حتي أقتل بسمة تمردك بقلم مريم غريب الجزء الرابع..
المحتويات
حتي أقتل بسمة تمردك بقلم مريم غريب الجزء الرابع..
في مساء اليوم التالي ذهبت عبير برفقة صديقتها ريم إلي عيادة الطبيب الذي سيجري لها العملية ما أن خطت إلي داخل قاعة الإنتظار إعترتها رجفة قوية فقبضت علي ذراع صديقتها في وجل وقد شحب وجهها فيما ربتت ريم علي كتفها برفق قائلة.. بس يا عبير مټخافيش كله هيبقي تمام ان شاء الله.
بعد مرور عدة دقائق قليلة أتت الممرضة لهن وقالت.. الدكتور جاهز ومنتظر حضرتك جوا.
إرتعدت عبير في خوف ثم إستقامت ببطء بمساعدة ريم وإزدادت تشبثا بها فعلقت الممرضة.. لأ يا مدام انتي هتدخلي لوحدك.
رفضت عبير بقوة قائلة.. لأ لأ ريم هتكون معايا انا مش هدخل لوحدي.
إنهمرت دموع عبير بغزارة و هي تنظر إلي صديقتها تستجديها بإقناع الممرضة فما كان من ريم إلا أنها ربتت علي كتفها بحنان وهدئت من روعها قائلة.. اهدي بس يا عبير ماتخافيش كده ادخلي يا حبيبتي ومتقلقيش كلها شوية وهتخرجي بالسلامة ان شاء الله.
.. انا ھموت يا ريم متسيبينيش ادخل لوحدي متسيبينيش.
أومأت عبير رأسها ودموعها تتساقط كالشلال علي وجنتيها ثم إستدارت نحو الممرضة التي أمسكت بيدها الباردة كالثلج وقادتها إلي حجرة الطبيب.
بكت ريم بصدق لإنهيار صديقتها ثم إحتضنت يديها قائلة.. طيب حاضر حاضر بس اهدي اهدي لو سمحتي.
بدأ جسدها يتشنج پعنف وهي تقول.. عايزة امشي وديني البيت رجعيني لاخواتي مش عايزة اعمل حاجة.
لقد أصبحت زوجته أخيرا منذ أن رافقته هذا الصباح إلي مكتب المأذون الشرعي وقد تم كل شيء بسرعة فائقة كما أراد ما زالت لا تصدق بأنها وقعت حقا علي وثيقة زواجهما مازالت لا تصدق بأنها باتت زوجته أساسا!
أخذت داليا تتذكر ما حدث باليوم الماضي بينما كانت تقف أمام نافذة الغرفة التابعة لشقة أيمن والتي نزلت فيها ضيفة هي وشقيقتها لفترة مؤقتة لقد كانت ياسمين قلقة للغاية حين عادت من الجامعة وإكتشفت غياب أختها غير أنها ظلت تحاول الإتصال بها دون فائدة فإستبد بها القلق وأصرت علي إنتظارها بالشارع أمام منزل أيمن ليزداد ڠضبها وحنقها أضعاف مضعفة عندما رأتها تترجل من سيارة عز الدين تشاجرا في البداية ولكن حينما أعلنت داليا قبولها الزواج من عز الدين هدأت لدهشتها فقط ثم تداركت الأمر فيما بعد ولكن ما أن أطلعتها داليا علي كافة التفاصيل حتي عادت تثور من جديد لأمر الزفاف تذكرت داليا قول شقيقتها حينذاك ..يعني ايه تتجوزي بالطريقة دي طب ازاي توافقي علي كده انتي بسهولة كده سلمتيله وقولتي حاضر علي كل حاجة لحد امتي هتفضلي ضعيفة ومعندكيش شخصية
أفاقت داليا من شرودها وقد شعرت پألم طفيف جراء كلمات شقيقتها اللاذعة ولكنها أقرت والأسي يملأ قلبها بصدق قولها فهي تعلم جيدا مدي ضعفها وهشاشتها ولكن هذا أمر لطالما حاولت إصلاحه بنفسها مرارا ولكنها فشلت تنهدت بثقل ثم هزت رأسها عابسة وتوجهت نحو الفراش البسيط حيث ذلك الفستان ملقي عليه إبتسمت فجأة عندما تذكرت وجه شقيقتها العابس حين دلفت إليها هذا الصباح وأعطتها إياه قائلة .. قلت مش هقدر اشوف اختي بتتجوز من غير فرح ومن غير فستان كمان فنزلت اشتريتلك ده مبروك.
