بعد فوات الأوان لمروه حمدي الجزء الأول

موقع أيام نيوز

بعد فوات الأوان من سلسله لا تخافوا ولكن احذروا 

بعد فوات الأوان من سلسلة لا تخافوا ولكن احذروا 
بقلم مروة حمدى 
للقلب  أحكام وللعقل أحكام وبين هذا وذاك قلوب تحييها كلمه وتذبلها أخرى.

_ يا أبيه ولزمته ايه اللف ده كله؟ يعنى انت متخيل مثلا أنها هتقول لا؟ الناس كلها عارفه شمس لكريم وكريم لشمس. 

ابتسامه تعرف طريقها إلى وجهه كلما ذكر أسمه مع اسمها أشرقت بها ملامحه. 
_بقولك يا عديمه الاحساس عايز اسمعها موافقتها منها. 
_يا قلب اختك ما انت لما هتتقدم لعمى هتسمعها برضه! 
كريم وهو يضربها على مؤخرة رأسها من الخلف: يابت افهمى افهمى موافقتها هتوصلنى مش هسمعها مش هعرف اوصل للفرحة إلى فى نغمة صوتها اعرف اجابتى على سؤالي من لهفتها  تهتهتها 
اخذ نفس عميق متابعا: حاجات كتير وحده معدومه المشاعر زيك  مش هتفهمها. 
منى وهى تعبث بخصلات شعرها بيدها: طب ما اتكلمها انت وهو يبقى منك   ليها. 
كريم: يووووه على الغباء يا بت هتتكسف منى اه انا حابب اشوف كسوفها ده وأكيد هشوفه وانا بلبسها الدبلة بس هى معاكى هتكون صريحه هتتكلم هتطلع ال جواها ال عمرنا ما اتكلمنا فيه بلسانا هتقول كل حاجه وانا هسمع . 
أطلق تنهيده حالمه متابعا: هسمعها بقلبى وروحى.

أعاد النظر الى أخته بعدما طال صمتها يجدها تنظر له وكأنما نبت قرنين برأسه لتعلق على حديثه  بإستغراب وسخرية: 
شمس وتتكسف فى جملة واحدة! دى ملكه العالم فى الدبش والطوب ال بتحدفه.

كريم بعدما نفذ صبره أمسك بها من مقدمه ملابسها يرفعها عن الفراش : دى حاجه ودى حاجه،  انجزى اطلعى على بيت عمك وماتنسيش اوعى اوعى تقفلى المكالمة فاهمه عايز اسمع كل حاجه. 

منى وهى تحاول التحرر من قبضته: بالراحه بس برستيجى مش كده! 
وقفت أمامه تعدل من وضع ملابسها: احم وانا فى المصلحه دى هطلع بكم؟ 
نظر لها بوعيد وهو يجز على أسنانه: بقلمين على وشك . 
منى وهى تفر بعدها هاربه: لا وعلى ايه اعتبر واجبك وصل.

يحلق بسعادة جالسا على الفراش وهاتفه بيده يضعه على اذنه بصمت عقد به لسانه حتى يستمع لكل كلمه تخرج من فاهها لا يريد تمرير همسه واحده من همساتها . 

اعتدل بجلسته وتحفزت كل خليه بجسده وهو يستمع لصوتها الذى يعشق ترحب بأخته على طريقتها الخاصة. 
فى الجهة الاخرى. 
شمس: اهلا اهلا بالناس الندلة ال مش بنشوف وشها الا لو كان فى نصيبه او ليها مصلحة. 
منى بشهقة مصطنعه: انا يا بنتى. 
شمس بضحكه صغيرة خطفت لب ذاك المستمع من الجهة الأخرى للمرة التى لا يعلم عددها: اااه انتى. 
منى وهى تربط على صدرها براحه يدها بخفة: شكرا على ثقتك الغالية. 
قالتها وهى تجلس فى مقابلتها على الفراش تضع الهاتف إلى جوارها مبقيه المكالمه الهاتفية بينها وبين اخيها جارية بينما الشاشة مغلقة حتى لا تشعر شمس بشئ. 
شمس: لا بجد مختفيه ليه كده؟ انا كل ما بسأل كريم عنك يقولى بتذاكر.. 
اكملت بضحكه ساخره وهى الإدرى بإبنه عمها: وبصراحه مش مصدقه. 
منى بما يشبه العويل على حالها: لا صدقى يختى عايزة اخلص لحسن انا ال قربت اخلص. 
شمس: خلصى بس وانا هجيبك معايا فى الشركة ال بشتغل فيها. 
منى بسرعه: لالالا مش لاعبه انا من أنصار ان الست مالهاش غير بيت جوزها  يعنى اخلص جوزونى عدل. 
بصق على الهاتف من الجهة الاخرى معلقا بهمس: بس تنزلي انتى ونشوف هتتجوزى ولا تتجبسى.

