الجزء الاول لسارة حسن

موقع أيام نيوز

المقدمه
هرولت تلك الفتاه راكضه لداخل قصر أل الحسيني بعد مكالمة والدتها بتدهور حاله جدها الصحيه فجأة و طلبه برؤيتها علي الفور. 
قابلتها والدتها عبير في طريقها امام غرفه جدها و قالت بملامح يبدو عليها القلق في ايه يا ماما جدو ماله كان كويس الصبح و كلمني قبل ما اروح الشركه و كان زي الفل. 
فركت والدتها يديها بتوتر بالغ قائله بتردد ادخلي يا حسنا جدك عايز يقولك حاجه مهمه بس اسمعيه لو سمحتي اسمعيه و افهميه يا بنتي

ضيقت حسنا عينيها و توجست و تسلل القلق إليها اكثر لم تقف تستمع للمزيد و لكنها دخلت فورا لجدها. 
دخلت الغرفه بخطوات هادئه لا يمت لهدوئها بصله اقتربت من ذلك الجسد المسجي علي الفراش و رغم سكونه يشعرك بالهيبه و الرهبه.. 
رجل في اخر العقد السابع من عمره رسم الزمان التجاعيد علي وجه بحرفه.. عقل لم يشيب مع شعره الفضي بالكامل بل عقله دائما يقظ يدير الأمور بحكمة و صرامه و قوة اعتاد عليها من سنوات و سنوات حتي اصبحت ملازمه له و يستشعرها كل من يتقرب منه حتي بات يخشي منه كل ما يقترب من محيطه ...
جسده المدد بتعب علي الفراش و الادويه و العقاقير التي بجواره لم تمنع تلك الهاله المهيبه المحاطه به ...
جلست حسنا بهدوء في المقعد المجاور له و نادته بصوتها الخاڤت القلق جدو 
فتح عينيه السوداء القاتمه و الټفت براسه اليها ابتسم لها بحنو و قال بصوت متحشرج ست الحسن
ابتسمت للقبها الدائم من جدها لا تنكر أبدا تدليله لها كأميرة ليست لانها الحفيده الاولي و الوحيده و لكن لإلتصاقها به دائما منذ الصغر و جلوسها الذي لم يكن الا علي قدمة حتي بعد انجاب اخيها أنس التي تكبره بعدة اعوام هي في الثاني والعشرون والان هو في سنته الاخيره من الثانويه لم تفقد حسنا مكانها بقلب جدها خصوصا وان للآن أنس الولد و الوريث الوحيد للعائله! 
قالت بأبتسامه رقيقه ست الحسن قلقانه عليك 
ربت علي يدها بحنان و قال مؤكدا الاعمار بيد الله يا حسنا. 
عماد الدين الحسيني عمود العائله و ذات اصل رفيع المستوي ورغم ذلك لا احد ينكر تطويرة لاعمال والده والتي اصبحت واسعه المجال بفضله رجل ذو حنكه وقوه وايضا له هفوات للان لم تغتفر لم يستطع التفريق بين الحفاظ علي اسم العائله واحتوائها ..ظلم وتجبر ومن الواضح ان الآن وقت الحساب ...
تنهد بعمق واغمض عينيه لبرهه ونظر اليها يتأملها..حسنا هومن اختار اسمها من اول لحظه رأها بشرتها الخمريه مشربه بحمره طبيعيه وطابع حسن يظهر بوضوح عند ابتسامتها
عينين واسعتين عسليتان متوهجتين ملائمتين لشعرها ذات اللون البني الداكن وشخصيتها اللينه الواضحه والصريحه ...
حفيدته الوحيده وأميرته تخرجت هذا العام وبدءت تضع قدماها في العمل لدي شركات الحسيني مع والداها المتحمل العمل بأكمله ..
جدو ياجدو
انتبه من شروده بها و ابتسم في وهن وقال 
فيه حاجه لازم أقولهالك لاني عارف ان انتي بس اللي هاتعرفي تساعديني و رغم ان ابوكي عارف و كان شاهد علي اللي حصل ده بس اختارتك انتي برضو لاني برغم اللي عملته عارف انك ها تسامحيني حتي لو ها تحاولي في البدايه بس ها تسامحيني و تساعديني الاقيه و اشوفوا قبل مااموت و لو لمرة واحده . 
