مع وقف التنفيذ بقلم دعاء عبد الرحمن
المحتويات
منذ أن أصبحت زوجة ل بلال وحبيبة لقلبه الفياض وأثناء انشغالها سمعت أمها تهمس فى أذنها أن زوجها يريدها فى الخارج ربما قد يكون الأمر عاديا لولا أن والدتها أنبئتها أنه يبدو عليه الإنزعاج وربما الڠضب أرتدت ملابسها كاملة وخرجت تبحث عنه فاشارت لها والدتها أنه ينتظرها فى المطبخ ! دخلت بسرعة إلى مطبخها فوجدته فعلا قد بدا عليه الضيق الشديد فرفعت نقابها ونظرت إليه بقلق وقالت متسألة
نظر إليها بضيق وقطب جبينه وقال منفعلا
مش عارفة فى أيه .. أنت فاكرة نفسك بتنشدى فى الصحرا لوحدك ..صوتك واصل بره عندنا يا هانم
أصفر وجهها وشحب واتسعت عيناها وهى تضع يديها على وجهها ثم قالت بأحراج
والله ما كنت واخده بإلى ..
ثم نظرت له معتذرة وقالت
أنا آسفه يا حبيبى.. بالله عليك متزعلش مني
هدأ قليلا وهو عاقدا ذراعيه خلف ظهره وقال معاتبا
ما انت عارفه انا بغير عليكى ازاى يا حبيبتى.. صوتك محبش راجل غيرى يسمعه
عقدت ذراعيها أمام صدرها وقالت مداعبة له
ده انت أرهابى بقى
..ثم قال
لو ده الأرهاب فأنا أرهابى أصيل...
ثم قبل جبهتها وقال مردفا
ولابس حزام ناسف كمان
أبتسمت فى سكون فقال
أخبار رجلك ايه
نظرت له بدهشة وقالت
مط شفتيه وقال
انا بقول نعمل الفرح والډخلة بقى علشان نكمل التمارين فى بيتنا براحتنا.. الواحد يا شيخة مش حاسس انه بيشتغل بضمير فى العلاج
قائلة
كل ده وضميرك لسه مستريحش
أبتسم وهو يرمقها بنظراته المتفحصة
كل ده أيه .. ده انا حاسس انى مقصر.. يرضيكى يعنى ضميرى يعذبنى
قالت وهى تعيد النقاب على وجهها مرة أخرى
أفلتت من يده وعادت إلى النساء مرة أخرى أكثر أشراقا وجاذبية فهكذا هى الزهرة كلما لاقت حبا واهتماما وعناية كلما زادت إشراقا وتألقا وتفتحا وعبيرا تفيض على من حولها بشذاها.
أنتهى حفل عقد القران واستأذن بلال والد عبير أن يخرجا سويا وخرج معها من منزلها أصابعهما متشابكة كما كان يحلم دائما وهى تقول
قال مشاكسا
ليه يا حبيبتى هو انت صاحبتى ده انت مراتى
دفعت عزة عمرو بعيدا عنها بهدوء وقالت بارتباك
أيه يا عمرو ده.. مينفعش كده على فكرة
نظر إليها بضيق وقال متبرما
أيه يا عزة أنا جوزك دلوقتى
تلعثمت وهى تقول بخجل
يا عمرو دى أول مرة نقعد فيها مع بعض بعد كتب الكتاب .. أرجوك تراعى الحكاية دى
حاضر هراعى.. بس انت كمان راعى انى بحبك وانى شاب زى كل الشباب وطول عمرى بشوف بنات وشباب وعلاقتهم مفتوحة كأنها مراته .. ورغم كده عمرى ما عملت زيهم عارفه ليه ..
وقبل أن تجيب قال
علشان بحبك وعمرى ما حبيت أنى ارتبط بواحدة غيرك.. لا فى حلال ولا فى حرام مينفعش بقى تيجى بعد كل ده وتقوليلى مينفعش يا عمرو
كادت عزة أن تبكى وهى تشعر بضغطه عليها بكلماته واستعجاله للأمور بهذا الألحاح المتواصل ومحاولاته المستمرة ولكنها لن ترضخ له فى أى حال من الأحوال فالعقد له حدودا يجب أن لا يتخطاها أبدا
سار بلال بجوار عبير بمحاذاة كورنيش النيل أيديهما متشابكة أصابعهما نظر لها ليرى بعض علامات الضيق والأضطراب
ظاهرة بوضوح فى عينيها فقال
مالك يا حبيبتى ايه اللى مضايقك
مش شايف المناظر يا بلال.. هى البنات دى مش مكسوفة وهى واقفة بالشكل ده.. طب مش خايفين من أهاليهم.
هز رأسه باسى وكأن حديثها آثار شجونه وقال
يعنى انت من مرة واحدة وقلتى كده واضايقتى من المناظر.. أومال انا أعمل ايه اللى على مدار حياتى شفت اضعاف اضعاف المناظر دى.. ده غير الأشكال اللى كنت بقابلها فى
شغلى أيام ما كنت بشتغل فى مركز كبير بعد تخرجى .. وكان بيورد علينا رجالة وستات والحاجات اللى كانت بتتعرض عليا ساعتها ورغم كده الواحد كان بيستحمل وبيصبر وبيغض بصره عن الحړام
قالت عبير بحنان
وكنت بتقدر تستحمل كده ده ازاى
قال بشجن
علشان ربنا يا عبير .. كنت بصبر وبصوم
كتير وبخرج طاقتى فى شغلى والدعوة والرياضة والحمد لله ربنا عصمنى
ثم نظر لها وقال بحب
مش كده وبس ..ده كمان كافأنى ورزقنى بزوجة صالحة زيك
ابتسمت رغم الشجن الذى لمسته من كلماته وحاولت تخفيف ما استعاده من ذكريات قد تضيق بها نفسه وقالت بمرح
بس أيه يا عم الكاجوال الخطېر ده .. الناس يقولوا أيه.. شيخ ولابس كاجوال
نظر إلى ملابسه وقال بزهو مصطنع
لا وكله كوم والتيشرت الفظيع ده كوم لوحده
ضحك كلاهما وهما يسيران عكس اتجاه الطريق ليعودا أدراجهما إلى منازلهما وتركوا خلفهما شباب متسكعة وبنات متخبطة فى شهوات الدنيا وملذات الحياة متسلقين زورقا للحب يتخبط بهم فى بحار عالية الأمواج بعيدة القاع ذات اليمين وذات الشمال فهل يأمل لهم النجاة وقد بعد المرسى .
أستطاعت
متابعة القراءة