وكانما استمعت إليه لتتدارك حالها سريعا: المهم بس سيبك منى خلينى فيكى انتى. 
شمس وهى عاقدة لحاجبيها: انا! 
منى وهى تهز رأسها بإيجاب::اممم، ايه خلصتي كليه بتفوق وبتشتغلى فى مكان مرموق... 
شمس وهى تكبر بوجهها: الله اكبر الله اكبر. 
منى وهى على وشك قرض يدها التى ترفعها بوجهها لتسحبها الأخرى سريعا: ايه هو انا هحسدك؟! 
شمس: اه. 
منى بهمس لنفسها" مكدبتش لما قولت دبش " 
شمس: اايه  يا بنتى انا عارفة انك مجنونه بس مش لدرجه تكلمى نفسك. 
أخذت نفس عميق تهمس داخلها: صبرنى يارب. 
ثم نظرت لها متابعه: يعنى يا بنتى بعد الشغل ناويه على ايه؟ 
شمس بصدق: مش عارفة. 
منى : يعنى هتعملى دراسات عليا ، جواز. 
شمس: دراسات عليا فى الوقت الحالى لا بصراحه. 
منى وقد وصلت لبدايه الخيط : طب والجواز؟! 
شمس: لو اتقدم حد مناسب فليه لا اشوفه واتعرف عليه واقرر. 
عقدت منى حاجبها من تلك الإجابه ولكنها هزت رأسها نافيه تخرج تلك الأفكار التى بدأ يوسوس لها بها شيطانها معلقه  لربما كانت خجلة من الافصاح او الحديث عن حبها لأخاها.

كذلك برر ذاك العاشق لنفسه بأن شمسه لطالما أحبت الاحتفاظ بمشاعرها لنفسها لا تفصح عنها أمام احد بسهولة الا هو فلقد كانت له كتابا مفتوحا يعرف دواخلها اكثر منها.

لتعود الابتسامه على وجهه من جديد يتشبث بهاتفه منتظرا بلهفة وشوق يستمع لهم من الجهة الاخرى. 
منى: وليه تقعدي وتتعرفى وتقررى وفى حد انتى عارفاه كويس اوى اوى اوى  موجود. 
ختمت حديثها بغمزة من عيناها جعلت الأخرى تتساءل وهى تبتلع ريقها تخاف من الاتى: 
_قصدك مين؟ 
منى بهيام: كريم اخويا. 
انتفضت من مجلسها كمن لدغها عقرب تجيب بقوة افزعت الأخرى توليها ظهرها بإعتراض: لا. 
وقفت منى مشدوهه مصدومه حاولت التحدث لتخرج كلمات ضعيفه مهزوزة:  لا! 
صمتت ثوانى تحاول الاستيعاب لتسأل بحيرة: ليه؟ 
شمس وهى تلتف بجزعها لها:  هو ال قالك تيجى تقوليلى. 
منى وهى تنظر لملامح وجها المقتضبه  المناقضة تماما لملامح وجه اخاها وهو يتحدث عن زواجه بها لتبلع تلك الغصة تجيبها: لا. 
اغمضت عينيها لبرهه مكملة كذبتها للحفاظ على ماء وجه اخاها وحتى تتأكد من قرار الأخرى. 
_انا من نفسى، اصلى لما لقيت ماما بتدور على عروسة ليه قولت اشوفك الأول وبعدين اقترح على والدتى. 
أطلقت زفيرا براحه وقد بلعت ريقها وعادت الابتسامه إلى وجهها تعاود الجلوس إلى الفراش من جديد تنظر إلى الأخرى التى بهت وجهها وهى ترى ردود أفعالها التى صډمتها وبشده. 
_الحمدلله،  خضتينى، لا تشكرى مستغنين عن خدماتك خليها تدورله بعيد عنى. 
منى بعدم تصديق: خضيتك؟!

