لحن الزعفران لشامة الشعراوي الجزء الأول

موقع أيام نيوز


احنا شجعان أوي نخيتوا اوام كدا اشحال مخليكم تشتغلوا شغل بسيط مفيش فيه أى مرمطة وتعب.
رد عليها طارق بأرهاق شديد
ماهو واضح وبعدين ياروزا ياحبيبتى أنتى ياماما متعودة على المرمطة والتعب ذنب أمنا احنا ايه.
ضحكت بقلة حيلة وقالت
الظاهر أن مفيش منكم فايدة أمال فين كلام الكفاح والعزيمة والهمة وأحنا لازم نبقى حاجة.

أردف عمر قائلا 
هوا كله هوا وبعدين أحنا لسه بندرس ومينفعش لينا شغل دلوقتى خالص.
التفتت إليه فيروزة قائلة بثبات
ودا مش مانع انكم تشتغلوا وتعملوا لنفسكم حاجة بجانب الدراسة وبعدين دا تدريب ليكم على الشغل يابهوات بدل قاعدة الكافيهات وحفلات الرقص اللى بتروحوها.
اردف عمر بأرهاق وجوع
طب ممكن ناخد ساعة استراحة وناكلنا حاجة تسند طولنا.
اقتربت من المكتب وأخذت الملفات من عليه وقالت 
ماشى ساعة واحدة و بعدها تكملوا باقى الحسابات.
طب مش هتيجي تاكلي معانا.
لا ورايا أجتماع مهم وهنعقد فيه صفقة جديدة.
نادتها السكرتيرة من الخارج قائلة 
فيروزة هانم الوفد الألماني وصل ومستنين حضرتك فى غرفة الاجتماعات.
التفتت إليها وقالت
روحى وأنا جاية وراكى حالا...عمر هات الملف الأزرق من المكتبة بسرعة.
بعد بضع دقائق فى غرفة الاجتماعات..
ولجت فيروزة بكل ثقة ووقار إلى الغرفة فانقطعت تلك الهمسات وتبقى الصمت هو السائد نظر إليها ذلك الشاب الذى يبدو عليه فى بداية العقد الثالث فأعجب بطلتها الساحرة فهى كانت ترتدى بدلة نسائية خضراء بنفس لو عينيها فجعلتها أكثر أنجذابا.
القت عليهم التحية ثم ترأست طاولة الاجتماع الضخمة
تحدث ذلك الشاب بثقة بها قدر من الغرور قائلا
أعرفك بنفس أنا رائف مالك لشركة المنصوري وسررت بلقائك فيروزة هانم.
أجابته بعملية وأنا كمان نبدأ الاجتماع ولا اي.
أجابها رائف بهدوء
طبعا نبدأ اتفضلى.
نهضت من مكانها ووقفت أمام شاشة العرض العريضة وأمسكت بجهاز التحكم وقامت بتشغيلها نظروا إلى تلك التصميمات بانصات شديد فبدأت تشرح لهم بمهارة محتوى التصميم وهى تنتقل من صفحة لأخرى بكل سلاسة وكانت تجيب على كل تساؤلاتهم بهدوء وثبات ثم أشارت لمساعدها بأن يضع أمامهم تلك الملفات الخاصة بالصفقة بينما رائف وعملائه كانوا منبهرين بهذا العرض أغلقت الشاشة بعد الإنتهاء وجلست بمكانها مرة أخرى.
أخذ رائف يقلب بتلك الأوراق ثم حول نظره إليها وقال بثبات شكلها مش هتبقى أول وأخر صفقة لينا مع بعض.
نظرت إليه بابتسامة صافية ليكمل حديثه
أعتبرى خلاص أن الصفقة تمت.
تحدث رجل من عملائه قائلا
بس حضرتك المبلغ كبير أوي ف ممكن نقلله شوية.
أجابته فيروزة بعملية
يا أستاذ المبلغ مش كبير على صفقة زى دى ولا ايه يارائف بيه يعنى حضراتكم شوفته العرض والتصميمات ومفيش فيهم غلطة واحدة وعلى ما أعتقد مش هتلاقوا شركة تعرض عليكم شغل زيه ولو معترضين مفيش مشكلة ننهى المشروع.
أردف رائف بهدوء مؤيدا حديثها 
العرض كان ممتاز ويستحق أن أدفع فيه عمرى وزى ما قولتلك أنا معنديش أى اعتراض.
ابتسمت فيروزة بمجاملة ثم قالت برزانة 
تمام بس قبل ما نوقع العقد هتقرأ كله البنود اللى فيه علشان ميحصلش مشاكل بعد كدا ولو وافقت نمضي العقد فورا.
أجابها رائف بعد الأطلاع على البنود فقال بموافقة 
وأنا موافق على كل الشروط ممكن إذا سمحتى نعقد الصفقة قبل ما ترجعى فى كلامك.
تقدم منهما المحامى ووضع أوراق العقد أمامه ليقوم بالأمضاء وفعلت مثله فيروزة هب رائف واقفا وقال بابتسامة
اتشرفت بمعرفتك مكنتش أعرف أن اللوء عامر عنده بنت جميلة زيك.
أجابته بهدوء شكرا لحضرتك.
نظر إليها قائلا 
قوليلى رائف بلاش حضرتك وبيه يافيروزة ولا عندك مانع من رفع الألقاب .
معنديش مانع.
وضع يديه بجيبه وقال بهدوء
إذا كان كدا تسمحيلى أعزمك على فنجان قهوة فى المطعم اللى جمب الشركة بمناسبة إتمام الشغل مابينا .
تحدثت فيروزة برفض
بعتذر منك لأن أنا مشغولة جدآ تتعوض مرة تانية إن شاء الله.
تمام مفيش مشكلة عن أذنك.
أومات برأسها إليه ثم زفرت بأرتياح بعد خروجه وضحكت بسعادة لنجاح شغلها.

