لمن القرار لسهام صادق

موقع أيام نيوز


عليها ولم يعد هناك داعي ليسألها هل هي بخير أم لا 
ابتلعت غصتها في حزن.. فابعدتها السيدة سعاد عن حضنها والټفت بنظراتها نحو المكان الذي كان يقف فيه جسار منذ لحظات ولكنها لم تجده.. 
شعرت بالراحة وهي تري خلو المكان وقد أكد لها الموقف أن جسار لا يحمل مشاعر لبسمة بتاتا ولو كانت فتاة مراوغة لتمكنت من إقامة علاقه مع رب عملها الأعزب 

تعالي يا بنتي عشان ترتاحي
تحركت معها بسمة في صمت ولم تكن عينيها إلا عالقة بالدرج الذي صعده للتو
رثت حالها هذه الليلة في بكاء صامت تتسأل كيف أصبحت بهذا الضعف وكيف رسمت في خيالها للحظه إنها ستحظى بقصة خيالية ومع من.. مع رجلا بعيدا عنها تماما في كل شئ رجلا فرضت عليه عبئها رجلا يعرف كل شيئا عنها رجلا إذا أراد أن يحظى بعائلة يوما سيختار المرأة التي تشرفه وليست هي التي لا أصل لها. 
...
في الصباح كانت تفتح عيناها بصعوبة.. تنظر لذلك الراقد جوارها بتشتت بعض الشئ حتى بدأت ذاكرتها تعيد لها المشاهد التي كانت واعية لها تماما لكنها لم تكن تستطيع مقاومة ما ترغبه وتتوق إليه غريزتها
خرجت شهقة مصډومة وقد أقتحم ذهنها كل شئ بأدق التفاصيل.. انسحبت من فوق الفراش وهي تشعر بصعوبة الحركة ولكنها أسرعت في النهوض واتجهت نحو المرحاض تستند خلف الباب وتلتقط أنفاسها مصدومه من إلحاحها وإصرارها عليه في إتمام زيجتهم
مش معقول تكون ميادة حطت لينا حاجة في العصير لا لا ميادة متعملش كده
شعرت بالسخونة تتدفق فوق خديها فاتجهت نحو المرآة التي تحتلها دورة المياة تنظر نحو وجهها لا تصدق أن معالم السعاده مرتسمه فوق ملامحها حتى عيناها تحتلهما السعادة
معقول أكون فرحانه أنا ليه بنكر شعوري.. معقول حب لرسلان لسا بيغزو كياني ومعرفتش اتخطاه من حياتي
أسئلة كثيرة كانت تأسر عقلها حتى وقعت عيناها علي بضعة علامات تؤكد ملكيته له وغزوه الضاري ليلة أمس..
ارتسمت ابتسامة واسعة فوق شفتيها وهي تسير بأناملها فوق علامات ملكيته تتذكر شعورها بين ذراعيه إنها كانت راغبه بشدة علي منحه نفسها
انفتح باب المرحاض فشهقت مذعووة وهي تراه يقف علي اعتابه يطالعها بقلق
خۏفت يكون حصلك حاجة مافيش صوت للمية فقلقت
ابتسمت بتوتر وسرعان ما اطرقت رأسها أرضا
أنا كويسه يا رسلان
اقترب منها بعدما شعر بتوترها وقبضتها القوية فوق مئزرها الرقيق ولكن توقف مكانه وهو يسمع همسها الخاڤت
ممكن متتكلميش فأي حاجة حصلت امبارح
انفرجت شفتيه في ضحكة خافته وهو يرمقها.. يسألها بمراوغة
هو إيه اللي حصل أمبارح أنا مش فاكر حاجة
رفعت عيناها إليه وقبل أن تفكر في شئ.. كان يعانقها بمشاعره الهائجة
خليني احبك وبس يا ملك خليني اعوضك عن كل حاجة عشتيها محبتش ولا هحب ست في حياتي أد ما حبيتك.. أنت حلم عمري 
...
وقفت ناهد محدقة بباب الغرفة وقد تجاوزوا وقت الظهيرة.. قاومت رغبتها في الأقتراب من الباب وحقيقة واحدة كانت تقتحمها..
فاغمضت عيناها وهي تعود بذاكرتها نحو الماضي.. يوم أن أنجبت مها وبدأت تهتف اسمها وتخطو أول خطواتها.. وملك كانت تحاول جاهدة أن تنال منها ابتسامة او حضنا تخصها به ولكنها لم تكن تفعل ذلك إلا في المناسبات وأمام العائلة.. حتى تريهم كم هي أمرأة مثالية ومازالت تمنح الفتاة التي انتشلتها من فوق الرصيف تلك الليلة حبها وحنانها رغم إنجابها لصغيرتها
لم تحب أن تظهر أمام عائلتها بالصورة التي حذروها منها أن تجلب طفلا ليس من احشائها وتربيه في بيتها ثم بعدها تكتشف فداحة خطأها وتلفظه من حياتها .. فتصبح أمام المجتمع المرأة الشريرة وأكثر الأشياء التي تحافظ عليها عائلتها هو مظهرهم أمام المجتمع ..
يحبون مدح الناس لهم عن اخلاقهم وكرمهم النابع من أصولهم العريقة..
اخذتها الذكريات والمشاهد فالطفله التي انتشلتها من فوق الرصيف.. لم يكن الأمر بالصدفه بل كان من تخطيط زوجها الذي ظنته الرجل المخلص الذي كانت تتعجب من حبه الشديد لملك وإخباره لها دوما إنها أبنته ك مها وهي كانت تصرخ به تخبره أن ابنتهم الوحيده هي مها
لم تكن تشعر بتحرك ساقيها للأمام ولا بقبضتها القوية فوق كفيها.. إلا عندما انفتح الباب وتلاقت عيناها برسلان الذي رمقها بنظرة تعرفها تماما نظرة محذرة متربصة نحو كل شئ 
انتبهت علي ملامحه المبتسمة البشوشة.. وخصلاته الرطبة ثم سؤاله الذي جعلها تفيق من شرودها 
مش معقول ناهد هانم حاسه بشعور الأم وقلقانه علي بنتها.. وجاية تخبط علي باب الأوضة عشان تعرف سبب التأخير
ازدردت ناهد لعابها وبهتت ملامحها.. تخشي أن تسمع ما لم تنتظر حدوثه.. اقترب منها وعيناه لا تحيد عنها وقد لمع المكر في عينيه يميل نحوها هامسا
قريب ممكن تسمعي خبر يسعدك