شمس وهى تتناول كوب الماء على الطاولة بجوار الفراش ترتشف منه: امممم ، اصل لسه ماما كانت بتتكلم مع بابا بتقوله هو كريم ناوى امتى يتقدم لشمس؟ سمعتهم بالصدفة وانا فى المطبخ  ساعتها عفاريت الدنيا بقت تتنطط قدامى وبكلامك دلوقتى قلبى وقع فى رجليا وخفت ادبس علشان كلاك فارغ وبطل ان البنت لابن عمها وقراين فاتحه والعبط ده.

منى: يعنى انتى مش بتحبيه؟ 
شمس: بحبه اكيد. 
ماكادت الاخرى تلتقط انفاسها لتباغتها بباقى حديثها الچارح لها ولاخاها. 
_ بس مش الحب ال يخليني ارتبط بيه وافكر اكمل حياتى معاه. 
منى بتردد : فى حد فى حياتك؟ 
شمس: اتجننتى يا بنتى، اكيد لا مافيش. 
منى فى محاولة لإيجاد اى عذر لعله يخفف من ۏجع أخاها المستمع لحديثها ورفضها القاطع: 
_طب انتى كان قصدك انك  بتحبيه  تقصدى زى اخوكى . 
شمس: لا طبعا الأخ اخ وابن العم ابن العم وبعدين كريم انا مش بس  بحبه لا وبقدره وبحترمه جدا جدا بس انا الوحيدة ال مينفعنيش ، اصلا مينفعش نكون سوا مش عارفة انتوا فكرتها فى كده ازاى سوا انتى ولا ماما حقيقى مستغرباكم وبعدين ازاى...

منى وقد اكتفت بهذا القدر فليس للاسباب أهمية طالما جميعا تؤدى للرفض: خلاص يا شمس كفاية كلام فى الموضوع ده اعتبرينى مقولتش حاجه. 
شمس : ولا يهمك،  المهم بلاش اقتراحاتك ال تودى فى داهيه دى .. 
صمتت ثانية اكملت بعين متسعه: اوعى تكونى اقترحت على كريم اقتراحك الأهبل ده. 
منى پصدمه: داهيه! 
أخذت نفس تولى ظهرها لها تمسك بالهاتف تنظر له بأعين دامعه تفتح الشاشة تتمنى ان تكون المكالمه انتهت منذ فترة ولم يستمع ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يناله، فمن العداد الزمن تأكدت بأن اخاها استمع لكل شئ ، لتسقط تلك الدمعه الحبيسة على الشاشة عقب غلق المكالمه من طرفه. 
لنتحدث بصوت متحشرج تسير للخارج: لا. 
شمس : مش هتقعدي معايا شوية رايحه فين. 
منى : عندى مذاكرة.

أغلق المكالمة بهدوء يتنافى مع ضربات قلبه الصاخبة بعدما عجز اللسان عن الصړاخ لتتولى هى المهمة،  نظر حوله بتيه وشعور بالضياع يكتنفه ثقل الهواء وقل من حوله وتلك الجدران تضييق عليه الخناق لم يشعر بنفسه وهو يركض للخارج كمجذوب لم يستمع لنداءات والدته  الجالسة بالبهو ولا أخته التى هبطت الدرج سريعا پخوف عليه بعدما استمع الى الرد الذى صدمها هى قبله لتقابله وهو يدلف للخارج.