فى المساء...
صفت فيروزة سيارتها فى الجراج ثم أتجهت إلى غرفتها بتعب شديد فما أن ولجت للداخل وجدت أنيس نائما بعمق على سريرها عقدت حاجبيها بدهشة وقامت بهز ذراعيه وهى تناديه بذهول
أنيس....أنيس !.
قطب عينيه بأنزعاج ثم أعتدل بهدوء وهو يلتفت حوله وبدأ يستوعب وجوده هنا فقالت روزا 
بتعمل ايه هنا ونايم كدا ليه.
فانتصب واقفا وهو يردد بنوم 
أخيرا جيتي كنت مستنيكي من بدرى ياروزا.
جلست على الأريكة المقابلة له ونزعت حذائها وقالت متسائلة ومستنيني ليه فى حاجة حصلت معاك .
جلس بجانبها ثم قال بهدوء 
أنتى عندك زهايمر يابنتى مش قولتيلى أبقى استناني عشان عيزاك فى موضوع مهم.
تذكرت فيروزة ما كانت تود أن تخبره به لتسأله قائلة
أنيس هو أنت لسه بتحب دارين
نبض قلبه پعنف عند ذكر أسمها ثم قال بضيق يضجر معالمه 
كنت لكن دلوقتى لا .
نظرت إليه بنظرات خبيثة ثم أضافت قائلة وهى تهب واقفة من مكانها 
اممممم طيب بحسب أنك لسه بتحبها كان عندى ليك مفاجأة بخصوصها كانت هتفرق معاك لو كان قلبك بينبض ليها بس يلا مش مهم.
أمسكها من معصمها سريعا ليردف بدهشه
أنتى قصدك ايه بالكلام دا أنا مش فاهم حاجة.
أحتلت مقعدها من جديد وهى تقول
مش مهم تفهم مدام مش هيفيدك كلامى بحاجة.
تحدث أنيس بضيق 
روزا بالله عليكي ما تلعبي بأعصابي أنا مش مستحمل أى حاجة.
اتكأت بيديها على كتفه وهى تقول بخبث 
مدام لسه بتحبها ليه بتنكر ياعسل.
أردف بحزن قائلا 
أنا بحبها يافيروزة لكن مش قادر أنسى اللى عملته فيا مش قادر أنسى كلامها اللى لسه بيتردد جوايا.
مش كل اللى بنسمعه بيبقى حقيقة ياأنيس أوقات كتير بنضطر نكدب لغرض معين لا يتضح للجميع أنهت جملتها ثم أمسكت يديه بقوة وأضافت
حاولت مرة واحدة بس تدور على الحقيقة بنفسك... لا صح أنت معملتش كدا مجرد بس سمعت كلام هى قالته من وراء قلبها لسبب ما صدقته ومحاولتش تدور بنفسك وتفضل وراها أنت تخليت عنها يا أنيس.
قطب حاجبه بعدم فهم ليقول
أنا مش فاهم حاجة وبعدين أنا متخلتش عن حد هى اللى أتخلت عنى.
أجابته فيروزة برفض قائلة 
لا يا أنيس أنت تخليت عنها عشان محاولتش تعرف هى ليه قالتلك كدا..صمتت لوهلة تفكر فى أمر ما ثم أضافت 
دارين لسه بتحبك ياأنيس أحتلت الدهشة والذهول معالم وجهه بعدم تصديق لتكمل حديثها بحزم
صدقنى هى بتحبك واضطرت تعمل كدا عشان باباها ميتسجنش بالشيكات اللى عليه وعلى العموم هى فرحها بكرا لو لسه عايزاها بأشارة واحدة مني بس ألغى كل حاجة و تكون ليك .
تحدث أنيس پصدمة
طبعا عايزاها لكن أنتى عرفتى كل المعلومات دى منين.
منحته نظره ساخرة قبل أن تخبره ثم قالت بصرامة
مش مهم تعرف دلوقتى كل اللى يخصك دارين وبس فاهم..وبعدين يلا على أوضتك لان أنا تعبانه ومحتاجة أرتاح شوية ومتنساش تجهز نفسك بكرا لأن رايحين مشوار مهم.
تسأل أنيس مستغربا مشوار ايه.
تحدثت وهى تذهب بأتجاه المرحاض قائلة
كل شئ بأوان يادكتور أنيس تصبح على خير.
أختفت عن أنظاره فأبتسم أنيس بهدوء بعد ما فهم على ماتنويه غدا ثم قال بصوت غير مسموع 
وأنتى من أهله ياروزا.
ثم غادر غرفتها بسعادة غامرة وقلبه يتراقص بتلك النبضات العاشقة..
بعد بضع دقائق خرجت من المرحاض بعد ما ابدلت ملابسها بملابس أخرى مريحة استرخت على الفراش وهى تفرد ظهرها بتعب وذهبت فى نوم عميق...

