حين التقيتك بقلم ساره مجدي

موقع أيام نيوز


نظرت فى الحديقه وجدتها خاليه تماما 
توجهت الى المطبخ لتجد والدتها تقف هناك تعد شىء ما لم تتبينه 
فاقتربت منها لتلتفت بدريه لها بابتسامتها الحنون و قالت 
صباح الخير يا ديرو 
ابتسمت هدير بسعاده فهى تشعر بالسعاده حين ينادونها بهذا الاسم . الاسم الذى يدللها به جعفر اول من فكر ان يطلق عليها اسم دلع 

صباح الخير يا ست الكل 
و اشارات الى الخارج و هى تقول باستفهام 
اخواتي فين ! 
عادت بدريه بتركيزها الى ما كانت تقوم به و هى تقول 
خرجوا مع جعفر من الصبح 
اقتربت تضع امامها الصحن المليء بالشطائر و اكملت 
افطرى علشان عايزه اروح انا و أنت مشوار 
هنروح الكوافير 
رفعت هدير حاجبيها باندهاش لتكمل بدريه قائله بنفس الخجل 
محتاجين نهتم بنفسنا شويه و بعدين يا ديرو علشان جعفر ديما يشوفك حلوه و متجدده 
لم تناقش هدير والدتها فكانت بالفعل تفكر فى كلماتها 
و بالفعل انتهت من تناول وجبتها و ابدلت ملابسها و ذهبت مع والدتها لكن كان هناك ما يعكر 
حين وصلت الى الكوافير شعرت ان هناك شىء غريب الجميع يتعامل معها بشكل مميز و غريب و كأنهم يعلمون من هى و بعد عده دقائق كانت الصدمه 
حين اقتربت منها والدتها و بين يديها كيس كبير كتلك الاكياس الخاصه بفساتين الاعراس و الحفلات 
و ازداد الامر غرابه و اندهاش حين وجدته فستان ابيض رقيق يشبه فساتين الاميرات التى كانت تسمعها و تتخيلها فى الحواديت التى كانت تستمع اليها و هى صغيره 
و بعد الكثير من الوقت كانت تقف امام المرآه تنظر الى نفسها باندهاش و هى ترى نفسها عروس بفستان الزفاف حلمها التى لم تتوقع يوما ان يتحقق 
لمحت والدتها تقف خلفها انعكاس صورتها فى المرأه بفستان ازرق رقيق و حجابه الخاص بهيئه لم تحلم يوما ان ترى والدتها بها و الدموع تملىء عيونها 
كانت تفكر ان بفضل جعفر كل احلامها تتحقق دون اى مجهود منها 
دموع السعاده و الرضا التى تلمع فى عيون بدريه و هى ترى ابنتها عروس كالملاك لمست قلب هدير الذي يشبه الاطفال الان فى السعاده بيوم العيد 
اقتربت منها بدريه و وقفت امامها تنظر اليها بابتسامه حانيه و قالت 
و اخيرا يا بنتى اخيرا شوفتك بفستان الفرح حلم حلمت بيه من اول مره شلتك بين ايديا 
ضحكت من بين دموعها و تجمعت الدموع فى عيون هدير خاصه حين اكملت والدتها قائله 
جعفر قالي على كل حاجه هو عايز يعملك فرح كبير عايزك تحسي إنك عروسه بجد زيك زى كل الينات مش عارف يفرحك ازاى و لا يعمل ايه و لا ايه ربنا يبارك فيه و يحميه من كل شړ و يسعدكم يا بنتى 
ربتت على كتفها و قالت بقلب ام تنصح ابنتها 
خلى بالك منه جعفر راجل حقيقي حطيه فوق راسك و جوه عينك 
اومئت هدير بنعم لترفع بدريه يدها تمسح تلك الدمعه التى انحدرت من عيون ابنتها و قالت 
النهارده مفيش دموع النهارده فى سعاده فى فرح فى زغاريد و بس 
لتزغرد جميع الفتايات التى فى مركز التجميل بسعاده لتكمل بدريه كلماتها 
تعالوا يا بنات ظبطوها عريسها مستنيها بره 
و خلال ثوان كنت تقف خلف باب مركز التجميل تنتظره 
تنظر ارضا بخجل حين لاحظت تقدم خطواته منها و مع كل خطوه تقترب منها تجعل جسدها ينتفض بين خجل و خوف و سعاده كبيره لا تستطيع وصفها 
وقف امامها ينظر الى رأسها المنحنى قليلا و ذلك التاج الكبير الذى يلمع فوق راسها المغطى بالتل الابيض يجعلها كملكه من ملوك الحكايات خاصه ايضا الى من يسوق السياره كل ما كان يشغل بالها هو و تلك النظره بداخل عيونه و هذا الحلم الذي يتحقق 
توقف السياره ليقول هو بابتسامه واسعه 
مستعده 
اومئت بنعم ليغادر السياره و دار حولها و فتح لها الباب لتفاجىء بنفسها فى حارتها القديمه و بالتحديد امام بيتها القديم الذي يجلس والدها امامه على كرسي متحرك لا حول له و لا قوه و بجانبه شخص لا تستطيع تحديد هويته تشعر انها تعرفه لكنها لا تتذكر ايضا يجلس فوق كرسي متحرك و يده معلقه يعوقه 
انتبهت لاخوتها الذين يرتدوا بدلات تشبه بدله جعفر و اختيها الذين يرتدوا فستان يشبه فى اللون فستان والدتهم لكنه بموديل شبابي لطيف 
ايضا ذلك المسرح الكبير الاضائه و التل الابيض و الزهور المنتشر فى المكان يجعله افضل من افضل قاعه افراح 
و اهل الحاره جميعا هؤلاء الناس الذين شهدوا عڈابها لسنوات الان يشهدون على نصرتها و فرحتها يشهدون على حياتها الجديده الحياه الكريمه التى تستحقها هى و اخوتها و والدتها 
جلست فى المكان المخصص لها لكن جعفر وقف فى منتصف المسرح الكبير و قال بصوت يصل الى الجميع القاصي و الداني 
النهارده فرحي على هدير هدير مراتي من سنه تقريبا كتبنا الكتاب علشان احميها من ابوها اللى كلكم عارفينه النهارده فرحي عليها النهارده يوم عيدى و فرحتي الكبيره 
ثم نظر الى هدير و قال بابتسامه كبيره 
مبروك عليا أنت يا
 

تم نسخ الرابط