حتي أقتل بسمة تمردك بقلم مريم غريب الجزء الخامس والأخير..
حتي أقتل بسمة تمردك بقلم مريم غريب الجزء الخامس والأخير..
بعد مرور عدة أيام قليلة تعافت عبير تماما كما تمت إجراءات الزواج أيضا فتركت المشفي كي تنتقل إلي منزل زوجها كانت السيارة في إنتظارهما عند المصف الجانبي للمشفي وبعد أن وضع خالد أغراضها وحقائبها علي المقعد الخلفي إستغربت أن يفتخ لها باب السيارة الأمامي وأن يتبرع بمساعدتها علي الصعود وفيما همت علي ذلك إستدارت بسرعة ونظرت إليه لم يكن ينظر إليها بل كان مركز بصره أرضا أصبح جافا للغاية لكن خشونته أضفت عليه وسامة من نوع خاص عيناه السريعتا الملاحظة فمه المتماسك وجهه المتصلب شعره الأسود الكثيف اللامع أدركت في تلك اللحظة أنها بدأت تحبه ! وشعرت بالتعذية لكون تصرفاتها في الماضي وصلت إلي حد مبتذل غير لائق لا أخلاقيا ولا إنسانيا ..كان ينتظر صعودها ليغلق الباب وعندما لم تفعل نظر إليها رافعا حاجبيه في دهشة.. ماتركبي ! في حاجة
كان قد وصل بها إلي الغرفة فإتجه نحو فراش عريض ذا غطاء قرمزي أنيق ثم وضعها فوقه قائلا.. كنت حريص اني اعمل نسخة مصغرة من القصر ولو بسيطة عشان متحسيش بأي فرق لما تيجي وت ...
ثم إستدار وكاد يخرج فأستوقفته قائلة.. طب وانت هتنام فين
أجابها وهو لا يزال علي وضعيته.. البيت فيه خمس اوض اي اوضة ممكن انام فيها عن اذنك.
ثم تركها وغادر الغرفة سريعا مغلقا الباب من خلفه في هدوء فتنهدت بأسي ثم جلست تتأمل الغرفة بذهن مشوش وهي تفكر في المستقبل البعيد!
توقفت فجأة ثم تلفتت حولها عابسة إلي أن وقع بصرها عليه فسألته.. عمر ايه عايز حاجة
إقترب منها بخطوات واسعة حتي وقف في مواجهتها في بقعة ظللتها أغصان الأشجار ثم سألها.. رايحة فين علي الصبح كده انا فاكر ان ماعندكيش كلية انهاردة ولا مستشفي
ثم إنفرج ثغرها بإبتسامة بسيطة وقالت.. بس انا ملاحظة انك حافظ جدول تحركاتي بالتفصيل!
ضحك بخفة ثم أجابها.. سو يا حبيبتي طبعا لازم احفظ جدول تحركاتك انتي بقيتي تخصيني وتهميني في نفس الوقت.
.. ماشي يا عم المسؤول عن اذنك بقي عشان كده هتأخر.
.. لأ خليك في دكتور زميلي مستنيني برا سلام.
ثم تركته و تابعت سيرها المهرول بينما تجهم وجهه فجأة وأراد لو يمنعها من الخروج ولكن بأي صفة صر علي أسنانه بحنق وهو يتساءل ماذا يحدث
.. حمدلله علي سلامتك يا بيرو ..حمدلله علي سلامتك يا حبيبتي.
قالت ريم ذلك مخاطبة عبير عبر الهاتف فأجابتها عبير .. الله يسلمك يا ريم شوفتي اللي حصلي
واستها قائلة.. معلش يا عبير علي اي حال ربنا ستر وكويس انك خرجتي من الکابوس ده علي خير مش مهم ايه اللي حصل بقي.
.. بس اخواتي وحشوني اوي.
قالت باكية ثم تابعت.. تصوري ماسألوش عليا خالص لحد دلوقتي!
.. طيب اهدي بقي ومتعمليش في نفسك كده كله هيبقي تمام صدقيني كل حاجة هترجع زي الاول واحسن بس اصبري شوية .. هما لسا مصډومين يا عبير اللي حصل مكنش سهل عليهم.
.. لأ يا ريم انا عارفة اخواتي وخصوصا عز الدين عمره ما هيسامحني انا کرهت نفسي بجد اذيته اوي لتاني مرة في حياته مش هيسامحني مش هيسامحني.
ثم تعالي صوت نشيجها فهدئتها ريم قائلة.. يا حبيبتي انتي اخته مش هيسامحك ازاي اصبري عليه بس زي ما قلتلك.
.. اخته!
هتفت ساخرة ثم أضافت.. كان أولي سامح امه يا ريم انتي متعرفيش هي حاولت معاه اد ايه طول السنين دي وهو كان دايما بيقابلها بالعڼف والرفض ولا كأنها امه عز الدين بارع في القسۏة يا ريم لو قسي علي حد عمره ما بيحن تاني.
في تلك اللحظة سمعت طرقا علي باب الغرفة فكفكفت دموعها ثم إنهت الإتصال مع صديقتها وهتفت قائلة.. ادخل.
إنتفتح باب الغرفة ليدخل خالد في هدوء حاملا بين يديه وجبة الغداء لها إقترب منها متمهلا وهو يصوب إهتمامه علي ما يحمله بين يديه حتي وصل إليها فوضع أطباق الطعام علي طاولة صغيرة قرب الفراش قائلا بجمود.. ده الغدا اسف لو معحبكيش بس ده اللي عرفت اعمله من بكرة هاجيب واحدة تمسك شغل البيت.
إندفع الكلام من فمها بهدوء.. مافيش داعي انا بقيت كويسة وممكن اعمل كل حاجة بنفسي.
رمقها بدهشة ساخرة ثم قال.. انتي!
تخضبت وجنتاها بحمرة الخجل فأومأت رأسها قائلة.. ايوه انا.
.. بس علي حد علمي انتي مابتعرفيش حاجة في شغل البيت!
.. مش مشكلة هتعلم.
هز كتفيه بلا إكتراث قائلا.. ماشي كلي بقي قبل ما الاكل يبرد