فى اليوم التالى وتحديدا فى مكان آخر...
كان يمسكها والدها من شعرها ليصفعها كفا عڼيفا اسقطها أرضا جعلها تضع يديها الرقيقة على خديها بۏجع وقهر فنظر إليها بقسۏة ليقول بعجرفة
قدامك خمس دقايق والاقيكي لابسه الفستان فاهمة عريسك مستنيكي برا على ڼار مش عايز تأخير ياهانم.
قعدت مكانها تبكى بأنهيار فقتربت منها والدتها وضمتها إليها قائلة بحزن 
قومى ياحبيبتى قومى البسي الفستان بدل ما الظالم يجي يضربك تانى وأنا مش هقدر عليه ربنا ينتقم منك ياعادل.
أرتدت ذاك الفستان فكان بمثابة كفن لها بعد لحظات كانت تجلس بجانب هذا العجوز الهالك منذ زمن فكان أصلع الرأس وحاجبيه كثيفة للغاية ومنغلقة فهى مثل أعواد المقشة الخشنة فكان ينظر إليها بابتسامة كشفت عن أسنانه السوداء من كثرة الټدخين فشعرت هى بالأشمئزاز من رائحته الكريهه التى تفوح منه فأخذت عينيها تزرف دمعا على حظها فوالدها أجبرها على الزواج من رجل أكبر من عمره ولم يشفق عليها.
تحدث عادل بسعادة
ايه رأيك ياشكرى كل حاجة تمت زى ما أنت عايز ثم وجه نظره إلى المأذون يلا يامولانا أكتب الكتاب.
لكن قاطعهم صوت قوي زلزل المكان قائلا 
أزاى بس يامولانا هتجوز واحدة مڠصوبة على العجوز ده.
اتمنى لكما قراءة ممتعة
الفصل السابع
على الطريق كان عمران جالسا فى المقعد الخلفى من سيارته التى كانت تقف بجانب الطريق فكان منتظر سائقه أن يأتى له من مكانا ما أخذ يعمل على حاسوبه بدقة ليقطع شروده سائقه الخاص به قائلا
حضرتك الأمور ماشية زى ما خططنا له.
نظر إليه عمران من نافذة السيارة وقال
حد منهم شافك أو لاحظ حاجة.
أبدا حضرتك وبعدين متقلقش انا واخد بالي كويس ومحدش يقدر يكشفني بالسهولة دى.
قال عمران بهدوء فين الكاميرا 
مد يديه إليه وهو يعطيها له فقال اتفضل أهى أنا صورت كل حاجة زى ما طلبت منى وعرفت كمان أن هما هيسلموا الشحنة بعد أسبوع من النهاردة.
أبتسم عمران وقال
عفارم عليك يارامز فعلا أنت كل يوم بتثبتلي أنك قد المسؤلية اللى بكلفك بيها.
على الجانب الأخر تقف فيروزة بجانب سيارتها وهى تزفر بضيق قائلة هو دا وقتك أنك تعطلى.
نظرت إلى هاتفها فوجدته فاصل القته بداخل السيارة بعصبية أعمل إيه أنا دلوقتى كل حاجة جاية تبوظ فى نفس الوقت .
نظرت حولها لعلها تجد أحد يساعدها ثوان واقترب منها ثلاث شباب فقال أحدهم محتاجة مساعدة ياقمر.
حدقت النظر بهم فلم ترتاح لهم منذ قدومهم فقالت بقلق لا شكرا مستغنيه عن خدماتكم.
وضع الشاب يده على صدره وقال بخبث
مينفعش نمشي ونسيبك لوحدك فى حته مقطوعة زى دى ميصحش بردو دا احنا ولاد بلد وجدعان أوى ولا ايه ياشباب.
تحدث الاخر وهو يحاول لمسها طبعا ولازم نقف جنب بنت البلد ونعمل معاها الواجب.
أبتعدت فيروزة عنه فقالت بقوة
أيدك لتوحشك وبعدين يلا اتفضلوا من هنا.
الشاب الثانى لو ما بعدناش هتعملى ايه يعنى.
فيروزة پغضب وصوت عال بعض الشئ
هصوت وألم عليكم الناس.
الشاب اوه بجد طب حاولي كدا وورينا إذا كان فى حد أصلا هيسمعك .
الشاب الأخر بس يالا حرام تزعل المزة الطلقة دى.
بينما الشاب الثالث أقترب منها وامسكها پعنف من يديها فقامت بدفعه بعيدا عنها وهى تصرخ بوجهه قائلة أنت مچنون ازاى تسمح لنفسك تلمسني بالشكل ده دا انا
 

تم نسخ الرابط