سجينة جبل العامري بقلم ندا حسن
المحتويات
أكثر وهو يردد حديثه مرة أخرى
يبقى على خيرة الله كتبت الكتاب الخميس الجاي
صړخت به بعصبية وجنون منفعلة للغاية
أنت عايز تجنني ايه الاستهبال ده أنا بقولك مش موافقة
نظر إليها هو مبتسما باتساع وهو يراها ستجن بسبب حديثه فقط.. مظهرها رائع للغاية ستكون حياته معها مسلية أكثر من هذا الملل الذي يشعر به واللعب معها سيجعله يتحمس أكثر ف إلى اليوم لم يستطع أحد التغلب عليه.. هل هذا الغزال هو من سيتغلب!
فكري تاني يا زينة ده كله لمصلحتكم
نفت حديثها وأكدت بقسۏة وهي تجيبها بحدة
مصلحتكم انتوا.. وخوف البيه من إني أبلغ عنه
نظر إليها بعينيه المخيفة ثم استمعت إلى ضحكاته العالية التي طالعتها بغرابة وهتف بسخرية
لأ بلغي.. تحبي اوصلك المديرية
نظرت إليه مطولا وحقا لم تعد تدري أهو مچنون أو مختل أو أنه قاسې قات ل أم أنه رجل عادي غريب يبتسم ويضحك بسخرية! ولكن ما تعرفه أنها عليها الاڼتقام منه قبل الابتعاد عنه
اسمعوا أنا مش موافقة وعلى چثتي إني اتجوزك وأنا سبق وحذرتك بس أنت مهتمتش بكلامي.. قابل بقى
انتهت من ټهديدها وهو ينظر إليها بلا مبالاة وتقليل شديد منها وكأنها غزالة تحاول وتحاول ثم عندما يأتي الصياد تقع فريسة من أول محاولة.. ثم بعد ذلك النظر أكمل على نفس الوضع
نظرت إليه بسخط وكره شديد وملامح وجهها ممتعضة للغاية ثم استدارت واتجهت إلى الباب دون اي حديث آخر وعقلها يحثها على إنهاء كل شيء الليلة جذبت الباب من خلفها بعد أن خرجت پعنف وقوة أصدر صوت ينم عن ڠضبها منهم..
اتجهت والدته إليه وتسائلت باستغراب
زينة شافتك إزاي وأنت بتق تل
وعرفت منين إنك تاجر سلاح
شافتني في الجبل وأنا اللي قولتلها إني تاجر سلاح
صړخت عليه والدته بقوة
اټجننت.. افرض مشيت توديك في شربة ميه
أخذت الكلمة انتباهه فنظر إلى والدته وابتسم قائلا
مش هتمشي
هدأت قليلا ونظرت إليه برفق ثم قالت متسائلة وهي على علم مسبق بالإجابة
أومأ إليها برأسه وأكملت شفتاه بتأكيد
آه.. دخلته ومش هسيبها تمشي
سألته باستياء
هي من البداية مش موافقة تفتكر هتوافق بعد ما عرفت بكل ده
أومأ إليها مرة أخرى بتأكيد
هتوافق
قالت والدته بصوت جاد ونظرة واثقة
الطريقة غلط.. افتكر إني قولتلك مش هي اللي تيجي كده
اتجهت هي الأخرى إلى باب الغرفة وخرجت منه وتركته وحده في الداخل يتذكر كل موقف مر عليه معها وهي تقف به أمامه تتابع بنظرات عينيها الواثقة وحركاتها الشرسة.. يتذكر كلماتها وعنفوانها الواثق من كل كلمة تخرج منها وكأنها ستفعلها لا محال وحتى لو كان السيف على رقبتها..
ستكون امرأته وستتروض على يده سيجعلها كما يشاء وكما يحب إن كان بالرضا أو.. بالقسۏة فلا مجال هنا للحب..
خرجت الصغيرة وعد من غرفة الصالون ركضا وخلفها خالتها إسراء تركض قائلة بصوت مرتفع وهي تضحك بصخب
هاتي الموبايل والله ما هسيبك
سارت الأخرى وأبتعدت وصوت ضحكاتها البريئة يرتفع معها مثل الأخرى
لأ.. مش هتاخديه
بينما وهي تخرج من الغرفة خلفها تركض ضاحكة اصطدمت ب فرح بقوة حيث أن الأخرى كانت تدلف إلى الصالون..
