.إبن الزهار..بقلم عماد عبد الحليم
انا ادفنت حى فالمقاپر وانا لسه مولود مكملتش 6 ساعات على ميلادى اما تولدت لاقونى مبتحركش مفيش نفس ولا نبض طالع منى ولا ببكى فدفنونى كنت اول ولد لعيلتى لعيله الزهار ولد على خمس بنات.
فضلت فالمقپرة اكتر من 10 ساعات لحد ما جه عمران حارس المقاپر سمع صوت بكى شديد خارج من مقپرة عائله الزهار صوت طفل صغير ولانه موجود هنا بقاله 10 سنين فافتكر انه بيتهياله او ان دى حاجه من ضمن الحاجات اللى بتحصل هنا وسبنى ومشى وبعد ساعه رجع تانى وفتح المقپرة وخدنى وقرر ياخدنى لبيت اهلى ويفرحهم ويقولهم ابنكوا مماتش وياخد حلاوته بس للاسف الموضوع مكانش بالسهوله دى بيتنا كان بعيد فشرق البلد فمكان مجهور مكانش مجرد بيت عادى ده عبارة عن قصر عيله الزهار من اغنى اغنياء البلد من الاعيان زى ما بيقولوا
عمران خدنى لهناك بس للاسف وصل متاخر لانه شاف رحيم كبير عيله عيله حمزاوى واخواته خارجين من بيتنا اتدارى لحد ما مشيوا وقرب من البيت لقى البيت پيتحرق الولعه مسكاه كانه ڼار جهنم واخواتى ووالدى وامى جواه ومقدرش يعملهم حاجه..عمران خدنى البيت عنده وقرر يربينى خصوصا بعد ما رحيم استولى على كل ممتلكات عيلتنا وشرد الباقين منهم وطردهم من البلد وبعد كده عمران اتجوز مرة ومراته توفت وهى حامل كان نفسه يشوف ابنه ويربيه فشاف ان ربنا عوضه بيا..مكنش عايش مع عمران غير اخته فريده كان عندها ولد واحد غيرى ربتنى معاه وعمرها مافارقت بينا فالمعامله وعمران حكالها على كل شىء وقررت تساعده وتحمينى وسجلونى باسم دياب عمران ولان عمران كان فحاله ولانه حارس المقاپر وفقير محدش اهتم ولا سأل انا مين وجيت ازاى.
عشت اغرب طفوله ممكن يعيشها حد فسنى مكنتش بعيط معيطش غير مرتين الاولى اما كنت عند البيت بتاعنا وهو پيتحرق والثانيه اما سبتهم وروحت المقاپر بالتحديد مقاپر عائله الزهار عمران وفريده قلبوا الدنيا عليا لحد ملقونى قدام مقابرنا وبعيط كانى كنت حاسس بكل حاجه رغم انى لسه مكنتش وصلت 7 سنين عمران قدم ليا فى مدرسه فالبلد وبعد معاناة تقبلت كنت طول الوقت الدراسه بقعد لوحدى فحالى ولانى افقر واحد فالطلاب اللى هنا مفيش حد اهتم ولا حتى حاول يعرف مالى كان كل تركيزهم على ابناء الاعيان
بس فاكر ان فى مرة مدرس سالنى ومجاوبتش واستهزا بيا وانا زعقتله فقرر يضربنى وقفنى فنص الفصل وقالى افتح ايدك ولسه هيضرب العصايه وقعت من ايده وصړخ مش قادر يحرك ايده دراعه كله وقف واټشل ووقع على الارض بيتلوى من التعب
قربت منه وقولتله.. ملكش دعوة بيا متظلمش وتفترى على حد انا ابن حارس المقاپر واللى هيحاول يأذينى هبعته لهناك
وسبته وخرجت مكملتش فالمدرسة غير شهر وبعدها اترفدت عشان زميل ليا استفزنى وحاول يضربنى فضړبته ضړب مپرح كانى 20 سنه مش 7 سنين اكتر من 3 مدرسين والمدير بيحاولوا يسلكوه من ايدى معرفوش غير بصعوبه معرفوش غير لما خدت حقى وهديت اللى ضړبته كان حمزه ابن رحيم حمزاوى عشان كده المدير تخانق معايا وكان هيمد ايده لولا المدرس اللى فكر يعملها قبله بعته لعمران واتطردت بعد ماذلوه واهانوه عمل كل شىء عشان اكمل لكن رفضوه
خدت عمران وخرجنا من المدرسة وانا جوايا ڼار جهنم على المدير والمدرسه دى بصيت للمدرسه نظره استحقار عمران بيقول ان عمره ما شاف حد عينه بتلمع زى عينى اما پغضب ملامحى كانها ملامح ديب جعان ومنتظر فريسته روحنا وتانى يوم حصل اللى كان نفسى فيه مكتب المدير اتحرق وهو جواه والمدرسين كمان معاه كلهم اتحرقوا مفيش حد فيهم عاش عمران اما حكالى على اللى حصل للمدير والمدرسين قالى انه شاف فى عنيا نظرات فرح وانتصار كأنى انا اللى حرقتهم
طبعا حمزه راح اشتكى لوالده رحيم وحكاله على اللى عملته فيه ولانه كبير البلد فالوقت ده جه لوالدى عمران وهدده وقاله.. لازم تسيب البلد انت وابنك واهلك لادفنكوا فيها
وللاسف مكانش فيه حد يقدر يقف قصاد جبروت رحيم وظلمه وفعلا سبنا قنا وسافرنا اسكندرية وكنت كل ما أسال عمران.. ليه سبنا بلدنا ليه سبنا بيتنا
كان مبيردش او يقول ..نصيبنا كده الظلم اقوى مننا
وقال.. انا خدتك عشان احميك منهم
كنت لسه صغير مستوعبتش كل ده بس كرهى لعيله حمزاوى زاد خرجت من البلد مقهور وحاسس انى سايب روحى هناك بس اما خرجت منها مخرجتش لوحدى كانوا دايما معايا مفيش اى حدود تقدر تمنعهم وتبعدهم عنى
استقرينا فاسكندرية وبصعوبة لقينا بيت قريب من المقاپر وعمران اشتغل نفس مهنته حارس المقاپر ودخلنى المدرسة وتاقلمت بسرعه مع زمايلى وكنت دايما اشطر واحد فيهم حاسس ان فيه شىء فيا تغير اى هو مش عارف مفيش اى