حلم ولا علم لمنى لطفي
المحتويات
هل ستعود اليها ذاكرتها دفعة واحدة هل ما يراه أمامه ما هو إلا دلائل عن قرب استعادتها لذاكرتها هو لا يريد أن يصبح أنانيا ولكنه لن ينكر أنه يدعو الله من قلبه أن يؤخر موعد شفاها كاملا حتى يكون حبه قد تملك منها كاملا فتستطيع الاستماع اليه والاقتناع بحقيقة ما حدث فعلا وقت ان فاجئته بالمكتب مع تلك الافعى الرقطاء...
شكل حضرتك منافس كبيير ليا ...
ضحك يوسف وقال
لو ماكنتش متاكد انك منافس شريف ليا ماكنتش وافقت تاخد وردة حياتي مني .. صح يا هبة
هزت راسها موافقة بحماس وهى تضحك فيما قال امجد بمرح
أجابته رافعة حاجبها باستفزاز واضح
اكييد!! دا بابايا.. وهو أدرى واحد بمصلحتي وبعدين انا واحده متربية و ماينفعشي اعمل حاجه من غير اذن والدى لكن ممكن.. انا بقول ممكن... أشغل الزنانة بأه!..
ضحك والدها وهو يجيب
لا لا.. الحمد لله انى وافقت ولحقت نفسي قبل ما الزنانه ما تشتغل انا مش أد الزنانه دي تلاقيها لسه ماشغلتهاش عندك يا أمجد لما تشغلها هتعرف قصدي ايه ..
انت كمان عندك زنانة اللاه دا انتي كلك مواهب أهو!..
ليضربه أمجد بخفة على رأسه وهو يقول بجدية مفتعلة
كلم مرات أخوك الكبير كويس يا ولد!!..
تصنع علاء الخۏف ورد قائلا راسما تعبير الأسف على وجهه وقال موجها حديثه الى هبة الضاحكة
انا آسف يا مرات أخويا سامحيني مستعد لأي ترضية عاوزاها حتى لو كانت طنط!.
طنط ايه طنط دي
أجاب وهو يكتم ضحكاته بصعوبة
أقولك طنط يعني يا هبة احترام .. احترام.. مش مرات أخويا الكبير ولا أقولك يا أبلة!
نظرت اليه هبة بإغاظة وأجابت وهي تهم بالذهاب ناحية السيارة
لا قولي يا ميس أحسن!!..
وبادرت بالانصراف وسط ضحكات الباقيين واللذين لحقوا بها لركوب السيارة للذهاب الى المنزل ...
ها .. ايه رأي قلب أمجد في عشنا الصغير
دارت حول نفسها لتنظر اليه وقالت وصوتها يقطر حنانا بالغ
جمييل أوي يا حبيبي واحلى مما كنت اتصور كمان بس احلى حاجه فيه عارف ايه
نظر اليها متسائلا لتتابع بهمس وهي تتابع كلامها برقة وأنوثة
أغلق عينيه متنفسا بعمق ثم نظر اليها وعشقه القوي يلمع بين رماد عينيه وقال
انت ناوية تعملى فيا ايه بيتهيألي الغدا هيستنى شوية وشوية كتير كمان!..
و.... رفعها بين ذراعيه وهى تضحك قائلة
امجد بتعمل ايه نزلنى ما ينفعش بجد...
أجابها وهو يتجه بها يحملها حيث غرفة نومهما
انا بعمل ايه بشيل عروستي! مش عروسة ولازم اشيلك المفروض كنت اشيلك وانت داخله البيت بس انا عارف انك هتتكسفي من الموجودين فإستنيت لما بئينا لوحدنا ...
تناولا طعام الغداء مع العائلة وكانت هبة قد عانت الأمرين مع أمجد والذي كان مصرا على أن يطلب من والدته ارسال الطعام اليهما متحججا بالتعب من الرحلة ولكن هبة أصرت على موافاة الباقيين ولم يستطع أقناعها بغير ذلك
نظرت اليه وأجابت ساخرة
وأنا بقه هبلة وهصدقك! قوم يا أمجد ياللا يا حبيبي مش عاوزين ماما سعاد تبعت لنا سميرة عشلان ننزل للغدا..
نظر اليها بطرف عينه بسخط وكانت قد سحبت الغطاء من عليه واقفة أمامه وقد ارتدت كامل ثيابها تخبره أنها قد جهزت الحمام له ليغتسل نهض من الفراش هاتفا بكلمة سخط وهو يتجه ليغتسل في الحمام الملحق بغرفتهما
مستبدة!!..