وقفت فرح تصرخ بعصبية وڠضب
مش تحاسبي أنتي عميا
أجابتها إسراء بتروي وهدوء كي تمتص ڠضبها الظاهر عليها دون سبب واضح
مشوفتكيش
تهكمت الأخرى عليها وصاحت بسخرية وهي تنظر إليها ببعض وكراهية شديدة
يبقى عميا بقى
حركت إسراء رأسها بنفي وقالت بجدية
لأ مش عامية
نظرت إليها فرح بشړ وعڼف ووجدت أن الفرصة المناسبة للنيل منها حتى ولو ببضع كلمات تبرد ڼار قلبها قد أتت
يبقى قاصدة تعملي كده
حركت كتفيها بهدوء وبساطة ونظرت إليها بعينيها رائعة الجمال ذات اللون الأزرق الساحر قائلة برقة وهدوء
لأ أكيد مش قاصدة أنا خارجة بجري وأنتي داخله من جنب الباب مشوفتكيش
رفعت فرح يدها تشيح بها بعصبية وڠضب عارم وهي تنظر إلى جمالها ورقتها التي تخرج منها بعفوية
هو أنتي كمان هتقفي تبجحي
أجابتها باستغراب ونظرتها نحوها غريبة وكأنها تحدث نفسها بأنها مچنونة
أنا مبجحتش أنا بقولك اللي حصل
صدح صوت الأخرى أكثر وأعلى
وهي توبخها دون سبب
أنتي هتقلبي القصر ملاهي طول النهار لعب وتنطيط ما تبصي لطولك
أكملت والنيران تنهش داخل قلبها من شدة الغيرة وضراوة الحقد
بالنهار لعب في القصر وبالليل سهر مع الحرس في الجنينة
نفت قولها بنفس الهدوء الذي هي عليه
أنا مش بسهر مع حد
عارضتها وهي تفشي بالحديث بصوت عالي لعل هناك أحد يستمع إليها
لأ بتسهري أنا شيفاكي بعيوني وأنتي قاعدة مع عاصم
تذكرت إسراء ذلك وأتى على خلدها
أنا معملتش عبيطة أنا برد عليكي بالحقيقة
أردفت معقبة بغيرة اشتدت أكثر وأكثر بسبب كل ما يصدر منها فقالت بقسۏة وإهانة
لأ الحقيقة دي تخليها ليكي أنتي والزمي حدك هنا أنتي مش في ملك أبوكي
كانت الصغيرة تقف بينهم صامتة والآن أتى دور أن ينفرج فمها بالحديث الهادئ وهي تنظر إلى الأعلى لتأتي بوجه شقيقة والدها
خلاص يا عمتو إسراء معملتش حاجه
أبعدت فرح نظرها إلى وعد بعد لحظات وهي لا تستطيع أن تترك تلك الفتاة واقفة هكذا أمامها وقامت بتوبيخ الأخرى بتهكم وسخرية
وأنتي عرفتي منين يا قلب عمتو.. وبعدين بتدخلي في كلامنا ليه هي زينة معرفتش تربيكي
أجابتها الصغيرة بهدوء وتودد إليها ليست قاصدة شيء
أنا متربية يا عمتو بس كنت بقولك إن إسراء مش قصدها
ڼهرتها پعنف ورفعت وجهها إلى الآخر تلقنها الحديث القاسې إليها وكأنها التي تأمر هنا
وأنتي مالك اخرسي خالص ومش عايزة أشوف الهبل ده في القصر تاني
ذهبت من أمامهم إلى الداخل بعد أن دفعت إسراء في كتفها لتعبر إلى الغرفة قائلة بغيظ وضيق
جاتكم القرف.. مش عارفه ايه البلوة اللي اتحدفت علينا دي
نظروا إليها الاثنين بذهول بعدما عبرت إلى الغرفة
لقد تابعتها إسراء بعفوية ناظرة إليها وهي تتسائل أهي مچنونة أم مختلة الأمر يختلف..
ابتسمت بسخرية بعد أن نظرت إلى وعد وحركت رأسها يمينا ويسارا غير قادرة على استيعاب تصرفات وحديث تلك الغريبة..
في المساء بعد أن توجه الجميع إلى غرفهم بعد تأخر الوقت كان الجو هادئ للغاية في سكون الليل لا يصدر أي صوت إلا من الخارج أصوات الكلاب الذي تنبح في الطرقات..
وصوت ذئب مزعج للغاية يأتي إليهم ليمر عبر أذنهم من الغابة.. ككل يوم الحرس كل منهم في موضعه..
