ريم ويونس لغادة عادل

موقع أيام نيوز

الصوت العالي اللي بېخنقني اكتر يقف قلت له
.. حضرتك مافيهاش حاجة دي زي ماما بالظبط وبعدين أنا مش تعبانة...
سكت وهي سكتت واليوم الخنيق والمتعب دا مر وانا مستحملة على أخري لحد ما هو رجع من برة لقاني في المطبخ خرج تاني وسمعاه بيجادل مع مامته وبعد وقت لقيته اخد مني الطبق اللي بغسله وبكل هدوء قال وهو بيقف قدامي
.. حقك عليا هي بس...
من غير مابص في عنيه قلت
.. محصلش حاجة
.. لأ حصل
.. عادي
.. لأ مش عادي
واخدني من ايدي قدام مامته اللي بتبصلي بغيظ وطلعنا الشقة قعدت وقعد جنبي وقال بعد تنهيدة
.. حقك عليا أنا خرجت عشان في مشكلة جامدة حصلت في الشغل وابويا لواحده وكان لازم أنزل
باستسلام قلت.. أنا مسألتش ولا اعترضت
اخد نفس عميق وبعدها مسك أيدي وقال
.. وأنا عايز اقولك واحكيلك يومي مشي إزاي وحصل فيه إيه ممكن!
بصتله باستغراب وبعدها هزيت رأس بموافقة وفضل هو يحكي ويتكلم وهو لسة ماسك أيدي ومتبت فيها! وأنا بدأت من غير ماحس انتبه ليه ولتعبيرات وشه اللي بتتغير مع كل موقف يقوله وملامحه اللي تقريبا دي اول مرة اخد بالي منها ومن تفاصيله! عيونه حلوة بشكل يخطف سوداء وواسعة ورموشها كتير وطويلة! عايزة اعرف روتين رموشه بالله! ابتسمت من غير وعي مني على تفكيري فلقيته هو كمان بيبتسم!
بعدها قطعنا صوت تخبيط على الباب وكان طالب أكل حطه على الترابيزة وبصلي وقال
.. مش عايزك تتعبي نفسك أنا هشتري الاكل بعد كدا لحد ما تتعلمي براحتك وكمان جبت الاكل اللي بتحبيه...
بصتله باستغراب تاني... أنا مش متوقعاه! مش متوقعة إنه يكون هادي ومتفهم كدا! مش متوقعة لأ! اخدت نفس وبصيت في الأرض بتوتر و أنا بقول
.. أنا... بعرف أعمل شوية حاجات...
لقيته بيقدم ايده بحتة فرخة عشان أكلها وبيقولي وهو بيبتسم
.. اللي أنت عايزاه اعمليه وأنا معنديش اعتراض على حاجة...
بصتله مرة كمان باستغراب اكتر وقلت
.. أنت بتعمل كدا ليه!
.. بعمل ايه!
كملت.. أكيد انت مش هتفضل كدا على طول!
اتنهد وقال.. وليه مستغربة! دا العادي وحقك عليا إني اعامل مراتي بالحسنة وبما يرضي الله مابالك بقا انت مش بس مراتي انت مراتي و...
سكت ومرضيش يكمل وأنا كمان سكت...
تقريبا زي مابيقولوا من اعتاد الغدر والخذلان مابيصدقش صدق اللي قدامه.. وانا ماتخذلتش من اي حد أنا اتخذلت من اهلي اللي لحد دلوقتي مفتكرونيش بمكالمة تليفون يطمنوا عليا!
اتنهدت وبعدها قلت
.. أنا آسفة
.. ليه!
.. على كلامي واسلوبي البارد معاك و...
قاطعني بابتسامة.. انت جميلة أوي يا مريم...
اتفاجأت اټصدمت وحسيت بخدودي اللي احمرت وسخنت من الكسوف! إيه دا! ليه يقول كدا دلوقتي! ثانية واحدة دا طلعت ابتسامته بغمازة! و... في إيه!
وفجأة تاني لقيته بيقول بنفس الابتسامة
.. يلا كلي يا مريم عشان ورانا شوية لعب بلايستيشن للصبح
.. أنا مش بعرف العبه
.. هعلمك...
وفعلا بعد ما خلصنا الأكل لقيته بيشيله معايا و هو بيتكلم في حاجات كتير واغلبها حاجات بتضحك وقدر يرسم البسمة على وشي بدون ارادة مني!
وكمان فضلنا بنلعب بلايستيشن وعلمني واندمجنا لدرجة إني أنا نسيت كل حاجة وأي حاجة بس كنت مهتمة اغلبه زي ما بيغلبني كتير! وخلص اليوم بين كلامه وسكوتي واللعب والضحك ونمت...
نمت لأول مرة من وقت طويل انام من غير ما اقعد فترة طويلة على السرير في تفكير زيادة مابيخلصش...
تاني يوم فضل برده يتعامل معايا بطريقة جميلة ومريحة و انا شوية شوية بدأت اشاركه الكلام! والجميل إنه مخلانيش انزل معاه لمامته اللي مش طايقاني ومرضيش يروح لمراته الاولانية اللي خبطت علينا وبدأت بخبث تحاول تدلع عليه وشغل الضراير دا وقالها إنه مش حقها دلوقتي أي حاجة لاني أنا لسة عروسة مش هايسبني! مش عارفة في إيه!
بس كل اللي عارفاه دلوقتي إني بدأت ارتاح لمعاملته دي بس في نفس الوقت خاېفة ومستغربة وقلقانة! لحد ماباليل اتفاجأت بماما وبابا بيزورونا وكانوا قاعدين في شقة مامته وباباه وطبعا مرآته موجوده كنت رغم القهرة منهم فرحانة عشان جولي وأحس بشوية اهتمام... لكن... مش دا اللي حصل... اتقهرت تاني بطريقة اكبر واپشع من أي مرة... كانوا بيتكلموا عني وحش! بيقلوا مني! قال يعني عشان يكسبوا بونت قدام اهل يونس! عشان... عشان هما أغنية وليهم معارف! قلوا مني!
وطبعا حماتي متوصتش كانت هي كمان بتقول حاجات كتير! وضرتي بتبصلي پشماتة! كنت ماسكة الدموع على شعرة بس لقيته هو مسك ايدي جامد و بصلهم كلهم
تم نسخ الرابط