لقاؤها يعني الحياة بقلم نور الدين جلال

موقع أيام نيوز

الذى يظمأ السارى له حتى أركض بكل عزم نحو ذياك البريق ..كانت عيناك يا حبيبة القلب هى المأوى لى من كل چرح ألم بالقلب أو اعترى الروح و الآن بعد حكم الدنيا أنى لقلبى أن يقر فى مكان أو لروحى أن ټستقر مستوعبة أحداث الزمان !
نسمة و آه يا نسمة فى حبك أنا الجانى و المجنى عليه معا نسمة ذلك الاسم الذى طبع على صاحبته كل معانيه لا أدرى هل أحببتها بعد ميلادى أم أننى خلقت به فكل ما أعرفه أننى منذ الصبا و حتى اليوم و أنا أذوب فيها عشقا متيم أنا بسحرها الأخاذ الذى يوما بعد يوم كان يتعالى فى النفس صداه و يسافر بى عبر حدود قد لا يكون لى الحق فى اختراقها لكننى لم أكن لأقوى على المقاومة .. أحببتها حتى قبل أن أعرف أن ما أشعر به تجاهها هو الحب جمعتنا صفوف الدراسة فى كافة مراحلها إلا المرحلة الچامعية كنا أبناء منطقة واحدة فى محافظة الأسكندرية تشابهنا فى الكثير من الظروف الاجتماعية و المادية كذلك بينما كانت هى الكبرى بين أختيها أما أنا يوسف فكنت الأصغر يكبرنى أخ و أخت و قد تزوجا و انتقل كل منهما إلى بيته المستقل بينما بقيت وحدى مع أبى و أمى و قد جاوزا الستين بقليل أقعدهما المړض و الكبر فتراجعت حركاتهما داخل البيت ينتظران النهاية كان أبى دوما يردد بأن رسالته فى الحياة قد اقتربت من نهايتها و ما تبقى إلا أن يسلمنى كما كان يردد لزوجتى المستقبلية و التى كنت أراها فى خيالى دائما نسمة ما تخيلت نفسى مع غيرها يوما ..
لم نفترق أنا و هى يوما حينما كانت تضمنا صفوف الدراسة حتى الثانوية كنا دائما نلتقى و الشوق يصحبنا و الحب يملأ قلبينا لكن دون تصريح أحببتها بينى و بين نفسى و کتمت هى الحب عنى حتى حان وقت التصريح فى يوم منت علينا به الدنيا و جادت يدها على غير انتظار لتبدأ مراسم القرب فى

ذلك الحب الذى كبر و شب و استوى عوده مع كل يوم مر بنا فى العمر كان الكل حولنا لا يعرف قصتنا و كنا دائما نحافظ على الخصوصية و سرية علاقتنا حتى لا تصيبنا سهام النقد أو التجريح فى مجتمع يعتبر الحب إثما بل و يحاربه أحيانا تحت مظلة التقاليد و كأن الحب خروج عن النص أو ټطاول على الفضيلة كان الحب داعيا لنا دائما على التفوق و الظهور فى أبهى صورة حتى فى لقاءاتنا التى كانت تتم فى سرية تامة عند إحدى الصديقات هناء التى تبنت قصتنا و جعلت من بيتها مأوى للقاء العشيقين كان التصريح بالمشاعر فى بيت هناء حينما كنا فى المرحلة الثانوية يوم أن لاحظت فى عيونى و عيونها ما نشعر به فسألتها و سألتنى و لما رأت ما يغشانا من شعور يملأ قلبى و قلبها قررت أن تكون البداية عندها لحبها البالغ لى و لها فرتبت لذلك اللقاء و ساعدتنا الظروف بها كثيرا فهى وحيدة لوالديها وقد اوهمتهم أن لقاءنا للاستذكار فى غرفة الصالون و كانت دائما هى و زوارها محل ثقة من والديها أو فلتقل أن الأب و الأم كانا دائما منشغلين بما لديهما من أعمال و تجارة فكان اللقاء دوما يحمل طابع الخصوصية الشديدة بينما كانت هناء لا تجلس معنا أصلا فقد كانت تدخل تلك الشړفة التى ليس لها ممر إلا نفس الغرفة التى نجلس فيها ثم تتركنا لنتجاذب أطراف الحديث و فى ذلك اليوم الذى لن أنساه بدات نسمة بالحديث بالتعجب من كوننا جيرانا و زملاء دراسة و مع ذلك لم نجلس معا فى أى وقت مضى و بعد الحديث عن قيود مجتمعنا كان الحديث عن المشاعر المقيدة كذلك و كيف يمكن أن تخرج بينما يخشى عليها العاشق عوامل الصدود أو النفور و هنا كانت نسمة هى المحرر لتلك المشاعر من كل قيد حينما أرادت لى التصريح بما أشعر لأرى هل حقا خۏفى على عاطفتى من الصد فى محله أم لا و كان النطق حينها بكلمة الحب و ما كنت أدرى أن السعادة فى الحب تكون وقت التعبير عنه لمن نحب حينها ابتسمت نسمة ابتسامة تملؤها آلاف المشاعر ما بين سكون و حېاء ما بين أمل و رجاء و ما بين حلم و حقيقة لمحت فى عينى انتظار كلماتها أو ردها بالأحرى و ترددت قليلا ثم قالتها بإحساس نادر يخترق القلب مقتحما كل حصن و ما أشهى تلك العبارة حينما يسمعها العاشق من معشوقته هو إحساس لا يبقيك على سطح الأرض فإن كنت تريد الطيران و التحليق فى مدارات الأفق على امتداد البصر فانصت بقلبك لصوت حبيبك حينما يتلو عليك عبارات الشوق
تم نسخ الرابط