حتي أقتل بسمة تمردك بقلم مريم غريب الجزء الرابع..
المحتويات
عندما ظهرتا أمامه كان واقفا أمام سيارته الفارهة اللامعة وكم بدا وسيما في حلته السوداء الأنيقة التي مثلت قسوته الظاهرة فيما تركزت عيناه علي داليا التي بادلته النظرات بدورها وتخضبت وجنتاها بحمرة الخجل وهي تري عيناه تمر فوقها ببطء شديد بدء من رأسها حتي أخمص قدميها إلي أن إقتربت منه فأجفلت بإستيحاء بينما إكتفي بهزة من رأسه وبتحيتها هي وشقيقتها.
رمقته داليا بنظرة غريبة جمعت فيها مشاعر كثيرة أربكتها وزادت من توترها بينما طلب منهن أن يتبعوه.
تحت دعائم الحجارة المنحوتة فجأة برز بعض الخدم الذين إرتدوا بذلة العمل البيضاء وقد إصطفوا إلي جانب بعضهم بداية من أسفل الدرحات القليلة المؤدية إلي باب المنزل وحتي إلي الداخل إنحنوا أمام عز الدين ورفيقتاه في إحترام ببنما إثنان منهم ذهبا ليحملا الحقائب من السيارة أما الثالث الذي كان وجهه الأسمر يميزه عن الباقين بقي يتحدث بخفوت إلي عز الدين الذي كان يعطيه الأوامر في هدوء حازم حتي إنسحب سريعا تبعا للتعليمات التي تلقاها فيما دعا عز الدين الشقيقتين إلي الدخول وهو بلفظ بإيجاز الكلمات التقليدية المرحبة عبروا الردهة المؤدية إلي باب المنزل ثم تتبعوا خطوات عز الدين الواسعة التي قادتهم إلي قاعة الجلوس الفخمة ذات الأثاث العاجي القاتم والأضواء الذهبية المشعة شعرت داليا بقلقها يزداد وكأنها مقبلة علي معركة بينما ظهر خالد فجأة حيث هرول إليهم سريعا قائلا بإبتسامة لطيفة.. اهلا وصلتوا اخيرا.
إبتسمت داليا في خجل بينما هتف عز الدين عابسا.. انت كنت فين
أجابه خالد بهدوء.. انا هنا من بدري يا عز متنقلتش في حتة بس كنت بتمم علي شوية حاجات.
أوما عز الدين رأسه متفهما ثم تابع سؤاله.. وفين عمر وعبير مش شايفهم يعني!
تنهد عز الدين في حدة فيما تقلصت عضلات وجهه پغضب فقال.. هما يعني مش عارفين في ايه انهاردة وايه اللي هيحصل ازاي يتصرفوا بالشكل ده
.. اهدا يا عز زمانهم جايين.
تطلعت عبير پخوف إلي عيني خالد وشقيقها ثم حبست أنفاسها ولكنها تمكنت أن تقول بثبات.. انا كويسة يا خالد مافيش حاجة.
هتف عز الدين بقوة ثم قال.. راجعة البيت في الحالة دي بتقولي كويسة ومافيش حاجة اتكلمي وقولي ايه اللي حصلك
ضغطت عبير علي يد صديقتها وكأنها تستجديها بإنقاذ الموقف فسارعت ريم إلي القول.. يا جماعة مافيش داعي للقلق ده هي فعلا كويسة ومافيهاش حاجة احنا بس عملنا حاډثة صغيرة بالعربية عشان كده هي مخضۏضة شوية مش اكتر.
ثباتها بالكلام أقنعهم بينما إجتاز خالد المسافة القصيرة التي فصلته عن عبير ثم مد يده ومسح علي شعرها بحنان قائلا.. خلاص يا حبيبتي جت سليمة اهدي بس دلوقتي عشان اعصابك ماتتوترش زيادة.
.. انا هوصلها لاوضتها عشان ترتاح شوية.
قالت ريم ذلك بينما نظرت عبير إلي شقيقها بأسف قائلة.. معلش يا عز سامحني مش هقدر استني معاكوا.
ثم حولت نظرها إلي داليا التي كانت تقف خلف عز الدين مباشرة تتابع ما يحدث أمامها في صمت ثم إبتسمت بشحوب قائلة.. انتي اكيد داليا صح
إبتسمت داليا في هدوء ثم أومأت رأسها مرتبكة فتابعت عبير باسمة.. مبروك.
.. يلا يا عبير.
هتفت ريم منبهة فهزت عبير رأسها ثم إستندت إليها وفيما كانت تعدو بمحازاة ياسمين التي تنشقت رائحتها فهتفت قائلة.. ايه ده انتي ريحتك كلها بينج انتي كنتي في المستشفي ولا ايه
تجمدت عبير بمكانها وقد شحب وجهها فسارعت ريم وأجابت عنها قائلة.. ايوه طبعا روحنا المستشفي كان لازم اوديها عشان اطمن عليها بعد ما شوفتها مخضۏضة زي ما قلت.
أومأت ياسمين رأسها في هدوء وهي ترمقهن بنظرة مبهمة ذات مغزي بينما إستئنفت ريم سيرها أخذة عبير إلي غرفتها فيما خيم صمت ثقيل لثوان قليلة قبل أن يقطعه عز الدين بصوته العميق حين هتف بإسم إحدي الخادمات فحضرت فاطمة سريعا.. امرك يا بيه
أجابت فاطمة بإحترام فسألها.. العشا جاهز
.. ايوه حضرتك .. تؤمر بحاجة تانية
هز رأسه نفيا ثم أصرفها بحزم فإنسحبت بهدوء بينما قاد عز الدين الجميع إلي حجرة الطعام حيث تلك المائدة الفخمة التي إصطف عليها أثمن الأواني الفضية والزجاجية والتي تحتوي أيضا ما لذ وطاب من الكلاء والشراب.
أثناء تناول العشاء لم تجد داليا شهية للطعام إذ كانت أفكارها تشغل حيزا كبيرا من كافة حواسها غير أن قلقها كان كاف جدا بأن يشعرها بعدم الرغبة في تناول أي شيء إلا أن إهتمامها كان مركزا علي ذلك الرجل الذي جلس بالقرب منها لم يشترك إلا نادرا فقط في الأحاديث الشيقة والمٹيرة التي طرحها خالد بمرح قاصدا تلطيف الأجواء كان أيضا يأكل طعامه بهدوء بالغ وقد بدا متحفزا متأهبا ومتيقظا لكل حركة فيما تألمت داليا قليلا وشعرت بالإنزعاج
متابعة القراءة