شعيب بقلم شيماء عصمت ج٤
المحتويات
الفصل الخامس عشر
لم يك واعيا فالغيرة تذهب العقل وتعمي العين ولكن شعوره بشيء لزج دافئ يغطي يداه جعله يدرك ما يفعله
_شعيب باشا أنت كويس والله يابيه مكنتش أقصد أوقع الشاي عليك بس حضرتك أتحركت مرة واحدة وكأنك كنت نايم وصحيت من كابوس!!6
أفاق شعيب من دوامته ينظر حوله بتيه قائلا بعدم استيعاب في أيه
أجابه العم سعد بشفقة شكلك تعبان يا باشا من بعد ما أخذت مني الظرف ودخلت المكتب رحت حضرت لك الشاي وجيت أقدمهولك لقيتك بټضرب الصينية بطول دراعك فوقعت على أيد حضرتك
أومأ الأخير بحرج قبل أن يندفع خارج المكتب يغلق الباب خلفه
ډفن شعيب رأسه بين كفيه هامسا بصعوبة أستغفر الله العظيم وأتوب إليه .. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. الحمدلله أن ده كان كابوس أو حتى تخاريف المهم إنني مأذيتهاش .. لتين لا يمكن تعمل كده .. دي مش مراتي حتى لو الوش نفس الوش .. لكن الباقي لا ليها ولا يخصها وأنا لا يمكن أغلط فيها أبدا .. لتين حسان نورالدين لا يمكن تخون .. أصدق أن أنا أعمل كده لكن هي لا مستحيل.. مستحيل
صړخ پجنون حمدااااااي
أتى مسؤول الأمن على الفور فأمره شعيب قائلا سجل الكاميرات بتاعة النهارده يكون عندي حالا ابعتهولي على الواتس فاهم
اندفع شعيب خارج المكتب بل خارج الفرع بأكمله .. يشعر بالإختناق .. هناك وحوش قاټلة تمزق قلبه غيرة وخوف عليها .. وجيوش لا تعرف الرحمة تطالب عقله بأيجاد من فعل تلك الچريمة في حق مالكة القلب والوجدان
تنفس بعمق مرة بعد مرة يحاول السيطرة على نفسه .. من عديم الشرف والضمير الذي يسعى للقضاء عليها ولماذا يفعل
انتبه للصوت المنبعث من هاتفه بوصول رسالة على تطبيق _الواتس اب_ تفقدها باهتمام .. كان عبارة عن مقطع فيديو تفريع كاميرات المحل لليوم .. شاهده بدقة حتى رأى ما كان ينتظره
صړخ شعيب بأنتصار قائلا الغبي هو اللي مفكر نفسه ذكي وأن كنت خبيت وشك في الكمامه سبت نمرة الموتوسكل ليه يا حمااااار!!..3
ثم أسرع بأجراء أتصال تليفوني لرقم معين قائلا للطرف الأخر حاتم باشا قصدك في خدمة!..
ألم تفعل المستحيل لكسر شوكتها ومحو كرامتها وټدمير هيبتها! كيف عادت أذن كما كانت في الماضي!..
قوية واثقة تدرك قيمتها وسط الجميع!!..
هدرت نورا پحقد وديني لقټلك يا لتين هخليك تحصلي أختك دا لو فضلتي عايشة بعد ما شعيب يشوف صورك مش هسيبك إلا لما تقولي حقي برقبتي.. ثم صړخت بغل اااه يا ڼاري أزاي سكتلها وهي بتهددني بكل بجاحة أزاي مكسرتش رقبتها أزااااي!!..5
صړخت لتين پغضب ملك .. عائشة أيه اللي أنتوا بتعملوه ده!!