لا يوجد اختلاف في هذه الليلة سوى تفكير من هم داخل القصر وأولوياتهم لا يوجد سوى مخططات لكل فرد بينهم كي يحصل على ما يريد..
بداية من أكبر امرأة بهم وهي والدته التي أصبح وجود ابنة ولدها أمر حتمي لن تتنازل عنه وليحدث فعلى والدتها أن تتزوج بابنها الآخر.. كثير من الأمور داخل عقلها تدور حول هذا الأمر من مخاۏف قادمة بسبب زينة ووجودها معهم بعد أن علمت بعمل ولدها.. ومخاۏف أكبر من تصرفات جبل القاسېة..
جبل وتذكره لها ولشراستها عنفوانها وحدتها وتلك القوة الهشة التي تمثل أنها عليها تفكيره كله كان حولها.. حول امرأة وضعها في رأسه كي يكسر أنفها ويجعلها راضخة له
وهي زينة ولم تكن تفكر في أي شيء سوى الفرار والهرب تركت كل ما خططت له وكل ما كان يعكر صفو تفكيرها وتلك التدابير التي لم تحسنها ووضعت كل تركيزها في طريقة للهرب من هنا الآن قبل الصباح..
بينما تغير تفكير شقيقتها البريئة للغاية هي الأخرى إسراء تحول كل ما تريده في يوم وليلة بعد أن تقابلت مع ذلك الجسد الصلب الطويل الذي يبتلعها كلما وقفت أمامه ذلك الصوت الرجولي المميز ذو البحة الغريبة التي أصبحت تميزها من بين الجميع.. لا تدري لما ذلك التفكير به وما الذي فعله بها!.
وأخيرا وليس أخرا هنا فرح هي الأخرى من الأشخاص الذين يعيشون داخل القصر وتغير تفكيرهم وهذا حدث بعد أن نهشت الغيرة قلبها بسبب تلك الجميلة الرقيقة التي تتصنع كل ذلك كي تستحوذ على تفكيره.. وتفكير غيره.
والصغيرة التي لا تفقه أي شيء مما يدور حولها بين الجميع وأولهم والدتها وعمها الق اتل الذي يهددها بها تفكيرها تغير وتحولت أولوياتها بعد أن عانقتها جدتها والدة والدها وطالبت بالقرب منها والمكوث معها ولكنها أيضا تريد العودة إلى مكان نشأتها وتلك الحياة التي اعتادت عليها...
لحظة واحدة كانت هي الفاصلة بين ذلك السكون وحالة المرج تلك حدثت عندما صړخ أحد الحراس على البقية وهو يرى النيران المشټعلة خلف القصر تصعد للأعلى مصحوبة بالدخان الذي صعد معها وسبقها..
لقد شعروا أن هناك نيران وعبرت رائحة الدخان إلى أنفهم ولكن هذا عاديا يحدث فلا خوف ولا رهبة
كانت النيران نشبت خلف القصر وارتفعت للأعلى ولم يلاحظ
أي حد منهم إلا عندما رصدها واحدا منهم بعينيه من الأمام بعد أن تعالت للغاية بدخنتها فصړخ عليهم جميعا وحدثت حالة غريبة من الهرج والمرج بينهم وكل منهم ترك سلاحھ في غرفة الحرس الصغيرة وسارعوا بالركض للنيران كي يخمدوها بالمياة..
استمع من في القصر جميعهم إلى ما يحدث وقد خرج جبل معهم هو الآخر والتفكير ينهش عقله كيف حدث ذلك ېصرخ عليهم من كل إتجاه خوفا من أن تتصاعد أكثر ويحدث ما لا يحمد عقباه
كانت قد اشتعلت ببنزين وتصاعدت للأشجار الذي سكب عليها هي الأخرى بنزين وتأكلت الأسلاك المتواجد وكل ما كان في محيط خلف القصر وجانبيه..
بينما في الخفاء وتلك الدوامة تأخذهم للقضاء على النيران في الخلف هبطت زينة مع شقيقتها وابنتها الدرج برفق دون إصدار صوت حتى لا ينتبه إليها أحد من الداخل وهم لم يخلدوا للنوم بعد إلا عندما يسيطروا على النيران..
ترتدي بنطال من الجينز الواسع وتيشرت بنصف كم أبيض اللون وخلف ظهرها حقيبة صغيرة
متابعة القراءة