لتنظر الام بقلق وخوف إلى ابنتها: اخوكى ماله يا منى؟ 
منى بتنهيدة : الله يكون فى عونه ويهونها عليه. 
صكت على صدرها بفزع: يالهوى حصل ايه يا بنتى مترعبنيش؟ 
_هقولك يا ماما. 
قالتها بحزن وهى تغلق الباب خلفها. 
****** 
مستلقيه على الفراش تمسك هاتفها تتصفح حسابها ولجت إلى المحادثات لتجده على غير عادتهم سويا فى مثل هذا الوقت غير متصل. 
_غريبة! كريم مش فاتح يعنى؟ 
هكذا تسائلت بدهشة انتظرت لدقائق ولا يزال غير متصل. 
لتضيق بين حاجبيها تحدث نفسها بصوت مسموع وهى تنقر باصبعها حديثها على الشاشة: 
_ ايه؟ الاستاذ مشغول فى ايه؟

أطلقت زفير بملل لتتابع: يمكن مشغول او خرج ، بس مقالش يعنى! على العموم اول ما هيفتح ويشوف الرسالة هيرد. 
أخذت تتصفح المنشورات الحديثة تعلق على احداها تمرر احداها ومن الحين للأخر تنظر إلى المحادثات لتجده لا يزال غير متصل لتعاود التصفح مرة أخرى، تأخر الوقت ولم يصلها الرد.

فقدت الأمل تهم بإغلاق الهاتف لتوقفها صورة له نظرت للتاريخ لترفع احد حاجبيها متمتمه بعدم رضا. 
_البيه يوصلنى الشغل من هنا ويتصور من هنا ولما اقوله صورنى يقولى غلط على الصحه!!! 
أخذت تتأمل ملامحه لا تنكر انه وسيم وللغاية تضحك داخلها عليه وعلى تلك الوضعية التى يتخذها معلقه لحالها: 
_مغروووووووووور. 
فتحت عيناها على وسعهما وهى تقرأ احد التعليقات. 
"المون مون برضه" 
لتتحدث پحده وعصبية: ده مين البجحة دى! 
نظرت الى الصورة بجانب التعليق: 
_الصورة دى مش غريبة عليا. 
ولجت إلى الصفحة الخاصة بصاحبته لتهز برأسها: 
_اممم انا قولت برضه الوش البارد ده انا عارفاه وطلعت الست فيروز لا ومسمية نفسها ضحكتى جنان ام سنان صفرا والباقى واقع. 
اكملت بوعيد: ده ليلته سوداء.

قامت بمهاتفته ليصلها جرس ولا يجيب مرة فاخرى فالثالثه ولا إجابة. 
القت الهاتف من يدها بعصبية : ماشى وكمان مش بترد! زود فى حسابك معايا ده انت نهارك بكرة مش معدى يا سى كريم. 
بغيظ اندست بفراشها تغلق عينيها پغضب كمحاولة باءت بالفشل للنوم ، لتفتح أعينيها تتنهد بضيق تزيح الغطاء عنها تستند بجسدها على ظهر الفراش خلفها لتخرج حيرتها كسؤال ترجمه لسانها دون وعى منها.

_ايه ال شاغلك عنى يا كريم؟ وليه تعمل للبت الهب*لة دى لايك عاى الكومنت بدل ما تحظرها؟! 
اتسعت عيناها لتعتدل بجلستها تبلع ريقها وقد أنتبه عقلها لما قالت. 
لتهز رأسها تنفى كل تلك الاټهامات التى وجها لها لتتحدث بصوت عالى: لا، لا مش بغير طبعا. 
_ اومال مالك اضايقتى ليه من تعليق البت دى؟! 
_علشان البت دى لاصقة وسوداء وكودة وانا مش بحبها مش اكتر وبعدين ما فى كتير بنات علقوا ومهتمتش. 
_يمكن علشان عارفه ان عينها عليه وبتعاكسه. 
_لا علشان عارفه انها بجحه وهو يستاهل احسن منها مية مرة. 
_اومال قولتى لا ليه على كلام منى من غير تفكير طالما يستاهل الأحسن؟! 
_منى بغبغان بتردد ال سمعته من واحنا صغيرين شمس لكريم وكريم لشمس هما عايزين يفرضوا عليا ارادتهم عادات قديمة متمسكين بيها البنت لابن عمها ومقرية فاتحتهم وانا محبش كده محبش حد يفرض ارادته ورأيه عليا ويحطنى قدام الأمر الواقع والمفروض اقبل واسلم، يمكن....