إزدادت إبتسامة داليا إتساعا ثم تنهدت وأمسكت بالفستان نظرت إلي ساعة الحائط فوجدتها السابعة والنصف مساء سرت رعشة خفيفة بأوصالها كلما شعرت بإقتراب اللحظة الموعودة اللحظة التي لطالما تمنتها وخشتها بنفس الوقت حاولت أن تخفف من حدة توترها فبدأت بتجهيز نفسها وقد تطوعت شقيقتها أيضا وصففت لها شعرها فيما وقفت هي أمام المرآة الكبيرة وإرتدت فستانها الأبيض البسيط الذي إمتاز بالرقة والأناقة بدا رائعا عليها وكان أيضا محتشما وضعت داليا قليلا من مساحيق التجميل علي وجهها فيما زينت عنقها بعقد زواج والدتها الذي ورثته عنها كما زينت أذنيها بالقرط التابع للعقد والذي تدلي ملفتا النظر إلي عنقها الطويل ثم أعادت تصفيف شعرها بتأن حيث جعلت خصلاته الحريرية متموجة محيطة بوجهها في تلك اللحظة دلفت شقيقتها إلي الغرفة من دون إستئذان ثم تقدمت صوبها ببطء وعيناها تلمعان ولم تستطع منع إبتسامتها فقالت.. ما شاء الله ايه الجمال ده كله يا ست دودو
إبتسمت داليا بخفة ثم سألتها.. بجد حلوة
.. حلوة يا بنتي انتي عديتي المرحلة دي ما تبصي لنفسك.
فيما تأملتها داليا بتفخص بالغ لقد صففت شعرها بعناية وعقصته برقة ونعومة إلي الخلف مبدية معالم وجهها الرقيقة التي أضافت إليها قليلا من مساحيق التجميل خاشية تشويه جمالها الطبيعي وثوبها الرقيق أيضا الذي أحاط بجسدها النحيل وأضفي عليها أنوثة أكيدة لونه أحمر قان ونادرا ما إرتدت ياسمين هذا اللون ولكن حتما هي فاتنة بثوبها الأنيق وجهها الرقيق .. انتي اشتريتي الفستان ده انهاردة بردو
سألتها داليا فأومأت رأسها باسمة ثم قالت بهدوء.. مبروك يا داليا ولو اني مش راضية عن حاجات كتير في الجوازة دي بس اهم حاحة اني اشوفك مبسوطة وانا حاسة وشايفة انك بتحبيه مبروك يا دودو.
إبتسمت داليا بحرارة ثم عانقت شقيقتها التي صاحت منبهة.. حسبي يا ستي مش وقت احضان مكياجك يبوظ.
قهقهت داليا بخفة من إسلوب شقيقتها بينما تصاعد رنين هاتفها لتجد إسمه يملأ شاشة الهاتف الصغيرة حبست أنفاسها ثم أجابت بتوتر.. الو!
.. انا قدام باب البيت يا تري جهزتي
أصابتها رعشان متتالية عندما أتاها صوته العميق فيما أجابته متعلثمة.. أ ااه ايوه جاهزة دقيقة مش هتأخر.
ثم أغلقت الخط ونظرت إلي شقيقتها قائلة.. يلا يا ياسمين.
.. وصل
سألتها ياسمين فأومأت رأسها متوترة ثم قالت.. يلا بقي عشان منتأخرش عليه حضرتي الشنط وكل حاجة
أجابتها بوجوم.. اه.
.. طب يلا.
ثم خرجا معا من الغرفة ليجدا أيمن والسيدة سوسن يقفان بالردهة المؤدية إلي باب المنزل والإبتسامة تعلو وجهيهما بادلتهم داليا بمثل البسمة الودودة ثم شكرتهما بحرارة لإستضافتهم الكريمة لها وشقيقتها بينما تبادلت ياسمين بعض الكلمات مع أيمن ثم ودعته ورحلت برفقة شقيقتها.
علي الجانب الأخر
متابعة القراءة