تناول يوسف الغداء برفقتهم وكان الجد قد صمم على ذلك منذ أن انفصل يوسف في طابق بمفرده مشيرا الى والد هبة انه أصبح فردا من العائلة وأنه لن يذهب الى جناحه الا وقت النوم فقط فاصبح يتناول وجباته معهم بعد ان رفع عنه الجد الحرج..
توجه أمجد و هبة الى الخارج حيث الحديقة حيث سارا بين الأشجار الخضراء الباسقة مستنشقين عطر الورود الذي يفوح في الهواء وفيما هما يسيران اخبرها أمجد ان هناك من يريد رؤيتها لتقطب مستفهما ولكنه ابتسم ممتنعا عن الاجابة مشيرا عليها بالتمهل ليتوجه معها الى الاصطبلات حيث حصانه عنتر و شمس والتى ما أن رأتها هبة حتى قفزت بسعادة وصيحة فرح تنطلق منها ثم اتجهت اليها ووقفت بجانبها تمسد شعرها وهى تهتف بسعادة كبيرة
شمس !! وحشتيني اووى اووى شوفت يا امجد شمس لسه فاكرانى إزاي!..
لم تسمع أى تعليق منه فالتفتت اليه متسائلة لتجده يقف متسمرا كالتمثال يطالعها بجمود بينما يتساءل بحيرة وغرابة
هبة انت قلت اسم شمس صح!!
قطبت جبينها وأجابت وقد شحب وجهها قليلا
انا ... انا معرفش! انا فجأة لاقيتنى بنادي لها من غير ما أحس ...
نظرت اليه وشبح ابتسامة على وجهها وهي تتابع
معناه ايه دا يا امجد انا بخف مش كدا هفتكر صح
هز براسه موافقا وقد شحب وجهه ولا يعلم أيفرح لظهور أولى بوادر الشفاء أم يقلق لخوفه من ردة فعلها عندما تعود اليها ذاكرتها
انتبه على انتظارها اجابته فقال
ان شاء الله حبيبتي هتخفي وتفتكرى كل حاجه بس عاوز اطلب منك طلب!!
أجابته وهى تبتسم
اؤمر ..
تقدم منها ووقف أمامها ناظرا الى عينيها وقال
اوعى تنسي ابدا انى بحبك وانك اغلى حاجه في حياتي ومهما حصل اوعديني أنك مش ممكن تبعدي عني وتسيبيني ..
حدقت اليه مندهشة وتساءلت
غريبة يا امجد ايه اللي يخليك تقول كدا انا واثقة ومتأكده انك بتحبني وانا كمان بحبك ومش بس كدا.. انا بيتهيالي لما فقدت الذاكرة إن كل حاجه نسيتها إلا حبك! اول ما فتحت عينيا وشوفتك حسيت بقلبي بيدق بفرحه غريبة.. زى التايه اللي وصل بر الأمان!! انت بر الأمان بالنسبة لي يا
أمجد...
رفعت عيناها تنظران اليه بحب جعلته يتيه في بحورهما وتابعت بحب
علشان كدا كنت بستنى معاد زيارتك ليا في المستشفى بفروغ صبر.. عشان اشوفك واتكلم معاك.. انت عارف.. انا عاوزة الذاكرة ترجع لى علشان مش عاوزة اى يوم من ايامنا سوا يروح من بالي ...
ضمھا اليه بشده وهو يقول
وانا كمان بحبك اكتررر يا قلب أمجد ...
قالت وهى تبتعد قليلا عن ذراعيه متطلعة إليه
بس عارف.. دى مش اول مرة اشوف الحصان بتاعك
نظر اليها بغرابة وقال
مش فاهم
أجابت وهى تحرك كتفيها علامة الجهل
مش عارفة بس دى اول مرة توريني الاحصنه بعد اللي حصلي صح هز برأسه موافقا فاكملت قائلة
بس دي مش اول مرة اشوف عنتر ! فاكر الحلم اللي حكيتلك عليه آخر يوم لينا واحنا في الجزيرة
أومأ براسه ايجابا فتابعت
أهو الحصان والزرع اللي حلمت بيهم يبقوا عنتر والجنينة هنا إنما السؤال بأه.. مين البنت اللى خوفتني في الحلم
ابتلع امجد ريقه بصعوبة وهو يتجنب النظر اليها ..وفجأة اذ بها تمسك برأسها بيد يديها وهي تئن پألم فهتف امجد پخوف
هبة حبيبتي مالك حاسة بايه
نطقت بصعوبة
مش عارفة يا امجد صداع فظيع جالي مرة واحده..