صمتت لبرهه، ليلح عليهاعقلها بالسؤال. 
_يمكن ايه؟ 
هدأت نبرة صوتها تكمل حديث نفسها: 
_ يمكن لو كان هو قالى يمكن لو كان فى يوم صرح بعيد عن نقطه جواز ولاد العم ال انا ضدها كنت فكرت بس حتى لو حصل ده برضه مكنش ينفع. 
_ليه؟ 
_ علشان مينفعش، مينفعش انا وهو نكون سوا. 
اسئلة كثيرة تنهال عليها مع ذكريات من الماضى مع لحظات من الحاضر تجمعها به ، لتصرخ عاليا واضعه يدها على أذنها: كفاية كفاية، انا صح السبب كله من منى ومن اقتراحها المت*خلف.

أمسكت الهاتف تنوى الاتصال بها وټعنيفها ولكنها لم تفعل، فلما التعنيف هى فقط اقترحت واجابتها بالرفض والأخرى لم تتعنت معها او تضييق الخناق عليها فلما تُحاسب على تلك الفوضى بعقلها.

أمسكت الهاتف تلج إلى صفحته، لا يزال غير متصل، نغزة بقلبها لا تعلم مصدرها لعدم قراءته لرسالتها حتى الآن،  مررت أناملها على صورته، هى بحاجته هو الآن وليس سواه هو من يفهم عليها دون حديث ولكنه غير موجود وهذة المرة تختلف فالامر متعلق به.

حيرة فوضى اسئلة كثيرة وقلب منقبض تحتاج للحديث لإخراج مابقلبها ولكن لمن؟ 
أطلقت تنهيدة عالية بحيرة والأفكار تتقاذفها لا يغمض لها جفن، لتمسك بهاتفها بتردد لأول مرة ستفعلها ستفتح قلبها لأحدهم غيره 
تحتاج لسماع : انتى على حق حتى تخلد إلى النوم بفكر رائق.

هى هالة اختها الأكبر من ستتفهم عليها ، وضعت الهاتف على اذنها فى انتظار اجابتها. 
هالة من الجهة الاخرى: الو. 
شمس: ازيك يا هالة معلش لوبتصل فى الوقت ده. 
هالة: يا بنتى انتى اتجننتى انتى تتصلى فى اى وقت. 
شمس: لربما حسين يضايق. 
هالة بنبرة ساخرة حزينة: لا ماتقلقيش هو مش موجود علشان يضايق. 
أطلقت شمس زفرة طويلة وصلت للاخرى لتعقد حاجبيها معلقة بسخرية: ما بالراحة يابنتى هتحرقينا. 
شمس بصدق: التفكير هيجننى يا هالة. 
نظرت هالة إلى الهاتف بيدها وإلى الاسم الظاهر على شاشته هل هى حقا شمس؟ 
لتجيب بعدم تصديق: هى ال معايا دى شمس؟ 
شمس بانزعاج: انت هتهزرى من اولها يا هالة؟ اقفل يعنى؟ 
هالة : بس بس أهدى يا بنتى مالك مش مستحملة كلمه من حد كده ليه؟ انا بس مستغربة انتى عمرك ما اتكلمتى مع حد فى حاجه شغلاكى قبل كده! مش اكتر. 
أطلقت تنهيدة عالية لتعلق عليها الأخرى. 
هالة : يااااه يظهر ان الموضوع كبير اوى. 
شمس: كريم. 
هالة: ماله، اټخانقتوا؟ ما اعتقدتش. 
شمس: لا. 
هالة: اومال. 
شمس: منى بتقولى تتجوزى اخويا وماما قبلها بتقول لبابا امتى كريم هيتقدم. 
هالة : اخيرا موضوعكم هياخد خطوة رسمى. 
شمس بعصبية: ماهو علشان كده قولت لا. 
هالة بعدم تصديق: انتى رفضتى؟ 
شمس: اه. 
هالة : يبقى اكيد اتجننتى. 
شمس: اټجننت علشان عايزة اعيش حياتى مع الشخص ال يريحنى! اټجننت علشان مش عايزة اعيش حياة مفروضة عليا. 
هالة بعقلانية: شمس انت شايفه ان كريم مش هو ده الشخص ال حابه تعيشى معاه مع ان الكل شايف اد ايه علاقتكم قوية اد ايه انتوا متفاهمين سوا؟! انتى بجد شايفة ان كريم مش هو ال هيريحك؟ 
شمس: ليه محدش فاهم؟ 
هالة: قولى انا سمعاكى فهمينى. 
شمس: انا وهوفاهمين بعض كويس اوى ، حافظين بعض ، بيفهمنى من قبل ما اتكلم، عارف بحب  ايه ؟بكره ايه؟ 
عارفنى اكتر من نفسى وانا كمان قولى لو اتجوزنا شكل حياتنا هتبقى ازاى؟ 
صمتت لا تجيب تنتظر متابعتها للحديث تريدها ان تخرج ما بجعبتها كاملا والأخرى لم تنتظر لتجيب على سؤال نفسها تؤكد على صحة قرارها. 
_ ملل، مافيهاش جديد ، عارفة حكاية انك تتعرفى على حد تحاولى تفهمى طباعه تستكشفيه هو ده ال بيدى للحياة طعم لون. حتة الخۏف يا ترى ده هيعجبه  ده لا . 
لو المفاجأة دى اتعلمت هيتبسط  هيزعل ده ؟! 
كله مش هيكون موجود فى حياتنا سوا، الجواز بالنسبالى اتنين طباعهم حياتهم مختلفة كل واحد بياخد من التانى الحلو ال فيه يعنى الاجتماعى والبيتوتية  المغامر والخوافة ال بيحب السفر وال بتحب القراية هيبقى فى ما بينهم الف مجال ومجال للحوار كل واحد هياخد التانى لمنطقته  يعرفه عليها فكل يوم هيبقى فى جديد حتى زعلهم والطريقة ال هيتصالحوا  بيها هيبقى حبهم چنوني مليان حياة.