وتبقى جدة للحفيد التالت من ملك
طالعته في تسأل بعدما دفع مقعدها قليلا حتي تنتبه علي تلك التي اقتربت منهما بملامح غاضبة وكأنها تلقت توبيخا للتو فوقعت عيناها نحو كارمن التي أندفعت صوبها واقتربت منها
علي أخر الزمن اتطرد بسبب واحدة زيك متسواش شئ
وارتفع صوتها عاليا وسط الجميع تنظر نحوهم
بكرة تطرد كل واحد فيكم مش عجبها أصل الهانم مرات المدير
شعرت بالصدمة من تدافق العبارات فهي لم تعد تفهم شيئا ولماذا اصرفها السيد حازم عن العمل هل سليم بالفعل وراء ما حدث 
تقدم أحمس ووقف بينهم يصرفها بيده
والله مش معنى إنك اخدتي تهزئ جامد او طرد تيجي تطلعي علينا
شوفوا اللي بيتكلم واحد متعين عشان صاحب المدام
واردفت ساخرة وهي تطالع زملائها
ماهي المؤسسة بقت ماشية بالواسطه دلوقتي ومجرد عيال لسا متخرجوش بقوا وسطينا
كارمن
صاح بها حازم بعدما أستمع لحديثها الذي صدح في أرجاء المؤسسة صحيح هو ضد ما يفعله سليم خصوصا في منح زوجته فرصة تدريب وبعدها ذلك الشاب الذي تم تعينه منذ أيام
أستاذة كارمن ياريت تجمعي حاجتك في هدوء
تلاقت عينين كارمن بمديرها الذي لم يمنحها فرصة اخري بعدما اعترفت له بندمها عما فعلته من سړقة الملف وإتهام فتون بالأمر
كل واحد يرجع علي شغله إحنا في مكان محترم.. وخدوا بالكم المؤسسة هتفضل طول عمرها نزيهة وبتكافأ كل فرد علي قد ما بيقدم والخاېن ملهوش مكان وسطينا
تعالت ثرثرة الواقفين وصدمتهم في خېانة كارمن للمؤسسة فمديرهم بالتأكيد يشير بحديثه نحوها
شحبت ملامح كارمن وهي تستمع لحديث زملائها عنها فاسرعت في التقاط متعلقاتها وقبل أن تنصرف وقفت أمام فتون التي أصبحت الصورة واضحة لها لا تستوعب لما تحقد عليها ولم يجمعهما إلا تعامل بالعمل فقط
سليم النجار مر في حياته ستات كتير وانت واحدة من حريمه ومسير السلطان يزهق ويرمي الجارية ويدور علي غيرها
صعق أحمس مما سمعه فقد كان قربها يتحدث معها عن حقد هذه الفتاة نحوها وألا تعبأ بحديثها وجد ملامحها جامده فهتف ممتعضا
فتون مش معقول وقفتي ساكته لكلامها
عادت لعملها بعدما نفضت حديثها عنها 
هما هيفضلوا طول عمرهم شايفني مستحقش سليم فخلاص يا أحمس خليهم متمسكين بالصورة ديه
حدقها پصدمه وهو يستمع لعباراتها فحرك مقعده قرب مقعدها
لازم توقفي كل واحد
________________________________________
عند حده سليم النجار جوزك أنت دلوقتي
توقف عن الحديث وسرعان ما كانت تتعلق عيناه بها يسألها وهو يخشى الإجابه 
اوعي تقوليلي إنك مجرد ست في قايمة حريمة يا فتون 
..
دفع الباب پغضب قبل أن تغلقه بوجهه فتراجعت للخلف بسبب دفعته للباب صاړخة
أنت أتجننت
كل بالفعل قد أصابه الجنون بعدما غادرت البلد في رحلة لا يعلم إلى أين ذهبت فيها
أيوة أتجننت..
واقترب منها يلتقط ذراعها يحدقها پجنون
سافرتي ولا كأن ليكي زوج.. ولا خديجة هانم الجواز
بالنسبه ليها خانة زيادة وقت ما تحب تمسحها تمسحها علطول
دفعته عنها ثم تعالت ضحكاتها بصخب وهي تطالعه بنظرة فاحصة
بالظبط وهي خلاص ليلة وأنتهت.. ياريت نتطلق بهدوء يا أمير 
ازداد جنونه وهو يراها بهذا البرود وكأنها ليست مخطئة بحقه
مين اللي لمسك قبلي يا خديجة
كتير أرتحت كده
جاوبته بهدوء تخفي خلفه بؤسها فحتى الرجل الذي ظنته سيقبل الأمر في صمت.. كان أكثر الرجال اهتماما بالعذرية وكأنه يختار عروسا من سنوات عمره وليست امرأة بالغة في منتصف الأربعون
كدابه
هتف بها وهو يقترب منها ثم قبض فوق كتفيها يخبرها ببطئ
عارفة ليه كدابه عشان الست اللي لمستها كانت زي الزهرهبتتفتح أوراقها لأول مره
سقطت دموعها رغما عنها وقد عصفت بها المشاعر وهي تتذكر تلك الليلة التي جمعتهم وقد تعانقت أرواحهم وامتزجت علي نغمات الحب
وما دام أنت شايفني كده ليه شوفتني ست رخيصه بسلم لنفسي للرجالة من غير جواز
من حقي يا خديجة.. اعرف مين الراجل اللي كان في حياتك ومحدش عرف عنه حاجة
عادت لقوتها وثباتها بعدما دفعت عنها المشاعر السلبية التي احاطتها
وأنا من حقي مجاوبش يا أمير وياريت ننفصل في هدوء زي ما اتجوزنا 
وهل لحديثها معنى بعد أن أصبحت بين ذراعيه يضمها له فوق الفراش ينظر لها بملامح عابثه يهمس لها بتملك 
أمير النعماني مش بيتخلي عن ممتلكاته بسهولة
ضحكت بقوة وهي تبتعد عنه فعاد وجذبها إليه
بسهولة بعرف أبيع يا ابن النعماني متنساش أنا مين
وبسهولة كان يستطيع إغراقها في متعه اللذة يخبرها إنه أيضا قادر علي إعادتها إليه للقصير والذهاب لعملها
تنهدت بضيق وهي تختار الثوب الملائم وسرعان ما كانت ترتديه وتسير عائدة بخطي محترسه نحو المكان الذي تعلم سهولة القفز منه
فقد أصبحت تحفظ كل ركنا في هذا المنزل فلم يكن لديها شئ أخر من قبل إلا هذا وبالطبع جعله يستمتع بجسدها وينال ما يريده منها ولخزيها كانت مستمتعه مرحبة
قفزت من السور القصير بعض الشئ فخرجت منها آه خافته ولكن أسرعت في النهوض ونفض