لا تعرف لما ضربات قلبها ازدادت سرعه و القلق يزداد و يزداد و ربما عليها ان تعد نفسها لحديث ربما صاډم او محزن
ردت عليه و قالت بأرتياب سمعاك يا جدو
أبتلع ريقه و صمت لبؤهه ثم قال من اكتر من خمسه و عشرين سنه ابني الكبير
صلاح كان عنده ولد
ضيقت عينيها و قالت ابن مين ياجدو عمي الله يرحمه ماعندوش ولاد و 
قاطعها بهدوء انا عارف انا بقول ايه انا مابخرفش يا حسنا
اخفضت عينيها ارضا بحرج و قالت معتذرة اسفه ياجدو كمل حضرتك
اغمض عينيه لذكري بعيده.. بعيده جدا هو و زوجته و شابان هما كل شيء عزوته و سنده صلاح ابنه الكبير و احمد ابنه الاصغر  
درسوا و تخرجوا من افضل الجامعات حتي آتي يوم جاء فيه يقول له ابنه البكري اريد الزواج او انه تزوج بالفعل امر واقع فرضه ابنه عليه ومن من من فتاه ذات مستوي مادي بسيط او يكاد يكون منعدم لم يشعر بنفسه الا و هو يلقي بصفعه علي وجه ابنه و صراخه المعترض دون حتي نقاش... 
زواج ! و من خلف ظهرة و من دون المستوي و كانت إجابه صلاح وقتها حبتها من اول ماشوفتها و عارف انك هاترفض خۏفت تأذيها و تبعدها عني 
لذا تزوجها و وضعه امام الامر الواقع في نفس وقت اتفاق و الده علي زواجه من فتاه ذات تعليم عالي ذو عائله لها اسمها و نسب له اصول. 
ثورة عماد الدين وقتها من زواجه من من هي اقل منهم و لظنه الذي
خاب ان ابنه و ذراعه اليمين يتزوج دون علمه و يأتي و يضعه امام امر واقع فرضه ابنه عليه فرض حتي لو كان عذرة الوحيده حبه لها او حتي خوفآ من جبروته.. كبرياء عماد الحسيني وقتها آبي للإستسلام حاربه بعض الوقت و لكن مع معرفته انها حامل وربما بولد ماجعله يخضع للموافقه بأدخالها لقصرة  
قضت شهور حملها فيه و كان تعامله معها به من الجفاء ما يجعلها تعلم رفضه لها و لكنها استمرت و انجبت الولد ..الولد الذي هدأ كثيرا من الاوضاع . 
كان يري سعاده بكريه معها جليه و بأبنه ايضا كان ما يعاملها بالحسني زوجته و ابنه احمد و زوجته و كان قد عقد قران فقد الذي يصغر صلاح بعامين فقد ....
وفي يوم وصل له خبر و فاة صلاح في حاډث قدري و ابنه لم يكمل العامين صدمة ۏفاته اثرت في الجميع دخل ليجد زوجته محتضنه حفيدها و كأنها ټشتم فيه رائحة المفقود ؤ لا يعرف نتيجه ثورته يومها سوي الان.. 
ثار علي زوجت فقيده پغضب عارم و كأنه يحملها سبب فقدانه و يمكن لانه ايضا لم يتقبل فرض الامر الواقع من ابنه حتي بعد ۏفاته... طردها من قصرة و حمل حفيده لاحضانه و انه من يريبه ليصبح مثله.. يتذكر ثورة زوجته يومها و لكن قوة شخصيته علي ضعفها جعلتها من نظرة ثاقبه منه تصمت حتى ابنه اصدر اعتراضة و لكنه لم يستمع.. استمع فقد لصوته انها دخيله و يوما ما ستريد الخروج لتتزوج و تأخذ حفيده الاول والذكرى الوحيده من بكريه .....