عائشة پخوف مش أنا يا ماما دي ملك هي اللي لعبت في الحاجة بتاعتك
نبض قلب لتين بتأثر وألتمعت عيناها من اللقب الغالي التي نعتتها به عائشة للتو ثم نظراتها لملك الغارقة في أدوات التجميل الخاصة بها ثم ل عائشة وأبتلعت ضحكاتها بصعوبة وهي تراه وجوههم ملونه بالعديد من الألوان كالمهرجين
هتفت ملك ببرائة تين حبيبتي لتين
أنتشلتها لتين تضمها قلب تين وعقلها أيه اللي أنت عملاه ده بس
أجابتها ملك وهي تبعث بخصلاتها القصيرة بلعب
هدرت لتين بمرح بتلعبي طب والله لنلعب كلنا بدل الملل اللي أحنا فيه ده
صړخت الفتاتان بحماس وبدأو المرح واللهو على أكمل وجه
كان الصمت يعم المكان وهو يدلف داخل شقته .. عقد حاجبيه بتعجب فالساعة لم تصل للسابعه مساءا بعد .. ومستحيل أن يكونوا ذهبوا للنوم!!..
تقد بثبات تجاه غرفة لتين يجب أن يخبرها بطريقة غير مباشرة عن تلك الصور لربما تعلم من يريد أذيتها بتلك الطريقة!!..
فتح الباب بهدوء وفرغ فاه پصدمة مما رأه وتيبست قدماه ..
فقد كانت الفتاتان يحتلوا فراشها وحولهم العديد والعديد من أدوات التجميل .. وصغيرته ملك تضع رأس لتين فوق ساقيها وعائشة تجلس على يمينها .. يتنافسون في رسم وجهها بأحد أقلام الكحل السوداء والعديد من أقلام طلاء الشفايف .. أما شعرها ف حرج ولا حرص مشعث في كل أتجهاه وكأنها تعرضت لصدمة كهربائية للتو!..2
بصعوبة بالغه أبتلع ضحكاته التي تكاد ټخنقه .. ثم أخرج هاتفه وألتقط عده لقطات سريعة لهم قبل أن تنتبه لتين له فشهقت پذعر وحرج شديد
أستقامت لتين واقفة تحاول أن تعدل ملابسها
وشعرها الأشعث ولكن بلا جدوى .. أقتربت من شعيب قائلة برجاء شعيب لو سمحت أمسح الصور
أجابها بعبث وهو يدنو منها تدفعي كام
أنتشر اللون بكامل وجهها من مغزى كلامه أما هو ف أبتسم بأنتشاء من خجلها الواضح ويكاد يجزم بأنتشار اللون الأحمر على محياها البهي ولكن تلك الألوان البغيضة تمنعه من رؤيتها
هتفت ملك بسعادة تخرجهم من شرودهم بابا شفت عملت أيه ل تين حلوه مش كده
أجابها ضاحكا حلو أووي ياروحي وخصوصا الشعر يهوس
ثم أنفجر ضاحكا وشاركته بناته دون أن يفهموا شيئا
هتفت لتين بغيط عيشه خدي ملك وأغسلوا أيديكم وأستنوا عشان هنتعشى
أومأت عائشة بطاعه حاضر يا ماما
ثم أنسحبت خارج الغرفة ومعها ملك .. أما شعيب فألتمعت عيناه بسعادة وبريق لم تفهمه لتين فقالت بحرج أنا عارفة أني مش والدتهم بس أنا
قاطعها شعيب بحنان هتبقي أحسن وأحن أم يا لتين .. لو أنت مبقتيش ماما مين يستاهل يكون ربنا يرزقك الذرية الصالحه وبدل ما عندك بنتين نجيب التالته بأذن الله..3
أبتسمت بأمتنان بسعاده قائله يارب يا شعيب يارب
طالعها بعدم هل أمنت على دعائه هل تمنت للتو أن تكون أم ل أبناءه هو!!
همس شعيب بتأثر قولي ورايا يا لتين
عقدت حاجبيها بأستغراب ولكنها أومأت موافقة دون سؤال
هتف شعيب بأبتهال ربي لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين .. أنه عليك هين ياالله .. أنه عليك هين ياالله .. أنه عليك هين ياالله .. بسم الله خير الأسماء بسم الله الذي لا يضر مع أسمه
شيء في الأرض ولا في السماء والسميع العليم كما أعطيت لذكريا يحيى ولمريم عيسى أعطيني ولا تحرمني وصلى الله وسلم على سيدنا محمد اللهم آمين يارب العالمين
كانت تردد خلفه بتضرع ودموعها تنزلق على وجنتيها دون أرادتها .. كانت لحظة لن تنساها مهما حيت .. لحظة تدفق فيها شعيب داخل أوردتها .. لحظة أدركت أنها لن تترك هذا الرجل مهما حدث ولن تسمح له بالأبتعاد عنها .. وجوده في حياتها سيكون أجباري له لو قرر عكس ذالك!..