قال وقلبه يتآكله من القلق عليها
انت ارهقت نفسك بكتر التفكير ممكن بأه ماتفكريش وتسيبي نفسك براحتك ودلوقتى تعالى معايا هتطلعى ترتاحى خاالص وهقولهم يطلعولنا العشا فوق باقي اليوم راااحة إجباري...
هزت راسها مبتسمة
مش اووي كدا يا حبيبي هما شوية صداع.. هاخد اي قرص مسكن وانام شوية وهبقى كويسة ان شاء الله ..
حرك راسه نافيا من قبل أن تنهي كلامها وقال
مش هنتناقش دلوقتى اهم شئ نروح نديكي قرص مسكن وتحاولى تنامى شوية ...
عادا الى طابقهما حيث ابدلت هبة ملابسها ودخلت الى السرير وقد شدت الغطاء عليها فظهر شحوب وجهها الذي رآه امجد عند دخوله عليها يحمل كوب ماء وقرصي مسكن فلفت نظره شحوبها وشعرها المتناثر على االوسادة حولها مدت يدها وتناولت الدواء وبعد ان شربته رتب امجد الغطاء جيدا حولها وظل بجانبها يربت على شعرها حتى ڠرقت في سبات عميق ...
استيقظت هبة على صوت قرقعة صحون ففتحت عينيها وحمدت الله ان الصداع قد زال ثم نظرت الى باب الغرفة فرأت سميرة وهى تصف أطباق الطعام بهدوء على المائدة المستديرة الصغيرة التى تقع بجانب الاريكة الجلدية فاعتدلت وقالت بصوت خفيف
سميرة !! انت بتعملى ايه
رفعت سميرة راسها متفاجئة وهتفت
ست هبة يقطعنى صحيتك انا آسفة معلهش مع انى والله كنت بتحرك بشويش سي امجد منبه عليا ومشدد انى معملش قلق واسيبك نايمه براحتك ..
قالت هبة وهى تجلس في مكانها وتستند بظهرها الى السرير
لا يا سميرة انا كدا.. كدا.. كنت هقوم دلوقتى بس انت بتعملى ايه وايه الاكل دا كله
أجابتها بابتسامة
دا العشا سي امجد طلب منى اطلعه لحضرتك علشان لما تقومى وتفوقى كدا تتتعشي بالهنا ...
قالت هبة وهى عاقدة جبينها
وال أ . امجد فيين
اتجهت سميرة حتى وقفت بجانب الفراش وأجابت
سي الاستاذ امجد تحت في اودة المكتب وقالى اجيب العشا هنا علشان حضرتك تعبانه شوية من السفر ومش هتعرفوا تنزلو تتعشو معهم تحت مع ان مدام سعاد بترتب للعشا دا من يومين وقالت لنا على اصناف كتيير نعملها بس ياللا مش مهم المهم صحة حضرتك ...
ابتسمت هبة وقالت
طيب ايه رايك تساعديني ونعمل مفاجأة صغيرة لماما سعاد
فقالت سميرة
عينيا اؤمريني..
قالت هبة وهي تنهض من الفراش
انك توضبي الاكل دا تانى وتستني معايا لغاية ما اخلص لبس وننزل سوا نعملها مفاجأه لهم!..
فابتسمت سميرة
تحت امرك بس سي امجد ....
قالت هبة
لا حبيبتي ما تخافيش سي أمجد لما يلاقيني كويسة خلاص مش هيقول حاجه!! ..اغتسلت هبة واحست بالانتعاش بعد ذلك وارتدت فستان ينسدل متسعا الى منتصف الساق وقد انسدلت اكمامه حتى منتصف ذراعيها لونه اصفر من الحرير الطبيعي وقد رفعت شعرها فوق راسها وتركت بعض الخصلات تحيط بوجهها ووضعت القليل من عطرها المفضل وبعض من احمر الخدود والكحل في عينيها وحمرة من اللون الزهري الخفيف وارتدت حذائها المتوسط الارتفاع ثم نزلت مع سميرة التى كانت تسمي عليها وتقرأ الأذكار طوال الوقت!!
ما ان دخلت هبة غرفة الجلوس حتى ساد الصمت ثم ابتدأت علا بالكلام قائلة وهى تتجه اليها
اهلا اهلا بعروستنا ماشاء الله عليك ما انت زى الورد اهو اومال ابيه امجد قلقنا عليك ليه
ثم نظرت الى الشخص الواقف مشدوه امامها وتابعت بضحك
ايه يا ابيه كنت بتخزي العين عن عروستك
تدارك نفسه واقترب من هبة مقطب الجبين وهو يقول متجاهلا سؤال علا المرح
حبيبتي ايه اللى نزلك هي سميرة
متابعة القراءة