تابعت بتأكييد: انا وهو شبه بعض زيادة عن اللزوم  احنا ممكن يجئ علينا وقت نكسل نتكلم مع بعض لاننا ببساطه هنبقى عارفين التانى رده ايه؟ متخيلة!! 
علاقتنا هتكون مملله قد ايه؟ كئيبة!!! 
هتخلينا نكره بعض وحتى علاقتنا الحلوة دى هتروح ومش هنعرف نرجعها زى ماكنا تانى.

التقطت أنفاسها بعدما فرغت من الحديث لتتحدث بنبرة اهدا مبطنه برجاء واضح مطالبة بالتأييد. 
_انتى متجوزة وأكيد فاهمه انا اقصد ايه! صح؟! 
هالة: وعلشان انا زى ما انتى بتقولى فلازم تعرفى ان حساباتك غلط المرة دى يا شمس. 
شمس ببهوت: اايه؟ 
هالة: مشكلتك بس انكم فاهمين بعض حافظين بعض ،بذمتك ده سبب؟ 
شمس: يا هالة احنا قافلين حياتنا على بعض يمكن بسبب كده انتوا.... 
اوقفتها هالة بنبرة ساخرة: عندك حق ده عيب خطېر عارفة الساعه كم دلوقت؟ عارفة جوزى فين؟ مع اصحابه حتى فى يوم اجازته؟ جوزى مش قافل حياته لا عليا ولا على ابنه، عنده وقت للكل الا انا. 
اصحابه زمايله قرايبه حتى الجيران الا انا. 
أكملت بإستهجان: هو ده ال انتى عايزاه؟! 
شمس بتهته:لااا انا .. 
هالة: عايزة ايه تستكشفوا بعض تمام افترضى معجبكيش ال اكتشفتيه وقتها هتعملى ايه؟ 
شمس: ماهو فى فترة خطوبة. 
هالة: اممم، احب افكرك بصحبتك ال دايما كانت بتحكى عن خطيبها والشغف ال حاسة بيه وانه تفكيره واسلوب حياته الجديدة عليها قد ايه بيجذبها ليه اكتر واكتر . 
فاكرة لما قبلناها اخر مرة فى فرح اخوكى قالت ايه. 
صمتت شمس من جهتها تسترجع نظرات كريمه المنكسرة تخبرها بمحاولاتها المستميته لإيجاد نقطه تفاهم مع زوجها نقطه يمكن لهما التلاقى بها ، فعلى الرغم من مرور ثلاث سنوات على زواجها الا انها لم تفهمه حتى الآن وهو أيضا لم يكلف نفسه عناء المحاولة لم تتاقلم هى على حياته وقد زهدتها ولم يرق له اسلوب حياتها لتكن المحصلة رجل وامرأة بعقد زواج وكلا يعيش حياته على طريقته .