و بعد عدة شهور الطفل اختفي من القصر بأكمله قامت ثورته عند معرفته ان والدته كانت علي علاقه طيبه مع احدي الخادمات و توسلتها ان تري ابنها لمره واحده و عند رؤيتها له قالت انها ستأخذة و تهرب ترجتها بقلب ام منفطر علي فلذة كبدها و طفل يتيم الاب و الام و والدته علي قيد الحياه اشفقت عليها الخادمة الشاهده عن كل ماحدث لها داخل القصر و اعطتها الطفل وهربت بعيدا جدا و علي مدار السنين لم يعثر عليهم و تاكيده انهم داخل البلاد و لكن من وقت قريب جدا اقترب من مكانهم و لكن لم يقدر علي الاقتراب منه كل ما يريده هو رؤيته لحفيده لعله يهدأ شوقه لابنه قبل ان يلقاه.. يريد ان يعطيه حقه و يعوضه عن كل ما فات و يطلب العفو من والدته .
صمت اخيرا بعد إلقائه لعدة مفاجأت شعرت حسنا انها بحلم او انها بعض الهذيان من جدها المړيض ..
اعطاها بعض اللحظات لتستوعب كل ما قاله من مفاجات ثم مد يده و 
ناولها ورقه مطويه و قال ده عنوانه ..روحيلهم انا مش هاقدر اظهرله خاېف من نظرة الرفض اللي هاشوفها في عنيه مش عارف مدي كرهه ليا قد ايه مش هاقدر أتحمل المواجهه الاولي ..رجعيه ياحسنا
لاول مرة تسمع كلمه الخۏف من جدها لاول مرة تسمع صوته به كل هذا الحزن و الندم ..لاول مرة تري وجهه الطاغيه بجدها بكل الحنان الذي اغدقها به يكون بكل تلك القسۏة مع ابنه بعد مۏته ..
و لكن المواجهه.. مواجهه من نصيبها هي و لكن لا تعرف ما عليه فعله الان موضع صعب هي حتي الان لم تستوعب فكره ان عمها الذي لم تراه بحياتها لديه ابن عليها تقبله ...ابن عمها ! 
اومأت دون القدرة علي الحديث ثم وقفت وخرجت بخطوات بطيئه خارج الغرفه و اغلقت الباب خلفها ..
استندت علي الحائط و قد شعرت باهتزاز الارض من تحتها وعقلها بدوامات الماضي. 
اخذت نفس عميق تعيد بعقلها حديث جدها المفاجأ ...
فتحت الورقة ببطئ و قرأت العنوان و وقفت عينيها عند أسمة 
على.... علي صلاح عماد الدين الحسيني
الفصل الاول 
انتهت من ارتداء ملابسها التي تعمدت ان تكون بسيطة المظهر فقد بنطال خامة الجينز و سويت شيرت ابيض و لملمت شعرها علي هيئة ذيل فرس ..و بقيت هكذا خاليه من الزينه بعينيها العسليه الفاتحه و حمرتها الطبيبعه ثم اخذت حقيبتها و توجهت للمكان المنشود . 
خرج من تحت السياره بعد الانتهاء من تصليح بعض الاعطال بها اعتدل واقفا يمسح يديه المتسخه في خرقه باليه و هو يصيح يا سلامة ياض يا سلامه
هرول اليه سلامه صاحب الأربع عشر عام مجيبا وهو يقول اوامرك يا سطي علي
رد عليه و هو يتفحص سياره أخرى فين الفطار ياض اتأخر ليه 
انا جبت سندوتشات الفول و الطعمية بس مستني الاهوجي يجبب الشاي عارف انك مابتفطرش الا و الشاي موجود
تحدث على اليه بأستحسان الله ينور عليك ..و ماتنساش نفسك اللقمه مابتحلاش الا بيك
ابتسم له سلامه شاكرا الله يخليك ياسطي ثواني و احلي فطار لاشطر اسطي ميكانيكي في الناحيه تمآ بأكملها
قهقه من خلفه علي علي حديث سلامه
خرج خارج الورشه متفحصا سياره أخرى
 

تم نسخ الرابط