بنطالها
ماشي يا كاظم يعني فاكر نفسك هتمنعني من الخروج
اكملت خطواتها نحو الشارع الرئيسي وهي تشعر بانتصارها عليه فلن تخسر العمل الذي اعادها إليه سليم النجار مجددا ولن تخسر ذاتها من أجل أن تكون برفقة رجل لا يراها إلا في صورة العشيقه...لن تكون زوجة بائسه ولن تهان ثانية حتى يتم طلاقهم في يسر وتبتعد تماما عن حياته.
بدء هاتفها بالرنين فوقفت تخرجه من حقيبتها.. تنظر لاسمه الذي أخذ يضئ فوق شاشته قررت ألا تجيب ولكن عاد الرنين ثانية فالتقطت أنفاسها وقررت أن تجيبه بقوة وقبل أن يخرج صوتها كانت تجد الحارسين يقتربان منها وهو يهتف متوعدا عبر الهاتف 
ارجعي البيت بهدوء يا مدام واسمعي الكلام 
..
تراجعت الخادمة للخلف بعدما دفعها الوافدين واندفعوا داخل المنزل 
حدقت الخادمةبالسيدة التي دلفت بجلبابها البسيط تصرخ باطفاله بأن يكفوا عن المشاغبة ولمس أي شئ ولكن الصغار منهم اندفعوا غازين المنزل سعداء بمجيئهم لشقيقتهم الكبرى
طالع الحاج عبدالحميد الخادمة الواقفة بملامحه البشوشة يعطيها البؤجة التي يحمل بها كل ما لذا وطاب حتى يشرف أبنته أمام زوجها
خدي يا بنتي شيلي عني
طالعتهم الخادمة في صدمة وصمت فمن هؤلاء الناس وقبل أن تهتف بشئ وتسألهم هل يعرفوا سيدها أم اخطأوا بالعنوان
فين فتون
 

تم نسخ الرابط