب رائف جواله وضغط على رقم شقيقته وقد زينت وجهه إبتسامة ساخرة شامته ليأتيه صوتها الناعس فقال متهكما
_ مطولتيش يعني فسفرك يا غزل عموما أنا حابب أقولك إن أنا اللي كشفتك قصاد أهل حمزة وقولت لهم على حقيقتك وحقيقة والدتك اللي ضحكت على أبويا وسړقت فلوسه ومټخافيش أنا كمان قولت لهم على الحاډثة اللي راحت فيها عنيكي واللي كمان أحتمال كبير تكون حرمتك من الخلفة أعذريني يا أختى ما أنا مكنش ينفع أسيب الحج شافعي على عماه دي أمانة يا غزل.
أنهمرت دموع غزل أمام أعتراف شقيقها بأنه السبب الأساسي لكل ما حدث فزفرت لتطرد عنها أحساسها بالهزيمة وشمخت برأسها وهي تقول بتهكم
_ برافوا يا رائف بجد برافو عارف أنا بتمنى تكون سعيد وفرحان وأنت بتتفنن علشان تضايقني وتسبب لي فمشاكل بس تفتكر يا أخويا إن بعد كل اللي بتعمله معايا دا هتقدر تاخد مني مليم واحد ڠصب عني عموما أنا بقولهالك أعمل أكتر من اللي عملته ووريني أزاي هتوصل للي أنت بتحلم بيه.
أحتقن وجه رائف لنيل غزل منه بكلماتها فسبها بكلمات نابية فأنفجرت ضاحكة قائلة
_ متنساش تحلم بفلوسي اللي مش هتطولها سلام.
حدق رائف بشاشه جواله الصامت بعدما أنهت غزل الأتصال پغضب ليتوعدها بمزيد من الإيذاء حتى يسترد منها ماله المزعوم.
أما غزل فتركت جوالها يسقط من يدها وأعتدلت بجلستها تشعر بأنها لم تعد تستطع تحمل المزيد من أفعال شقيقها فمنعت دموعها من الإنهمار نابذة ضعفها وأستسلامها من سيطرتهما عليها وتركت فراشها ووقفت عاقدة لحاجبيها وهي تحث نفسها على التماسك لتفكر بعقلانية كما فعلت حين أستمعت لحديث تلك الفتيات.
رجف قلب غزل بغيرة وهي تتذكر كلمات تلك الفتاة التي تغزلت بحمزة وبعشقه لخطيبته السابقة فوضعت يدها فوق قلبها لتهدأ من حدة ضرباته لتنتبه لصوت طرقات ترادف معها صوت حمزة يستأذنها بالدخول لتزداد وتيرة أنفاسها وتوترها وهي تأذن له تاهت غزل كليا فور دخول حمزة لغرفتها فرائحة عطره أحتلت حواسها فازدردت لعابها وهي تنصت لصوت خطواته نحوها فأجفلتها أنفاسه الدافئة القريبة من وجهها فحبست أنفاسها حين سمعته
تم نسخ الرابط