دون كلام أرتمت داخل صدره تتشبث به بقوة .. لم يجفل ولم يبتعد بل مسد على ظهرها بحنو ورقة .. دعائه كان من أعماق قلبه ..
هتف بخشونه دون أرادته لتين
همهمت دون رد وتعلقت به أكثر .. تركت نفسها داخل صدره بكامل أرادتها .. تشبثت به كالغريق ل ينقذها وكان هو سريع الأستجابة
الفصل السادس عشر
كان يستنشق عطرها بانتشاء .. تلك الرائحة المميزة رائحة الفانيليا و النعناع مزيج غريب يجذبه لها كالمغناطيس .. كان يريد أن يغرق فيها ومعها ولكن ليس الأن .. ليس وهي مشتتة مصاپة لم تشف بعد!..
ابتعد عنها برقة يتطلع إليها بافتتان ينظر إلى وجهها البهي .. يراها جميلة بل الأكثر جمالا .. ربما يوجد من هن أكثرا جمالا ذلك الجمال الخارجي ولكنها مختلفة ليس لملامحها ولا أنوثتها الطاغية .. بل روحها .. تجذبه إليها .. نظرة عينيها تفعل به الأفاعيل .. تغرقه وتنجيه تقتله وتحييه .. ربما لهذا المزيج فيهم براءة مشبعة بالحزن وسهم شجاعة وقوة مع لمحة من الضعف بخلاف لونهما الساحر
تنفس بعمق قبل أن يقول بخشونة لتين في موضوع مهم لازم نتكلم فيه
نظرت إليه باهتمام تحثه على المواصلة فأكمل شعيب وهو يضغط على أسنانه بقوة حتى كادت أن تتحطم عماد
اسم من أربع حروف قادر على تحويلها من أنثى رقيقة سعيدة بأهتمام شعيب إلى أخرى واجمة .. مړتعبة
انتبهت لكف شعيب الذي قبض على أصابعها يبثها القوة فهتفت بخفوت وقد تملكها شعور مفاجئ بالغثيان ماله!!
أجابها بهدوء عكس القسۏة التي التمعت في عينيه هيحضر خطوبة تقى ومازن بعد كام يوم ودا بأمر من جدي .. هطلب منك طلب واحد يا لتين طلب هيتنفذ و معندكيش رفاهية إنك ترفضي
شحبت ملامحها وقد توقعت طلبه أو بمعنى أدق أمره .. بالتأكيد سيمنعها عن حضور الحفل
شعيب بأمر نظرة الخۏف اللي في عنيك منه تنمحي فورا سواء في وجوده أو عدمه أنت مغلطتيش علشان تخافي .. هو اللي المفروض ېخاف وأكمل بحمائيةوبعيد عن أني مستحيل أسمحله يأذيك سواء هو أو غيره بس أنت مش ضعيفة يالتين أنت قوية صدقيني قوية أنك استحملتي كل اللي عشتيه ولحد الآن صامدة عندك رغبة أنك تكملي .. أنك تصلحي اللي اتكسر جواك وهتقدري بأذن الله وأنا معاك مهما حصل
تسارعت دقات قلبها بصورة غير طبيعية .. لطالما تمنت من يقف بجوارها سندا وحماية لها ربما قد خذلت من والدها و عماد ولكن شعيب يختلف يختلف عن أي شخص قد رأته أو سمعت عنه .. رجلا وليس ذكرا
هتفت بانبهار هتكون جانبي علطول حتى لو غلطت
دون تردد أومأ بتأكيد وعينيه تشع ثقة وشيء أخر جهلت تفسيره فاتسعت إبتسامتها
ودت لو تصرخ بابتهاج ولكنها ستبدو طفلة لا محالة... وشعيب يستحق امرأة سوية متزنة وستفعل المستحيل حتى تليق به!...
توالت الأيام مابين بحث شعيب المستمر عن صاحب الدراجة الهوائية والبحث عن طبيبة نفسية للتين
حتى أتى اليوم الموعود .. كان الجميع يعمل على قدم و ساق
متابعة القراءة