هالة متابعه: هنروح بعيد ليه بتشتكى انه عارفك وحافظك يعنى عارف هتعملى ايه وبتعمليش ايه؟ ايه ال يطلع منك وايه لا؟  ايه رايك فى حال بنت خالك واهى متجوزة ابن عمها مش حد غريب بس شكه ال الكل لاحظه وهى مغيبه فرحانه بالمستوى ال بقا فيه بعد سفره للخليج وقالت دى حاجات تتعالج بعدين مش مشكلة كانت النتيجه ايه؟

ابتلعت شمش ريقها تتذكرها وبكاءها  يدوى بأذنها كيف تعانى مع زوجها لا يصدقها يصدق الجميع الاهى دائما تحتاج إلى شهود أدله وبراهين عندما تتحدث معه عن اى شئ  وشعورها الدائم بأنها تلميذ معاقب! 
هالة: هو ده ال انتى عايزاه. 
شمس: لا بس دى شواذ مش كله كده! 
هالة بنفاذ صبر: ده حقيقى بس انتى ليه تحطى نفسك فى الدايرة دى؟ من الأساس. 
شمس بتهته: عشان عشان. 
هالة: علشان انتى عندية. 
شمس: انا؟ 
هالة: ايوه يا شمس انتى مشكلتك مش مع كريم قد ماهى احساسك بأن الجوازة مفروضة عليكى لمجرد انك سمعتي مانا بتسأل امتى هيتقدم حسيتى وقتها ان ردك تحصيل حاصل مالهوش اهميه مقدرتش تقفى فى وش ماما ولا بابا بس لما جات منى واتكلمت انتى اندفعت فيها وطلعتى غيظك كله عليها. 
حبيتى ټنتقمي لنفسك وانك انتى صاحبه قرار نفسك وده ال انتى حبيتى توصلهولى فى اول المكالمة ان محدش هيفرض رايه عليكى. 
شمس بتاثر: قد كده شايفانى وحشة. 
هالة: شمس عمر بابا مل اجبر وحده فينا على حاجه كل وحده كانوا بياخدوا رأيها حتى فى الاكل ال هناكل انتى علشان الصغيرة كنتى الدلوعه للكل وكان رأيك بيمشى علينا فاكرة انك قدام أمر ماليش فيه راي لغت عقلك واتصرفتى بتهور مع انك لو فكرتى بابا عمره ما كان هيجبرك وكريم نفسه عمره ما كان هيجبرك

شمس : انتوا دايما كده مش بتشوفوا الأمور غير زى ما انتوا عايزين محدش بيفهمنى غير.. 
صمتت وقد تداركت حالها.. 
هالة من الجهة الاخرى: كملى ، سكتى ليه ؟ محدش بيفهمك غير كريم، كريم ال بيحبك 
شمس: لا مابيحبنيش 
هالة: طب وانتى؟ 
شمس : وانا.. 
قاطعتها : فكرى قبل ما تجاوبي يا شمس انا مش عايزاكى تندمى  فى يوم . 
شمس: انا بكلمك علشان تريحيني مش تخوفينى. 
هالة: لا انتى مكلمانى علشان اقولك انتى صح برافو جدعه مشيتى رايك حتى لو متسرع، طموحاتك هايلة حتى لو فيها مجازفة ، انا واثقه انك متلغبطه عقلك بيصقفلك وقلبك بيلؤمك وانا مش هساعدك تدمرى حياتك ، انا اختك الكبيرة عايزة مصلحتك ويارب منى تكون عاقلة ومتتكلمش فى ال حصل. 
شمس: خلاص يا شمس الموضوع خلص واتقفل. .. 

تم نسخ الرابط